يعجز التعبير وينفد الحبر حينما نريد أن نصف بحريننا الغالية بكل ما تحمل من علم وحضارة وطيب وأخلاق، فكل ذلك ليست له حدود... البحرين هي التي وصفت بسلمها وسلامها لأنها أسلمت من دون حرب وقتال وهذا عين الدليل. ما بالها اليوم تعيش في قلق مستمر، كل يوم نسمع عن مشكلات في كل مكان؟ من المسئول عما يحدث؟ عشنا في حوادث مريرة بكل القهر وتعديناها بسلبياتها وإيجابياتها. ما بالها البحرين تكون على كل ألسنة الوافدين لها من العرب والأجانب؟ أين المثقف؟ أين رجل النهج الحضاري؟ أين الدولة عن كل ما يحصل من قلق للمواطنين والوافدين؟ يا كل من ينتمي إلى هذه الدولة، ويا نوابنا الكرام، حان الموعد لترتقون بالوطن والمواطن... جميعكم مسئولون عما يجري في الساحة... البعض مؤيد والآخر معارض، كأننا في حرب لا ندري متى تنتهي ونحن لا نستحق كل هذا القلق المستمر، وإذا كنا فعلاً نحمل الثقافة فلنكن أكثر تعقلاً وأكثر حلماً، ونرى لهذا المواطن الطيّب المغلوب على أمره بين القلق المستمر لا يدري إلى أين يدير وجهه ليرى حلاً لمشكلاته وطموحاته.
ما بك يا بحريننا يا مملكتنا الغالية؟ هل كل ما يحدث جراء الحرية غير المفهومة أو لأننا لسنا متعودين على معنى الحرية وجرى بنا ما جرى؟ ربما البعض يقول إنني أبالغ فيما أقول، ولكن الواقع يشهد على أكثر من ذلك. هل أصبح الشعب سخرية للآخرين، نتحاور على عيدية في الصحف وفي مجلسنا الموقر كأننا أطفال؟ ما بالنا نعيش كل هذا؟ ألا نستحق العيش الكريم؟ ألا نستحق أن نعيش بعيدين عن كل هذه الحروب السياسية التي لا تستوعبها بحريننا لأن السياسة هي التي أماتت فينا الاحترام للبعض وما سمعت من قبل بكل هذا إلا من بعد ما جاءت السياسة المقنعة وغير الواضحة. ما بك يا بحريننا يا طيبة؟ من المسئول؟ ومن الذي يستطيع أن يعمل على ما جرى وما فات وما الأسلوب الأمثل للابتعاد عن كل هذا القلق؟
كلهم يرددون العبارة نفسها «سيأتي الخير قريباً»، فمتى تعبرون عن هذا الشعب الذي لا يحمل سوى الأمل والمستقبل الجميل له ولأولاده؟ متى نرى هذا المستقبل؟ من سيقف ويمنع من يريد الخراب لهذه المملكة؟ من؟ ولكن أنا من الذين يحملون الأمل الجميل الزاهر لهذا البلد الأمين المقدام، ونسأل المولى العزيز أن يبعد عنا البلاء ويمن علينا بالأمن والأمان.
إبراهيم جمعة
العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ