العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

مصر ترفض التنازل عن قطرة واحدة من حقوقها في مياه النيل

خارطة تظهر مصر وحوض نهر النيل
خارطة تظهر مصر وحوض نهر النيل

تتمسك مصر بمعاهدة تمنحها حصة الأسد في مياه النيل وترفض تقديم آي تنازل يمس بـ «حقوقها التاريخية» لدول شرق إفريقيا التي تطالبها بتقاسم جديد لإيرادات النهر.

ولا تكف القاهرة عن التأكيد مراراً وتكراراً أن هذا النهر الذي يؤمن 90 في المئة من احتياجات مصر من المياه يشكل «مصلحة حيوية بالنسبة لها»، وهي تعزز موقفها بالتحالف القائم بينها وبين السودان، وهو ثاني مستفيد من الاتفاقيات السارية حول تقاسم مياه النيل.

وبعد سنوات من المفاوضات غير المجدية، اجتمعت سبع دول إفريقية من منطقة منابع النيل - إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي - الجمعة في مدينة عنتيبي الأوغندية لتوقيع اتفاق يعود عليها بفائدة أكبر.

ويدل الخلاف على الأهمية الكبرى التي يمثلها النهر الأطول في إفريقيا للزراعة والتنمية في دول حوض النيل، بل إن المصريين يعتبرون أنه شريان الحياة بالنسبة إليهم.

وتم توقيع الاتفاق الحالي بشأن تقاسم مياه النيل العام 1929 بين مصر وبريطانيا الاستعمارية وتمت مراجعته في العام 1959. ويمنح هذا الاتفاق مصر حصة قدرها 55,5 مليار متر مكعب من مياه النهر بينما يبلغ نصيب السودان وفق الاتفاقية نفسها 18,5 مليار متر مكعب، أي إنهما يحصلان معاً على 87 في المئة من منسوبه محسوباً لدى وصوله عند أسوان في صعيد مصر.

وتمتلك القاهرة بموجب هذه الاتفاقية كذلك حق النقض في ما يتعلق بأي أعمال أو إنشاءات يمكن أن تؤثر على حصتها من مياه النهر مثل السدود والمنشآت الصناعية اللازمة للري.

ووفق الإحصاءات الرسمية فإن احتياجات مصر المائية ستزيد عن مواردها في العام 2017، وخصوصاً أن عدد سكانها يتجاوز 80 مليون نسمة وهو في تزايد مستمر.

وانتهى اجتماع تشاوري عقد الشهر الماضي في شرم الشيخ بخلاف معلن بين مصر والسودان من جهة والدول الإفريقية السبع الأخرى من جهة ثانية.

ويعتبر الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، خاني رسلام إن «الحل الوحيد يكمن في التعاون» حول نحو 20 مشروعاَ في مجال الطاقة والري واقتصاديات المياه التي تمت دراستها في إطار مبادرة حوض النيل التي تضم كل الدول التي يمر بها.

ويضيف إن «توقيع اتفاق من طرف واحد سيؤدي إلى قتل هذه المشاريع التي سيستفيد منها الجميع».

وقال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط إن مصر راغبة في الاستمرار في التفاوض ولكنه حذر من أن «الحقوق التاريخية» لبلده تعد «خطاً أحمر».

ويقول دبلوماسيون مصريون في جلسات خاصة إن دول منابع النيل ستكون فرصتها ضعيفة في الحصول على تمويل دولي لمشروعات كبيرة على نهر النيل إذا لم يكن هناك اتفاق بين كل دول الحوض.

وأكد أبو الغيط إن «كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأنهار تؤكد ضرورة احترام الاتفاقات (الإقليمية) القائمة».

وتابع إن «مصر لن تقبل ولن تسمح ببناء أي مشروع في حوض النيل من شأنه أن يضر بمصالحها المائية».

وقال وزير الموارد المائية والري المصري، محمد علام أمام البرلمان إن «مصر تحتفظ بحقها في اتخاذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها».

وعلق دبلوماسي غربي في القاهرة ساخراً وقال «المصريون يتعاملون مع الأفارقة بنفس الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الفلسطينيين والتي ينتقدونها بسببها، إذ يقولون إننا على استعداد للتفاوض ولكنهم لا يريدون التنازل عن شيء عندما يتعلق الأمر بالقضايا الشائكة».

غير أن دبلوماسياً مصرياً لخص موقف بلاده الرافض لمطالب دول شرق إفريقيا قائلاً «مصر لا تملك مورداً آخر للمياه إلا النيل، أما الأفارقة فلديهم مياه بالفعل بفضل الأمطار».

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 11:54 ص

      14 نور:: إلى الزائر رقم 6 الرجاء قرائة ما كتبت جيداً

      إلى الزائر رقم 6 الرجاء قرائة ما كتبت جيداً فما تفوهت بما قلت عني قائله بل على العكس الماء لجميع من يمر النهر على أرضه ولا يحق لأي من هذه البلدان حرمانهم من الماء فمنذ بدء الخليقة وهذا النهر شراب جميع هذه الدول التي تطل على هذا النهر وليس من حق أحد أن يمنع هذا الحق الدائم عنهم, وأدعوا الله أن تحل الأمور حل الصلح و التفاهم.

    • زائر 6 | 11:15 ص

      اين العقل

      المحترم-المحترمه نور -ولكى تعطى الحكومه درسا -على-قولك-تعطش 80 مليون مسلم عربي مظلوم-هل وصلنا لهذه الدرجه من الحقد والعمي-افلا نفرق بين العدو من الصديق

    • زائر 5 | 10:41 ص

      14 نور:: ولا تزر وازرةُُ ُ وزر أخرى

      لا ذنب للشعب المصري يا زائر رقم 1 فالشعب هناك تحت الحديد و النار وما سيكون من الحصار إذا حصل ما تتمنى أنت إلا المزيد من الويلات للشعب المصري الذي ضاق الويلات من حكومة أمن الدولة و السجون والتعذيب وغيرها من صور حكامنا العرب ولا تنسى بأن من الذين حاولوا إمداد الفلسطينيين بالسلاح عبر الحدود هم أيضاً مصريين وهذا يجرنا إلى حقيقة المعنى أي إن الحكومة وما تفعله ليس بالضرورة بموافقة الشعب المصري فهم كما نحن ضحايا بين السطور ولكن هو درس للحكومة فهذا ما يحصل عندما تثق باليهود , ولكن أتمنى أن تحل بالخير.

    • زائر 4 | 10:27 ص

      مندوب اسرائيل

      احنا الواحد يشك ف هالاوادم-يقولون يدافعون عن فلسطين وهم الذي ساعدو المخابرات الاسرائيليه في ذبح المجاهد احمد ياسين والدكتور الرنتيسي-وغيرهم--تذكروا الاف العملاء في غزه والضفه-هؤلاء يروجون لاسرائيل وامريكا بدون خجل--الليي قال ان الدول الافريقيه اولي بالنيل من مصر-هو مندوب اسرائيل ف الامم المتحده

    • زائر 3 | 10:14 ص

      والله حرام

      والله حرام عليك-كل ها الحقد

    • زائر 2 | 10:09 ص

      مانرضي

      مافي عربي يرضى علي مصر والسودان ه الحقد- اسرائيل ورا هالخطاب

    • زائر 1 | 10:03 ص

      ماسمعت عن

      ولو افترضنا انك مختلف مع الحكومه المصريه وهذاحقك-ماذنب شعب مصر لتصب كل هدا الحقد عليه-اكيد ماتعرف شي عن معاناة المصريين-حبيبي اصابع اسرائيل ف ه الموضوع مثل الشمس-اخاف تكون من المستعربين الدين ذبحوا المجاهين من حماس والجهاد-حبيبي لاتشوه صورة الفلسطينين-شعب مصر لو بيده يكسر الحصار كان سواه--وتقول -ياجاحد-مصر تجني مازرعت--ماسمعت عن عبد الناصر- بس ماقول اكثر-

    • الحقيقة المرة | 7:52 ص

      الدرس الجديد

      نعم مثل ما تعامل الناس الناس يعملوك والدنيا دواره الحصار على الفلطسينين فى قطاع غزه وعلى الشعب الفقير الفلسطينى الله ياخذه الان من الحكومه المصريه العميله للغرب واسرائيل . الله ينصر الدول الافريقيه على هولاء العملاء العرب ..وانا اقول على الدول الافريقيه ان لا تسكت عن حقها فى مياه النيل وهى اولى بها خاصه وان الاتفاقيات عقدت ايام الاستعمار البريطانى فى افريقيا.. لذلك هذا اتفاقيات منتهيه الصلاحيه ... هذه الدنيا يا مصر ما تزرعه اليوم تجنيه غدا .. و الدم الشعب الفلسطينى لن يروح هدرا يا جلادين مصر

اقرأ ايضاً