بعد أيام قلائل يهل علينا اعظم الشهور وأشرفها وهو شهر القرآن والرحمة والتوبة، وهو شهر رمضان المبارك وبه سيزداد عدد الطالبين للصدقات والعون. وهو حق مشروع للمحتاج الصادق منهم وحق غير مشروع لكل محتال آثم. وأيضا تشهد البحرين مثل السنوات الماضية توافد الأجانب من مختلف البلدان الإسلامية والعربية وخصوصا من دول شرق آسيا وسيأتون محملين وكالعادة بملفات وتقارير لبناء مستشفيات ومراكز إسلامية ومساعدات للأهل والفقراء كما هم يقولون.
وهنا احب أن أشير إلى أن الجهات الرسمية من ادارة الهجرة والجوازات ووزارة الشئون الإسلامية ووزارة العمل ووزارة الداخلية والمحاكم الإسلامية، نعم هذه الجهات هي المسئولة الرئيسية ومن المفترض أن يعقد اجتماع بين ممثلي هذه الجهات لرسم السياسة المناسبة لكشف هذا الزيف والكذب الذي يمارسه هؤلاء الذين جاءوا لينافسوا فقراءنا والمحتاجين منا، ومن باب الطرفة أن أحد الذين يزورون البحرين باستمرار في كل سنة عنده أحد المرضى وهذه السنة جاء قبل أسبوع لجامعنا في مدينة عيسى وهو يريد أن يطلب من الناس المساعدة من أجل علاج أخيه المصاب وهنا استغرب الحضور لحد انه خلال أربع سنوات مضت كل سنة يأتي قبل شهر رمضان المبارك ويطلب المساعدة لعلاجه أو علاج أحد من أهله وهنا البعض من الاخوة تحدثوا إليه قائلين ما الرابط بين شهر رمضان وأمراض أهلك لماذا لا يمرضون إلا قبل شهر رمضان؟ سؤال مشروع ولكن الرجل لم يستطع ان يعطي جوابا شافيا لهم. هؤلاء يشكرون إذ من حقهم قبل أن يتصدقوا سواء إلى هذا الشخص الأجنبي أو إلى أحد الصناديق أو الجهات أو الأفراد أن يسألوا عن كيفية الصرف وغيره من أمور؛ لأن الأموال أمانة من رب العالمين ونحن مستأمنون عليها ومن حق رب العالمين أن يوقفنا يوم القيامة لتوجيه هذا السؤال عن صرفنا للأموال؟ فهل نرتفع بأنفسنا وننزع عن أنفسنا صفة أننا طيبون كثيراً وفوق اللازم ونؤمن بأنه يوجد شيء اسمه البحث والتحقيق لكل شيء في هذه الحياة قبل أن نمارس دفع الصدقات وغيرها من أمور؟
مجدي النشيط
العدد 764 - الجمعة 08 أكتوبر 2004م الموافق 23 شعبان 1425هـ