طالبت السلطة الفلسطينية مجدداً أمس (الجمعة) إسرائيل بالاعتراف بحق العودة للاجئي 1948 الفلسطينيين، وذلك في الذكرى الثانية والستين للنكبة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات في بيان إن «الكارثة مستمرة. ينبغي إيجاد حل لقضية اللاجئين يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194»، في إشارة إلى حق العودة.
واتهم إسرائيل بـ «مواصلة النكبة عبر سياسة الطرد وتدمير المنازل والاستيطان والحصار».
وأجبر أكثر من 760 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل العام 1948.
ويناهز عدد المتحدرين من هؤلاء اللاجئين 4,7 ملايين شخص، ويشكل مصيرهم القضية الكبرى في النزاع العربي الإسرائيلي، وخصوصاً أن إسرائيل ترفض عودة هؤلاء إلى أراضيهم.
و إحياءً للذكرى الثانية والستين للنكبة، شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرتين نظمتهما حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي بعد ظهر الجمعة في قطاع غزة.
وشدد القيادي المحلي في «حماس»، معين مديرس خلال تظاهرة نظمتها الحركة بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من عناصرها وأنصارها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة على «حق عودة كل اللاجئين» الفلسطينيين إلى «ديارهم التي هجروا منها»، مؤكداً أن «لا تنازل عن حق العودة».
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة شارك آلاف في تظاهرة مماثلة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي. وجاب المتظاهرون شوارع وأزقة المخيم وهم يرفعون أعلاماً فلسطينية ورايات الحركة.
وفي كلمته أمام المتظاهرين دعا القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي «الجميع للالتفاف حول خيار جهاد المقاومة استعداداً للمعركة القادمة».
كما دعا الهندي السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات «العبثية» مع إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات «لن تحقق شيئاً».
من جهة أخرى، اتفقت كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا «حماس» و«فتح» على تنظيم تظاهرة مشتركة اليوم (السبت) في مدينة غزة تتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في القطاع إحياءً لذكرى النكبة.
وفي لبنان تظاهر مئات اللاجئين الفلسطينيين مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن حق العودة إلى وطنهم.
وقال ممثل حركة «حماس» في لبنان، علي بركة أمام مئات من أنصار الحركة احتشدوا في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل، «لن نتخلى عن حقنا في العودة إلى وطننا».
أمنياً، قتل فتى فلسطيني ليل الخميس الجمعة في الضفة الغربية المحتلة برصاص مستوطنين إسرائيليين أطلقوا النار عندما تعرضت سيارتهم للرشق بالحجارة، على ما أفاد مصدر أمني فلسطيني.
وقال المصدر نقلاً عن شهود عيان، إن أيسر ياسر الزبن (16 عاماً) من قرية المزرعة الشرقية القريبة من رام الله قتل برصاص أطلقه مستوطنون بعدما تعرضت سيارتهم لرشق بالحجارة.
وقد قتل على الفور لكن لم يعثر على جثته إلا بعد ساعات.
وذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيليين كانوا في سيارة عند وقوع الحادثة أبلغوا الشرطة بأنهم شاهدوا شخصاً يخرج من سيارة ويطلق النار من بندقية على فلسطينيين.
وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إنه عثر على جثة الفتى في الجهة الغربية من قريته. وعند فحص الجثة تبين أنه قتل قبل ثلاث ساعات من العثور عليه.
من جانب آخر، أكد البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما طلب من الكونغرس توفير أموال لمساعدة إسرائيل على تطوير نظام «القبة الحديدية» للدفاع الصاروخي. ويمكن لهذا النظام إسقاط العديد من الصواريخ في آن واحد على مدى يتراوح بين 3 إلى 70 كيلومتراً، بينها صواريخ القسام التي تصنعها حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأوضح مسئولون عسكريون إسرائيليون أن هذا النظام يمكن أن يتصدى للصواريخ التي يطلقها حزب الله اللبناني.
وقال نائب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بين تشانج في رسالة إلكترونية إن «الرئيس أوباما يدرك التهديد الذي تشكله الصواريخ التي تطلقها حماس وحزب الله على الإسرائيليين».
العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ