العدد 769 - الأربعاء 13 أكتوبر 2004م الموافق 28 شعبان 1425هـ

علاوي يشترط تسليم الزرقاوي مقابل سلام الفلوجة

تزايد الهجمات عشية رمضان واتفاق أمني أردني-عراقي

بغداد،عمان-عصام العامري، حسين دعسة،وكالات 

13 أكتوبر 2004

اشترطت الحكومة العراقية أمس على أهالي مدينة الفلوجة تسليم زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبومصعب الزرقاوي وأتباعه لإبرام اتفاق سلام ووقف الهجمات اليومية. ولم يستبعد رئيس الحكومة إياد علاوي في كلمة أمام المجلس الوطني العراقي (البرلمان) احتمال استخدام الخيار العسكري في حاله إخفاق التوصل الى حل سلمي يلبي مطالب الحكومة.

في غضون ذلك، تتحدث الأوساط الأمنية العراقية والأميركية عن مخاوف تزايد الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على مواقع عراقية وأخرى تتبع سفارات أجنبية بما في ذلك استهداف المنطقة الخضراء بحلول شهر رمضان، اذ تعرضت القوات الأميركية للمزيد من الهجمات في الساعات الـ 24 الماضية. و اعترف وزير الدفاع حازم الشعلان بسيطرة من وصفهم بالإرهابيين على أجزاء واسعة من الفلوجة. وتأتي هذه التصريحات متزامنة مع جولات ماراثونية من المفاوضات بين وفد يمثل أهالي المدينة ووفد حكومي قيل انها تعثرت. وأعلنت القوة المتعددة الجنسيات مساء أمس ان جنديين اميركيين قتلا وأصيب خمسة آخرون في عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة وقعت في الموصل، بينما لقي ثلاثة جنود اميركيين حتفهم فجرا في انفجار عبوة ناسفة شرق بغداد. وأعلنت جماعة «التوحيد والجهاد» مسئوليتها عن انفجار الموصل كما عرضت الجماعة التابعة للزرقاوي أمس شريط فيديو يظهر عملية إعدام من وصفتهما بأنهما اثنان من ضباط جهاز المخابرات العراقي. وقتل أربعة عراقيين وأصيب 12 آخرون في انفجار سيارة ملغومة كانت تستهدف رتلا عسكريا أميركيا في خان ضاري غرب بغداد.

على صعيد آخر، حدد الأردن والعراق معالم نهائية لخطة أمنية «ستعلن قريبا» تعالج مسائل الحدود وتأمين انتقال آمن للبضائع داخل الأراضي العراقية واختطاف السائقين الأردنيين وأعمال السلب والترويع التي تمارس ضدهم في بعض المناطق الممتدة على الطريق الدولي بين بغداد وعمان، وذلك عقب اختتام محادثات بين وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب ونظيره الأردني سمير حباشنة بحضور وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان.


ذبح ضابطين عراقيين وواشنطن تحقق في اختفاء معدات نووية

علاوي يوجه إنذاراً للفلوجة بتسليم رجال الزرقاوي

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات

هدد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس بشن عمليات عسكرية كبيرة في مدينة الفلوجة ان لم تسلم المتشددين الأجانب الذين يتزعمهم الزرقاوي. في غضون ذلك أعلنت جماعة المتشدد الأردني أنها ذبحت ضابطين في المخابرات العراقية، في وقت أعلنت واشنطن أنها تشارك الحكومة العراقية التحقيق في اختفاء معدات نووية.

وقال علاوي أمام المجلس الوطني العراقي المؤقت انه ان لم يتم تسليم الزرقاوي وجماعته للسلطات العراقية فان الحكومة العراقية مستعدة لشن عمليات كبيرة في الفلوجة. واضاف انه التقى قبل يومين وفدا من سكان المدينة يجري مفاوضات مع الحكومة للخروج من الازمة. وأوضح «أننا مستاؤون جدا مما يحصل في الفلوجة وكذلك أعضاء الوفد لكننا طلبنا منهم ممارسة مزيد من الضغوط على المسلحين وإذا لم يسفر ذلك عن شيء فلن نبقى مكتوفي الأيدي». وأعاد التذكير بواجب الحكومة في استعادة السيطرة على جميع المناطق المتمردة من اجل إجراء الانتخابات العامة في أجواء هادئة. وقال علاوي ان بحوزته أوراقاً تثبت تورط «المجموعات الإرهابية» وخصوصاً الزرقاوي في ما سماه «إثارة الفتنة الطائفية والقومية في العراق».

وكانت الولايات المتحدة قالت ان علاوي أجهض خطة للهجوم على الفلوجة في وقت سابق. وقال مسئول عسكري أميركي أمس الاول عاد أخيراً من العراق ان عملية عسكرية كبرى كان مخططا لها في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لاجتياح مدينة الفلوجة المتمردة، أجهضها رئيس الوزراء العراقي بعدما رضخ للضغوط التي مارسها عليه الوزراء السنة في حكومته.

من جهة أخرى، أكد علاوي استلام «كميات كبيرة» من الأسلحة في مدينة الصدر اثر التفاهم الذي تم التوصل إليه مع التيار الصدري. وأكد أن «الحكومة ملتزمة تطبيق» بنود التفاهم مثل الإفراج عن الموقوفين من التيار الصدري ووقف الملاحقات القضائية ضدهم باستثناء من ارتكب منهم جرائم جنائية. وكشف ان الحكومة خصصت مبلغ 800 ألف دولار تدفع مقابل الأسلحة التي يتم تسليمها.

على صعيد متصل استنكر أعضاء في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) قيام الجيش الأميركي والشرطة العراقية المكلفة حماية قصر المؤتمرات في إطار المنطقة الخضراء بتفتيش أعضاء المجلس قبيل دخولهم لحضور الجلسات، وهددوا بعدم الحضور في حال تكرار ذلك. في غضون ذلك، دعت الحكومة العراقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مراجعة ورصد وتفتيش ما فقد أو اختفى من المواد التي كانت موجودة في المواقع النووية العراقية السابقة. ونقل موقع «بي بي سي» على الانترنت عن وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي رشاد مندان عمر قوله ان مفتشي الوكالة لديهم صلاحيات للعودة بحرية إلى العراق في الوقت الذي يرغبون، موضحا ان عمليات سطو ونهب حدثت فعلاً عندما بدأت قوات الائتلاف الدولية التي تقودها الولايات المتحدة بغزو العراق. من جانبها، صرحت مصادر أميركية بأن مسئولين اميركيين سيشاركون الحكومة العراقية في بدء تحقيق شامل بشأن الأسلحة النووية التي اختفت.

اليابان تطالب المانحين الوفاء بتعهداتهم

استهلت اليابان مؤتمراً دولياً تستضيفه بشأن اعمار العراق أمس بدعوة المانحين إلى أن يفوا بتعهداتهم للمساعدة في عملية اعمار البلاد التي عرقلتها أعمال العنف والمقاومة. ويضم المؤتمر الذي يستمر يومين في طوكيو مسئولين من نحو 55 منظمة ودولة بينها بعض من عارضوا الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق وذلك لمتابعة اجتماع العام الماضي في مدريد الذي تعهد فيه المانحون بتقديم نحو 14 مليار دولار.

على صعيد آخر، استعاد العراق صوته داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما قضت المنظمة الدولية بعدم قدرة الحكومة العراقية على سداد الرسوم المستحقة عليه والبالغة نحو خمسة عشر مليون دولار، بينما أعلن وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط أمس انه تم تحديد يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل موعدا لعقد المؤتمر الدولي بشأن العراق في منتجع شرم الشيخ الساحلي، مؤكداً أنه سيعقد بلا شروط مسبقة.

ميدانياً أعلن مستشفى مدينة الرمادي ان مواجهات جديدة اندلعت بين مسلحين والقوات الاميركية أمس أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى و12 جريحا بين العراقيين.

وقال الطبيب طالب الدليمي «لدينا ثلاثة قتلى و12 جريحا» من دون ان يفصح ما إذا كانوا مقاتلين أم مدنيين. ولقي مدنيان عراقيان مصرعهما لدى سقوط قذيفة هاون على منزل وسط المدينة. كما اعتقلت القوات الاميركية والعراقية الشيخ عبدالكريم العودة احد شيوخ قبيلة زوبع ونجله عمار عضو هيئة علماء المسلمين.

وعرضت جماعة «التوحيد والجهاد» على موقع إسلامي على الانترنت أمس شريط فيديو يظهر عملية إعدام من وصفتهم الجامعة بأنهم اثنان من ضباط جهاز المخابرات العراقي. وظهر في الشريط رجلان يدليان باعترافاتهما ويحملان بطاقتي هوية صادرة عن جهاز المخابرات يدعى احدهما فاضل ابراهيم شمال والثاني لطفي الجبوري وقالا انهما أسرا يوم 28 سبتمبر/ أيلول الماضي في شارع حيفا بوسط بغداد، في وقت أعلنت جماعة «أنصار السنة» انها قامت بذبح أحد أعضاء الحزب الكردستاني الديمقراطى يدعى لقمان حسين بتهمة التجسس لحساب الجيش الأميركي. من جانبه أعلن متحدث اميركي ان مهاجماً انتحارياً فجر سيارة ملغومة بعد ظهر أمس قرب قافلة أميركية في الموصل، ما أدى الى مقتل جنديين أميركيين وجرح آخرين. وقتل أيضا ثلاثة جنود اميركيين فجر أمس في انفجار عبوة ناسفة شرق بغداد.

ولقي ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب مصرعه في إحدى المناطق بالقرب من مدينة بعقوبة، بينما أعلنت «الجزيرة» أمس أن أربعة عراقيين قتلوا وجرح 12 آخرون في انفجار سيارة ملغمة في خان ضاري غرب بغداد.

وفي النجف قالت مصادر للشرطة العراقية انها تمكنت من القبض على امرأة تحمل في وسطها حزاماً ناسفاً كانت تنوي تفجير نفسها داخل الصحن الحيدري الشريف.

وفي ملف الرهائن أوضح رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران أمس لمسئولين سياسيين ان آخر ما حصلت عليه الحكومة من معلومات عن الرهينتين الفرنسيين المحتجزين في العراق تشير الى أنهما «على قيد الحياة» وان «اتصالات غير مباشرة» استؤنفت مع الخاطفين، بينما قال المصور الأميركي بول تاجارت الذي اختطفه مسلحون في العراق وأطلق سراحه أمس الأول انه عومل معاملة حسنة لكنه لا يعرف سبب اختطافه. وتحدثت شبكة «سي ان ان» أمس عن فشل عمليتين عسكريتين لتحرير البريطاني كينيث بيغلي واميركيين قبل أن يعدموا بعد خطفهم.


إخراج جثث من مقبرة جماعية قرب الموصل

الحضر (العراق) - أ ف ب

أخرجت مجموعة من الخبراء العراقيين والأميركيين جثثاً من مقبرة جماعية للأكراد في شمال العراق، لاستخدامها دليل إثبات خلال محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وفقاً لما أعلنه مسئول أميركي.

وقال المندوب الأميركي لدى المحكمة العراقية الخاصة المكلفة بمحاكمة المسئولين السابقين في العراق غريغ كيهو، إن المقبرة الجماعية التي أطلق عليها اسم «نينوى» نسبة للمحافظة التي توجد فيها، تحوي رفات مئات الجثث التي نبش منها نحو 200. ونبش فريق الخبراء منذ الأول من سبتمبر/ أيلول حتى أمس حفرتين من أصل تسع تم العثور عليها قرب بلدة الحضر القريبة من الموصل. وقال كيهو إنه عثر في «الحفرة الأولى على جثث أطفال ونساء قتلوا جميعاً بواسطة السلاح الأبيض أو إطلاق النار من مسدسات»

العدد 769 - الأربعاء 13 أكتوبر 2004م الموافق 28 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً