إن لكل شهر من الشهور الهجرية ما يميزه عن الشهور الأخرى لما حصلت فيه من حوادث ومناسبات، وبالتوقف ولو لبرهة كي نتأمل الشهر الكريم الذي نحن فيه نجد أن الصيام ليس هو كل ما يميّز شهر رمضان فحسب، بل هناك أمور كثيرة وجوانب كثيرة تجعل هذا الشهر له مكانة خاصة عند كل المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي.
وفي اعتقادي أنه يمكن تقسيم هذه المميزات إلى نوعين، أحدهما تاريخي لم نشهده ولم نعاصره كنزول القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل كما أعزّ الله وأكرم الإسلام في هذا الشهر بتحقيق انتصارات كثيرة في عهد الرسول (ص)، أما النوع الآخر من المميزات فهو النوع الذي نلمسه ونعايشه كل عام وأقصد بكلامي أفضال شهر رمضان الكريم من فتح باب التوبة والمغفرة لجميع المسلمين تكفيراً لذنوبهم والخطايا التي ارتكبوها فيما مضى من ذلك العام.
وباعتبار أن الحديث هو عن الأعمال التي قمنا بها في السابق فقد آثرت تحديد بعضها علّ هذا يساعدنا على تجنب هذه الأعمال وتركها، كالغيبة والنميمة والفتنة والتبذير والإسراف وغيرها الكثير مما نعرفه من أخطاء ارتكبناها في حق أنفسنا وفي حق الآخرين.
لذلك يجب التحلي، في المقابل، بالأخلاق الفضيلة والتمسك بالصفات الجميلة التي حثنا عليها ديننا الحنيف وعقيدتنا السمحاء، مثل: إكرام الضيف ومساعدة المحتاجين والمحافظة على صلة الرحم، وهناك الكثير من الأعمال التي نستطيع أن نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.
وختاماً أقول عسى أن يكون شهر رمضان هذا العام فاتحة خير وفرصة كي يفتح الإنسان صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتيه الدنيا والآخرة.
وفاء عاشور
العدد 776 - الأربعاء 20 أكتوبر 2004م الموافق 06 رمضان 1425هـ