العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ

هجوم الفلوجة ينتهي بألف قتيل وفرار الزرقاوي

نزوح 13 ألفاً إلى الأردن وتعزيزات للموصل وحظر تجوال بالنجف

بغداد - عصام العامري، وكالات 

13 نوفمبر 2004

أكد مسئول عراقي أمني أمس بنبرة اتسمت بالحدة والوعيد أن عملية الفلوجة «أنجزت» باستثناء «جيوب خبيثة»، ومقتل «أكثر من ألف من الإرهابيين والصداميين» كما هدد بـ «ضرب كل مسلح بقوة»، مشيراً إلى هروب أبومصعب الزرقاوي وعبدالله الجنابي.

وقال وزير الدولة لشئون الأمن الوطني قاسم داوود في مؤتمر صحافي إن «عدد القتلى أكثر من ألف» في العملية التي بدأت الاثنين الماضي، مضيفاً أن عدد «المعتقلين يبلغ حوالي مئتين»، وأوضح أن «عمليات التنظيف ربما ستغير هذه الأرقام».

وأكد أن «الزرقاوي (زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) والجنابي (رئيس مجلس شورى المجاهدين) هربا مع مبادئهما التي جعلت أنصارهما يذوقون المنية بسببها»، وقال الوزير إن «هؤلاء حاولوا الإيحاء بأن مدناً سقطت ولكننا سنضرب وبكل قوة أي مسلح يسير في الشارع».

من جهته قال ضابط أميركي إن القوات تحتاج إلى بعض الوقت وبذل الجهود لاستعادة السيطرة على المدينة، إذ لا تزال هناك جيوب مقاومة في الأحياء الجنوبية بعد ستة أيام من عملية «الفجر».

وكشفت مصادر حدودية أردنية عن أن عدد العراقيين الذين دخلوا الأردن منذ بداية الحرب على الفلوجة وصل إلى 13 ألف عراقي، موضحاً أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد النازحين، في وقت قالت متحدثة باسم الهلال الأحمر إن قافلة معونة تابعة لجمعية الهلال الأحمر العراقية دخلت الفلوجة أمس بأول سلع إنسانية تصل المدينة بعد أن أوقفت من قبل القوات الأميركية في وقت سابق.

على صعيد متصل أعلنت هيئة علماء المسلمين توقيف ثلاثة من عناصرها من أئمة المساجد خلال 24 ساعة وبينهم مسئول منطقة الشعب في شمال بغداد الشيخ مصطفى الدليمي. وجاء الإعلان عن انتهاء الهجوم على الفلوجة فيما سارعت الحكومة إلى إرسال تعزيزات إلى الموصل، لإخماد انتفاضة يرجح المسئولون الأميركيون أنها هبت لتعزيز المقاومة في الفلوجة. في حين امتد حظر التجوال ليشمل مدينة النجف من دون ذكر الأسباب.


الحكومة تهدد «بضرب أي مسلح بكل قوة» وتحظر التجوال في النجف

«فجر الفلوجة» تسفر عن سقوط ألف قتيل ومئتي معتقل

عواصم - وكالات

أعلن وزير الدولة لشئون الأمن الوطني العراقي قاسم داود أمس أن عملية «الفجر» في الفلوجة «أنجزت ولم يتبق سوى بعض الجيوب الخبيثة التي يتم التعامل معها وفقا لعملية تنظيف». ان «أكثر من ألف» من «الإرهابيين والصداميين» قتلوا. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد إن «عدد قتلى الإرهابيين والصداميين بلغ أكثر من ألف قتيل»، بينما بلغ عدد «المعتقلين حوالي مئتين». وأضاف أن «عمليات التنظيف ربما ستغير هذه الأرقام».

وهدد الوزير المقاتلين المسلحين، مؤكدا «سنضرب بكل قوة أي مسلح يسير في الشوارع». وقال إن هؤلاء المقاتلين «حاولوا الإيحاء بأن مدناً سقطت لكننا سنضرب وبكل قوة أي مسلح يحمل السلاح ويسير في الشارع»، مؤكدا أن ذلك «سينكعس إيجابا على الدفع بعملية السلام والاستقرار». وأكد أن «العجلة لن تعود إلى الوراء».

وأضاف داود أن وزيري الداخلية فلاح النقيب والدفاع حازم الشعلان «ابلغا القوات العراقية المسلحة بإطلاق النار فورا على كل من يحمل السلاح ويشرع بالهجوم على مواطنينا الآمنين».

ووقعت معارك عنيفة بعد الظهر في جنوب الفلوجة بين قوات مشاة البحرية و«مقاتلين عرب» تحصنوا هناك. وقال كابتن في المارينز «إنهم في غالبيتهم من المقاتلين العرب». وأضاف مصور كان يرافق القوات أن الطائرات والمروحيات تدخلت بينما قصفت المدفعية مواقع المسلحين.

وتابع «إنهم يخرجون رافعين أعلاما بيضاء اللون ويعبرون الشارع للتمركز في مبنى أخر إذ يخبئون اسلحة ويطلقون النار علينا».

من جهة أخرى، تلقت عناصر المارينز تعليمات بأخذ الحيطة والحذر إزاء كل شخص يرتدي ثيابا عسكرية عراقية. ونصت التعليمات عبر اللاسلكي على أن «كل شخص يرتدي زيا للحرس الوطني أو المغاوير ويتجول وحيدا، يجب اعتباره معاديا». وأوضح الكابتن أن عددا من المسلحين ارتدوا ثيابا عسكرية لإزعاج (المارينز).

وأفادت متحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر العراقية أن قافلة إغاثة تحمل مواد غذائية ومساعدات طبية تمكنت من دخول المدينة وسط مخاوف من حدوث أزمة إنسانية. ودخلت القافلة من الشمال تتقدمها احدى سيارات الإسعاف حاملة لافتة كبيرة للهلال الأحمر وتضم أربع شاحنات محملة بمواد إغاثة وثلاث سيارات اسعاف تقل كادرا طبيا.

وكان المتحدث باسم مشاة البحرية الأميركية أكد عدم السماح لأي شخص بدخول المدينة ولأي سبب كان. ولم تتوفر أرقام دقيقة عن عدد الأشخاص الذين كانوا محاصرين في المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 300 ألف نسمة وزعم مسئولون عراقيون أن ثلثهم غادروها قبل بدء القتال.

وكانت هيئة علماء المسلمين أطلقت نداء استغاثة من اجل إنقاذ المئات من العائلات المحاصرة. ودعا «جميع المنظات الخيرية والإنسانية الموجودة داخل القطر وخارجه للتدخل وإغاثة الفلوجة المنكوبة التي ترزح تحت وابل من القنابل والصواريخ من البر والجو ومن الاتجاهات كافة».

كما أعلنت الهيئة أن القوات الأميركية قامت بمساعدة من قوات الحرس الوطني بمحاصرة عدد من المدن وبالذات المساجد فيها وأنها ألقت القبض على عدد من أئمة المساجد الذين نددوا بالهجوم.

في الإطار ذاته قال القائد الأميركي في شمال العراق جنرال كارتر هام إنه لا توجد أدلة تذكر على أن المتمردين الذين هربوا من الفلوجة قبل الهجوم يقاتلون الآن في الموصل. وقال إن تفجر العنف مرتبط فيما يبدو بالهجوم على الفلوجة ومحاولة لتشتيت الاهتمام بعيدا عن تلك العملية.

نهب منزل وطبان في الموصل

وشارك عشرات الأشخاص في نهب منزل كبير أخلته شركة خاصة فجر السبت في شمال الموصل. ووصلت مجموعات من الأشخاص إلى المكان سيرا على الإقدام أو بواسطة سيارات ودخلت القصر السابق لوطبان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين، لنهب ما تقع عليه أعينهم مثل الطعام والملابس والأجهزة.

وكان المنزل الواقع في حي الملايين تعرض لقصف عنيف مساء الجمعة. وان المقاتلين وزعوا بيانا يطالب بـ «العودة إلى الحياة الطبيعية»، مؤكدين أنهم «يقومون بدور الشرطة».

وذكرت قناة «الجزيرة» أن مقاتلين عراقيين خطفوا أحد أفراد الحرس قرب الفلوجة وهددوا بقتله. وبثت شريط فيديو قالت إنه لـ «كتائب ثورة 20» ظهر فيه رجل معصوب العينين يحيط به ثلاثة رجال ملثمين. ولم يتسن سماع أي صوت. كما بثت القناة لقطات صورتها الجماعة يظهر بها انفجار قرب دبابة ودخان أسود يتصاعد.

وأفاد تقرير بأن ثلاثة من أفراد الشرطة بينهم نقيب ومدني أصيبوا بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية في الشارع الرئيسي في تكريت. وأفادت مصادر طبية وأخرى من الشرطة أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة اخرون بجروح في اشتباكات في وسط الرمادي فيما شنت القوات الأميركية حملة دهم اعتقلت خلالها العشرات.

كما أعلنت مصادر طبية والشرطة انتشال عشر جثث، يبدو أنها تعود لعراقيين، من نهر الفرات في منطقة المسيب. وقالت «الجزيرة» إن مسلحين اقتحموا فندق السدير في حي الكرادة بوسط بغداد وأشعلوا النيران فيه بعدما اقتحموا غرف الفندق.

وذكر متحدث باسم شرطة الحلة أن شخصا فجر سيارة في حاجز عسكري تابع للشرطة والحرس الوطني شمال الحلة. وأوضح أن الانفجار أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الحرس وشرطي إلى جانب إصابة ثمانية آخرين واحتراق ثلاث سيارات.

وعلى صعيد متصل أعلن قائد النجف اللواء غالب الجزائري فرض حظر التجوال في مدينتي النجف والكوفة. وقال إن هذا القرار يأتي تماشيا مع قانون الطوارئ المعلن. ومددت الحكومة العراقية إغلاق مطار بغداد الدولي لأجل غير مسمى بموجب قانون الطوارئ. وقال مسئول في مكتب رئيس الوزراء لدى سؤاله عن المطار إنه مغلق لحين صدور إشعار آخر.

بوش: دعم الانتخابات «أساسي»

من جهته اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الاسبوعي أن «الدعم الدولي» للانتخابات العراقية أمر «أساسي». وقال بو «إن الدعم الدولي للانتخابات العراقية أمر أساسي وهذا الدعم يزداد باطراد». وأكد أيضا على أن «القوات العسكرية الى 30 دولة تعمل إلى جانب القوات العراقية لمساعدتها على إرساء الاستقرار والامن».


تظاهرات في الدنمارك ضد هجوم الفلوجة

كوبنهاغن - أ ف ب

جرت تظاهرات في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ومدينتي اودنسي وارهوس للاحتجاج على «الهجوم المكثف» الذي تشنه القوات الأميركية على الفلوجة كما ذكر منظمو رابطة «لا للحرب ولا للإرهاب».

وعلى رغم المطر والبرد تظاهر حوالي اربعمئة شخص وهم يحملون المشاعل أمام السفارة الأميركية في كوبنهاغن على هتافات «الفلوجة موحدة لن تهزم أبدا». وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها «القوات الدنماركية خارج العراق». وقالت لين بارفود النائبة عن لائحة الوحدة (أقصى اليسار) «ان قوات الاحتلال يجب أن تنسحب من العراق. هذه الحرب المسماة بحرب التحرير كلفت حياة مئة ألف مدني. يجب أن يتوقف ذلك وان نساعد العراقيين اقتصاديا وليس بالقنابل»

العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً