العدد 803 - الثلثاء 16 نوفمبر 2004م الموافق 03 شوال 1425هـ

كيف يعيش الطفل الفلسطيني؟

كيف يعيش هذا الطفل الصغير من دون أب؟ من المسئول عنه؟ هذا السؤال وجهته امرأة فلسطينية من خلال إحدى الفضائيات العربية إلى شارون... والطفل البريء بين ذراعيها وهي تشجع بالبكاء والنحيب لمقتل والد الطفل، والمرأة لم تكن مخطئة حين وجهت السؤال إلى شارون لأنه بعد الدعم الأميركي والتخاذل والصمت الأممي والتواطؤ الأوروبي والسكوت والخنوع والخوف العربي لم يبق أحد يوجه إليه سؤالاً كهذا ويستطيع أن يجيب عليه إلا شارون، لأنه هو الشخص الوحيد الذي يملك الإجابة على مثل هذا السؤال، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يجيب هذه المرأة المسكينة وغيرها الآلاف في غزة والقطاع وخان يونس وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 67 على هذا الدمار والقتل اليومي، وهو الذي يستطيع أن يستجيب أو يرفض بمحض إرادته ومن دون اكتراث لمواثيق دولية وحقوق إنسان ولا حتى حقوق أراض وأشجار سواء زيتون وغير زيتون. شارون هو الرجل الذي يفعل كل ما يريد بمحض إرادته ضاربا بعرض الحائط كل الأوراق التي تحمل «كتابات» تسمى قوانين دولية أو حقوق إنسان!

شارون ذهب أبعد من ذلك واستطاع أن يستفيد من كثير من المشكلات الدولية «كمكافحة الإرهاب»، واشغال العالم به واستغلال الانتخابات الأميركية، وتوجه أميركا لطرح «الشرق الأوسط الكبير» وتوزيع جرعات الديمقراطية في الشرق الأوسط. كل هذه الأمور استفاد شارون منها ببراعة وتفرد. إذاً فقد كانت هذه السيدة محقة عندما وجهت سؤالها إلى شارون وليس إلى غيره، فهي لم تقدمه للأمم المتحدة مثلا ولم تقدمه للرئيس الأميركي ولا للأوربيين وطبعا لم تقدمه لا إلى الرؤساء العرب لأنهم لا يهوون الإجابة على مثل هذه الأسئلة «البايخة»، ولا إلى الجماهير العربية التي تريد أن تجيب ولكن أوراق الإجابة ليست بيدها، فكل أولئك هم أصغر من أن يجيبوا على هذا السؤال الصعب! وكل الإجابات موجودة عند شارون ويقدمها بطرق مختلفة، فأحيانا من خلال الطائرات الأميركية، وأحيانا أخرى من خلال الدبابة مركافا وغيرها وأحيانا بطرق أخرى كهدم البيوت وتجريف الأراضي... إلخ، فالطرق كثيرة وكل الأجواء متاحة ومتيسرة ولن تنتظر هذه السيدة الاجابة طويلا... فلربما وصلها الرد الأكيد اليوم أو غدا فشارون لا يتأخر عن الإجابات وخصوصا إذا كان السؤال يخص الأطفال، أليس الأطفال أحباب الله؟!

إبراهيم حسن

العدد 803 - الثلثاء 16 نوفمبر 2004م الموافق 03 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً