عقيلة يوسف كاظم (27 عاما)، من قرية بني جمرة، تزوجت قبل ثلاثة أشهر وكانت تحمل جنيناً عمره شهران، قبل ان تلتحق بالرفيق الاعلى في الساعة الثانية والنصف من فجر السبت الماضي (27 نوفمبر / تشرين الثاني).
موتها لم يكن طبيعيا، ولو انها ماتت في بلد آخر وفي الظروف ذاتها لقامت الدنيا على المتسبب في موتها. لقد عانت الكثير خلال عشرة أيام حتى يوم وفاتها. ففي بداية الامر ذهبت الى مستشفى جدحفص وهناك انتظرت كثيراً وهي تتألم. وبعد ساعة ونصف الساعة، جاءت لها ممرضة وقالت ان لديها اعراض حمل اعتيادية، وقامت بتركيب سائل مغذٍ «سيلان». ولكن بعد نصف ساعة، كانت الممرضة «تتمتم» بأن «جميع الممرضات ذهبن وتركنها تعمل لوحدها»، فأزالت السائل بصورة عنيفة وانصرفت.
توجهت الى مركز جدحفص الصحي، ولكنها لم تحصل على مساعدة، ولذلك توجهت إلى مجمع السلمانية الطبي تشتكي الآلام في بطنها، ولكنها أيضا حصلت على الجواب الروتيني «هذه أعراض حمل».
بعد فترة، وبعد أن يئست من جدحفص والسلمانية، توجهت الى عيادة خاصة ودفعت من جيبها مبلغاً للعلاج. أخذت دواء يساعدها على التخلص من آلام بطنها من تلك العيادة... وكان الألم قد وصل الى حد لا يطاق...
في آخر يوم لمحنتها مع المرض - من دون علاج - أسلمت نفسها وبدأت تودع أهلها ومحبيها، وفي الساعة الثانية فجراً سقطت مغشياً عليها. سارع أهلها للاتصال بالاسعاف، ولكن سيارة الاسعاف استغرقت ساعة واحدة لتصل في الثالثة من فجر السبت، بعد ان فارقت عقيلة الحياة.
في اليوم التالي لوفاة عقيلة توجه أهل الفتاة الى المستشفى يستفسرون عن سبب وفاتها، فكانت الإجراءات المعقدة التي زادتهم آلاماً إلى آلامهم.استسلمت العائلة للواقع المؤلم وطلبت جثة ابنتها لدفنها لعلهم بذلك يدفنون الآلام معها... ولكن الآلام ازدادت مع ذكريات مؤلمة استمرت عشرة أيام كانت عقيلة تموت موتاً بطيئاً من دون مساعدة طبية لائقة.
وعندما سألت «الوسط» أهلها عن السبب في أخذ الجثة قبل تشريحها، قالوا والألم يعتصرهم: «قالوا لنا انهم سيشقون بطنها لاستخراج الكبد والأمعاء وشق الرأس ... ان ما أصابها وأصابنا كان يكفينا، ولا نثق بأنهم سيعطوننا حقنا بعد ان يشوهوا جسد ابنتنا التي تسبووا في موتها».
يذكر ان الجهات المسئولة في مستشفى جدحفص ومجمع السلمانية الطبي لم تبادر إلى أخذ صور أشعة لمعرفة ما اذا كان الجنين سليما أم لا... هل هو خارج الرحم او داخله، طوال شهري الحمل.
من جهتها قالت العائلة «ان الطبيب الشرعي في النيابة العامة بعد أن عاين الدواء الذي تعاطته المتوفاة ذكر ان الدواء لا يمكن ان يكون سببا في الوفاة، ولكن يحتمل انها كانت تعاني من التهاب في الزائدة الدودية ادى إلى إنفجارها وهو احتمال كبير في سبب الوفاة». وفي هذه الحال تتحمل وزارة الصحة المسئولية لعدم تشخيصها لحال المريضة طوال فترة معاناتها من الآلام الحادة
العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ