نلاحظ في وقتنا الراهن كثرة الجمعيات بشتى أنواعها (السياسية والإسلامية والاجتماعية) التي من المفترض أن تلعب دوراً مهماً في حركة الإصلاح، ولكننا وللأسف الشديد لا نرى إصلاحاً ملموساً للكثير من قضايا المجتمع الذي نعيشه. ومن أبرز هذه القضايا وأشدها تأثيراً على مجتمعنا قضية البطالة التي صارت مشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم. إن هذه الجمعيات يجب أن تتخذ خطوات جادة وحثيثة للمشاركة في حل أزمة البطالة، فإن الكثير من أبناء هذا البلد يسعون في البحث عن وظائف والكثير من الوظائف يشغلها أجانب ويتقاضون عليها رواتب عالية إضافة إلى السكن وباقي العلاوات. وأزمة أخرى هي أزمة الإسكان التي يعيشها الكثير من أفراد مجتمعنا، فالكثير منهم يبحث عن مأوى لائق ومناسب، فأين إسهامات هذه الجمعيات في حل هاتين المشكلتين؟!
إننا نرى اتجاهات بعض الجمعيات التي صارت واضحة، فهي تبذل جهداً في مناقشة قضايا خارجية تاركة القضايا الداخلية التي هي أُسست في الأصل من أجل السعي لخدمتها وحلها. أليس من المفروض أن نصلح بيئتنا الداخلية أولاً ونغطي أوجه القصور عندنا لنرتكز على قاعدة قوية ويكون بإمكاننا الإسهام في إصلاح القضايا الخارجية في الدول الأخرى؟! ليس القصد أن نتجاهل ما يحدث من حولنا، ولكن أليس الأقربون أولى بالمعروف؟!
إن البعض من أعضاء الجمعيات صاروا يشكلون أحزاباً، وان كل جماعة تنتمي إلى جمعية معينة تتحفظ على بعض الأمور وأحياناً تكمن بداخلها الشحناء لجمعية أخرى، متناسين أن هذه الجمعيات يجب أن تشكل كتلة متماسكة هدفها موحد وهو خدمة المجتمع وقضاياه. فصارت أنشطة بعض هذه الجمعيات مجرد ندوات واعتصامات.
في ختام سطوري هذه، أتمنى أن توحد هذه الجمعيات جهودها وتعمل من أجل حياة أفضل وتنسق فيما بينها للوصول إلى أهدافها المرجوة، كما تتخذ التعاون مع الحكومة والتفكير السليم منهجاً لها وأن تعالج قضاياها بأسلوب عصري وحضاري يعتمد على الحوار البناء والمنطق، بدلاً من أن تسلك الأساليب الغوغائية التي لا تمت للتطور الفكري بصلة. والله الموفق.
نادرة الماجد
العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ