العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ

عمال يكدحون ليل نهار... والمجمعات تضج بروادها

كيف يقضي الناس أوقاتهم في العيد؟

عندما يدق العيد الأبواب، يتأهب الجميع لقضاء الإجازة كل بطريقته الخاصة. فهناك من يقصد المسرحيات، وآخرون يتهافتون على آخر الأفلام التي تعرض في دور السينما. ولكن هناك فئة لا تهنأ بالعيد، ولكنها تسهم في إسعاد الآخرين... أطباء وممرضون، صحافيون وآخرون يعملون في المراكز التي لا تعطل.

الأطباء والممرضون جزء من هذه الفئة، فليس بإمكانهم أن يأخذوا إجازة ويهنئون بها كبقية الناس، فلا يمكن أن يأخذ المرض إجازة، بل على العكس، إذ يؤكد الطبيب علي أحمد أن الأمراض تزداد في فترة إجازة العيد. والسبب في ذلك عدم اتزانهم في تناول الأطعمة. وأشار آخرون الى أن هناك نقطة مهمة، وهي أن المعدة تعودت على نظام شهر رمضان، والتغيير الفجائي يتسبب في تغيير الوتيرة التي تعودت عليها، وهنا تحدث المشكلات.

والممرضون لهم حكاية أخرى، تقول الممرضة حنان: «لا يوجد شيء يسمى إجباراً على العمل في الأعم الأغلب، وفي الوقت ذاته يمكن أن نعبر عن ذلك بأننا نعمل من خلال قناعتنا الذاتية، فإذا لم نكن موجودين يحتمل أن تتعرض حياة إنسان للخطر. وبالتالي، حتى لو شعرنا بالأسى نوعا ما، إذ إن معظم موظفي الدولة والقطاع الخاص يقضون إجازة سعيدة وسط أهلهم وأبنائهم، ويستمتعون بأوقاتهم، ونحن نعرف أن المبلغ المضاعف الذي قد نحصل عله لن يعوضنا عن أي شيء من هذا، إلا أننا نرى أن القدسية التي تتجلى في عملنا تعوضنا عن ذلك».

وأضافت أنها تعوض بعدها عن أطفالها برعايتها المرضى، وتشير إلى أنه «لو افترضنا أن أحد أبنائي مرض - لا سمح الله - فستكون هناك ممرضة غيري ترعاه... نحن نعتبر الأطفال في المستشفى أبناءنا، وإذا ما تماثل أحدهم للشفاء، وارتسمت الفرحة على شفتيه فإن هذا (يسوى الدنيا وما فيها) وكم نشعر بالراحة عندما نساعد أحد المرضى على التماثل للشفاء».

وهناك فضاء آخر عند العمال الذين يشغلون وظائف في الشركات والمواقع التي لا تعطل، إذ هم مجبرون - وإن لم يعترفوا بذلك - على العمل بطريقة أو بأخرى. يقول أحد العمال في الشركات الكبرى جواد إبراهيم: «لا يوجد شيء يسمى العمل جبرا، وإن كان الحضور إلزاميا. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعطل العمل في جميع المواقع، ونحن نتلقى أجرا مضاعفا على العمل في هذه الأوقات. ولكن قد يتيح لنا العمل بنظام النوبات بعض الوقت، فإذا صادف أن كان الدوام في الليل فإن لدينا النهار، ولكن المشكلة قد تواجه العمال الذين يداومون في النهار، إذ يفقدون معه رونق الفرحة بالعيد».

وفي الإطار نفسه يقول أحد عمال محطات البنزين حسن عيسى: «أسوأ أوقات العمل في فترات الإجازة الرسمية، وإن كنا نتقاضى أجرا إضافيا، فالناس يمرون على المحطات ليملأوا خزاناتهم ويذهبوا إلى كل مكان يمكن أن يقصد في العيد، ونحن لا نستطيع الذهاب إلى هذه الأماكن».

ويشير أحد أصحاب المحلات التجارية حسن مكي إلى أن «إبقاء المحلات مفتوحة في أيام العيد شيء لا مفر منه، فالحركة عادة ما تكون في ذروتها، ويتضاعف الدخل، ولذلك نحن مجبرون على استدعاء الموظفين والبقاء في المحلات»، موضحا أن معظم الناس يقضون أوقاتهم في المجمعات التجارية، وخصوصا تلك التي توفر دوراً للسينما.

وللصحافيين حكاية أخرى، فلا يمكن أن تترك الصحيفة من دون موضوعات تقرأ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ملؤها بالإعلانات التجارية. فالناس تريد أن تعرف ما الجديد في هذا الحقل وذاك، وتريد أن تعرف ما الذي يجري في قبة البرلمان، والشورى، والصحة، والبلديات و... ولذلك يصبح العمل في الصحيفة أشبه بخلية النحل، ويكون الصحافي مطالبا بإعداد تقارير حية، وأخرى قابلة للتأجيل، ويكون مجبرا على حضور بعض الفعاليات التي لا مفر من حضورها. إضافة إلى بقية العمال في الصحف.


العيد كاد أن يصبح عيدين بـ «العيدية»

احد المواطنين جاسم صباح تمنى لو أن عيدية الـ «500 دينار» صرفت للعائلات البحرينية، إذ يؤكد أن الكثيرين لم يتمكنوا من شراء ملابس جديدة لأطفالهم في العيد، قائلا: «هناك عائلات لا تتمكن من توفير قوت يومها في المملكة، ولو أن العيدية صرفت لرسمت الفرحة على وجوههم». وأوضح أن العيدية أصبحت حديث الناس في المجالس، إلى أن جاء الخبر الذي كمم أفواه الناس حين تجاهل المسئولون مناقشة الموضوع، وأعلن النواب أن مناقشته محتملة بعد إجازة العيد، وقال: «لو صرفت العيدية في هذا الوقت، لأصبح العيد عيدين، وخصوصا أن الرواتب بعيدة ومعظم الناس استنفدوا ما (حوشوه) خلال الأيام الماضية»

العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً