أنا طفلة تجاوزت عامي الأول بشهرين، ولكني لست ككل الأطفال في مثل سني!! فأنا لم أشأ المكوث في بطن أمي أكثر من سبعة أشهر وكأني استعجلت الفرحة لوالدي وما ظننت أبداً بأني سأقلبها إلى عذاب أليم.
أنا طفلة أملك رأساً ولكنه ليس برأس طفل ولد طبيعياً فنزيفه زاد من كمية الماء فيه وبذلك ازداد حجم رأسي.
أنا رضيعة ذُقت الأمرين منذ مولدي... فلم أتنعّم بحضن أمي ولم أنم في حضن أبي وأستجيب لمداعباته فأضحك لمناغاته لي... أنا رضيعة ما فتئت العمليات الجراحية تقطع رأسها حتى وصل عددها إلى ست عمليات جراحية لوضع أنبوب في الرأس.
أنا طفلة ولدت لأبوين محدودي الدخل ولكنهما على رغم ذلك لم يفقدوا الأمل في منحي الحياة الطبيعية كسائر الأطفال فسافرا بي إلى الأردن وهناك أُجريت لي العملية السادسة لتعديل وضع الأنبوب ولكن ضيق ذات يدهما أجبرهما على العودة بي إلى أرض الوطن من دون استكمال العلاج!
أنا طفلة أعاني من زيادة في حجم رأسي وشلل دماغي نصفي وضعف في النظر وحال صرع وبطء في النمو أثر في قدرتي على الحركة والجلوس والحبو وتحريك أطراف رجلي ويدي من الجهة اليمنى من بدني!
أنا طفلة كل ذنبي أني خرجت من بطن أمي قبل موعدي فكان موعداً مع العذاب والألم الذي قل ان تتكبدهما رضيعة في مثل سني... أنا طفلة أملي بالحياة يتجدد من بعد الله بمن سيمد لي يد العون ويأخذني إلى حيث استكمل علاجي... أنا طفلة أملي أن أملأ الدنيا بهجة وسروراً على والدي وأسرتي وأن أكبر في ظل وطني وأرضي فلا أبخل عليه بكل ما لدي أبداً... أنا طفلة أمد يدي العاجزتين إليكم فهلا أخذتموني إلى عالم الأصحاء مثلكم فأكون فرداً منكم وعونا لكم؟!
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 778 - الجمعة 22 أكتوبر 2004م الموافق 08 رمضان 1425هـ