قالت رئيسة وحدة الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي نضال خليفة في لقاء خاص بـ «الوسط»، إن أكثر من 100 مصاب بالصدفية الشديدة يتلقون علاجهم في الوحدة بالإبر البيولوجية.

وبينت «تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية الأكثر شيوعا في البحرين تليه بحسب الترتيب الأكزيما الجلدية بأنواعها ثم البهاق فالالتهابات الجلدية وأخيرا سرطانات الجلد».

وأضافت خليفة «بالنسبة إلى الصدفية البسيطة تتراوح أعداد الإصابة في البحرين من 10 إلى 15 ألف مريض يُعالجون عن الصدفية في مختلف المستشفيات، ويبلغ إجمالي الإصابات الجديدة سنويا من 10 إلى 15 إصابة جديدة معظمهم في سن الشباب».

واعتبرت رئيسة وحدة الأمراض الجلدية الإصابات بسرطان الجلد في البحرين «قليلة»، وقدرت الإصابات الجديدة من 15 إلى 20 إصابة بالمرض سنويا، وحذرت من استعمال أجهزة الإسمرار الاصطناعي في مراكز التجميل والتي ترفع خطورة الإصابة بسرطان الجلد حسبما تشير الدراسات والمنظمات الدولية.

وعن الخطط المستقبلية للوحدة، أوضحت خليفة «نطمح في الاستقلال كقسم خاص مع وجود هذا العدد الكبير من الأطباء المتخصصين، فمستوى الأطباء يرتفع وكذلك مستوى الخدمة الطبية المقدمة، إلا أن التسهيلات في الوحدة كما هي وذلك يحُد من التطور». وفيما يلي اللقاء:

كم عدد العاملين في الوحدة؟

- تتبع وحدة الأمراض الجلدية في هيكل الوزارة دائرة الأمراض الباطنية فالوحدة ليست مستقلة، وقد تأسست قبل أكثر من ثلاثين عاما، في البداية كان عدد الأطباء فيها قليلا ولكن خلال السنوات العشر الأخيرة شهدت الوحدة زيادة كبيرة في عددهم ولدينا حاليا أربعة استشاريين في الأمراض الجلدية و11 طبيبا مُقيما وخمس ممرضات.

وكم تبلغ نسبة البحرنة؟

- نسبة البحرنة في الوحدة 100 في المئة.

هل عدد الأطباء كاف مقارنة بحجم العمل في الوحدة وعدد المرضى؟

- حاليا لدينا خمس عيادات يوميا وكل عيادة تُعالج من 10 إلى 15 مريضا، ولذلك فالخدمة جيدة والمواعيد قريبة ولا يوجد قصور واقعا.

ما هي الحالات التي تحتاج إلى إدخالها المستشفى؟

- الحالات التي تحتاج إدخالها إلى المستشفى هي أمراض الجلد الفُقاعية، كما نُدخل إلى المستشفى حالات حساسية الأدوية والالتهابات الشديدة، وبشكل عام الحالات التي نُدخلها قليلة.

ماذا عن الحالات الطارئة؟

- أقل من 10 في المئة من الحالات شهريا تكون حالات طارئة.

حدثينا عن العمل في الوحدة؟

- تخدم الوحدة جميع مناطق البحرين وتستقبل الحالات المحولة من جميع المراكز الصحية في البحرين، وعملها أساسا قائم على العمل في العيادات الخارجية؛ إذ يتم فيها التشخيص والعلاج، وأحيانا نحتاج إلى إدخال بعض المرضى ولدينا سريران فقط لمرضانا ويتم توفير أكثر من ذلك في حال طلبنا بحسب عدد المرضى المحتاجين إلى إدخال المستشفى.

ويُتابع أطباء الأمراض الجلدية المرضى المحولين أيضا من الأقسام الأخرى في مجمع السلمانية ويُقدمون الاستشارات المختلفة.

ماذا عن الوحدة كمركز تدريبي؟

- نُعتبر مركزا معترفا به للتدريب للحصول على شهادة المجلس العربي للاختصاصات الطبية في مجال الأمراض الجلدية والتناسلية، واستطاعت الوحدة أن تُخرج خمسة أطباء حصلوا على شهادة التخصص بعد تدريبهم في القسم بمجمع السلمانية وعملية التدريب مستمرة فبعد إنهاء تدريبهم لدينا لمدة أربع سنوات يُبتعث الطبيب إلى الخارج للحصول على الزمالة في تخصص فرعي ثم يعود لمزاولة عمله في الوحدة وهذه الخطة مستمر تطبيقها منذ عشر سنوات.

إذاً أنتم تتجهون نحو تشجيع التخصص الثانوي في تخصص الأمراض الجلدية؟

- نعم حاليا بدأنا نتجه نحو تشجيع التخصص في الأمراض الجلدية، ولدينا حاليا استشارية الأمراض الجلدية المتخصصة في علم أمراض الجلد النسيجي منى شويطر، بالإضافة إلى الاتجاه لتوفير عيادات تخصصية، العيادات الموجودة لدينا الآن عامة ونُحاول وضع عيادات تخصصية مثل عيادة الحساسية والصدفية وأمراض جلد الأطفال وهذه الخطة جار العمل عليها حاليا.

ما هي العمليات التي يتم إجراؤها وأنواع العلاجات المستخدمة؟

- نقوم بإجراء العمليات الجلدية البسيطة مثل إزالة الزوائد الجلدية والشامات والعلاج المبكر لسرطان الجلد، وتُقدم الوحدة خدمات واسعة مثل العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية وهي موجودة لمرضى الأكزيما والبهاق والصدفية، ونأمل أن يُضاف الليزر كجهاز علاجي ووضعناه في الخطة المستقبلية للوزارة ضمن المتطلبات.

وتميزت الوحدة على مستوى البحرين والخليج بريادتها واستعمال العلاجات الرائدة فوحدتنا أول قسم في الخليج يستخدم العلاجات البيولوجية لمرضى الصدفية منذ ست سنوات ونفخر بقدرتنا على توفير هذه العلاجات وهي جدا مُكلفة ومازالت غير موجودة في الكثير من الدول، وعندما طلبناها من الوزارة لم تتأخر في توفيرها لعلاج أمراض الصدفية والتهاب الروماتيزم الصدفي.

ما هي الأمراض الجلدية الأكثر شيوعا؟

- لا توجد حتى الآن دراسات عن أكثر الأمراض الجلدية شيوعا في البحرين؛ إلا أنه ومن خلال الملاحظة العملية وجدنا أن العدد الأكبر يتركز أولا في الصدفية تليها على الترتيب الأكزيما الجلدية بأنواعها، ثم البهاق، تليه الالتهابات الجلدية بأنواعها سواء كانت بكتيرية أو فطرية، وأخيرا سرطانات الجلد.

هل هناك تغيُر في نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية؟ ولماذا؟

- بالنسبة إلى مرض الصدفية على سبيل المثال هناك عامل وراثي جيني وعوامل بيئية محفزة وراء الإصابة، الأسباب كلها غير معروفة ولكن نعتقد بأن هناك أكثر من سبب ويلعب جهاز المناعة دورا في حدوثها بحيث يبدأ في إفراز مواد تُثير الالتهاب وتُساعد في ظهوره، والتدخل المناعي في هذه الأمراض وغيرها مثل الثعلبة والصدفية والبهاق والذئبة الحمراء يلعب دورا فيها، والإصابات ازدادت مع المدنية الحديثة وفي هذه الأمراض يكون دور جهاز المناعة واضحا لأن تتكون أجسام مضادة في الجسم وتبدأ بمهاجمة أجزاء طبيعية في الجسم مثل الشعر والمفاصل والخلايا التي تفرز اللون وتؤثر أيضا على الكلى.

في المحصلة نجد أن أسباب ازدياد الإصابة بهذه الأمراض هو التطور في الحياة المدنية واشتداد العامل النفسي وازدياد الضغوطات، وهناك الكثير من الأمور التي استجدت في الحياة الحديثة وأصبحت الحياة تفرض التميز واثبات الذات وغيرها وكلها ضغوطات نفسية في الحياة العملية، وقد كانت الحياة في السابق صحية أكثر، بينما الآن عمل مستمر وإرهاق مستمر وتغيرت نوعية الغذاء وكل هذه نظريات لا يوجد شيء مُثبت ولابد أن نُفكر في العوامل المحيطة بالمريض نفسه.

بالنسبة إلى مرض الصدفية وكونه الأكثر انتشارا، كيف تنظرون له؟

- في السابق كان يُنظر إلى مرض الصدفية بأنه مرض بسيط يُصيب الجلد، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذا المرض مُرتبط بأمراض أخرى فالمصابون به مُعرضون للإصابة أكثر من غيرهم بأمراض القلب وضغط الدم وارتفاع الدهون ومشاكل الغدد الصماء مثل السكري ولذلك لا نُعامل مرضى الصدفية حاليا بأنه مرض بسيط بل نهتم جدا بهم لحمايتهم من أمراض القلب وضغط الدم والجلطات وغيرها، وبدأنا عملية توعية المرضى، فزيادة الوزن على سبيل المثال تؤثر على استجابتهم للعلاج وتحسنهم.

كونك رئيسة رابطة أطباء الجلد، ماذا تُقدمون لمرضى الصدفية؟

- هناك الكثير من المصابين بالصدفية ولدينا اهتمام بالعلاجات النوعية، وكرابطة أطباء الجلد نجمع مرضى الصدفية ونُقيم لهم يوما تثقيفيا ونتصل بالأطباء وفي كل مرة نُركز على نقطة معينة، مثل أهمية التغذية لمرضى الصدفية وأهمية تخفيف الضغط النفسي وأهمية الرياضة والاهتمام بالمفاصل، وندعو لهذا التجمع المرضى مع فرد من الأسرة، والفكرة أن نوسع الوعي بالمرض ونُقلل وصمة المرض لأنه يؤثر على نفسية المرضى.

في الأذهان كانت «الوصمة» مرتبطة بمرضى الأيدز، فهل الأمر مماثل بالنسبة إلى مرضى الصدفية؟

- الوصمة موجودة عموما للمصابين بالأمراض الجلدية، ولكن هناك تحسُن في نظرة الناس، بداية إزالة الوصمة هي أن يتقبل المريض نفسه ويتعايش مع المرض وأن تكون لدى الناس الثقة في الشخص بأنه طبيعي يتزوج ويعمل ويتواصل مع الناس، وبناء الثقة بالنفس يلعب دورا كبيرا في تحسُن المرض.

وهناك وعي في المجتمع البحريني ولكنه ليس كافيا، وإذا كان موجودا يجب ألا نعتمد عليه بل لابد من استمرار التوعية.

هل كل الأمراض الجلدية مُعدية؟

- نحو 80 في المئة من الأمراض الجلدية غير مُعدية و20 في المئة منها فقط مُعد، وهذا اللبس حاصل في الوسط الطبي أيضا وليس بين الناس وحسب، أحيانا يأتي مريض ويذكر أنه راجع طبيب ورفض الطبيب أن يلمسه لفحصه خوفا من العدوى وهذه إهانة للمريض.

كم عدد المصابين بالصدفية في البحرين؟

- عالميا يبلغ إجمالي المصابين بالصدفية من 1 إلى 3 في المئة من إجمالي السكان وهذا ينطبق على البحرين، والمرض مزمن، وكما تعلمون الصدفية مرض مزمن ولا علاج نهائياً له، والعلاج يُقلل المضاعفات، وتوجد فترات تخف فيها أعراض المرض غالبا في الصيف، وفترات أخرى يشتد فيها المرض في الشتاء.

هل لديكم إحصاءات؟

- بالنسبة إلى حالات الصدفية البسيطة تتراوح بين 10 و15 ألف مريض يُعالج عن الصدفية في البحرين في مختلف المستشفيات.

كم عدد الحالات الشديدة بين المصابين بالصدفية؟

- نحو 40 في المئة من حالات الإصابة بالصدفية تعتبر حالات شديدة هي أكثر من 100 مريض بحريني ونُعالجها بالإبر البيولوجية وهي التي تُغطي الصدفية فيها مساحات في الجسم أو التي لم تستجب فيها الحالات للعلاجات التقليدية والبسيطة، أو بدأ المريض يعاني من أعراض أخرى مثل التهاب المفاصل ونعتبرها من المضاعفات، وللصدفية تأثير نفسي واجتماعي واضح على نوعية حياة المريض، ما يستلزم التدخل السريع، ويمكن أن يتعلم المريض كيفية استخدام الإبر البيولوجية، ويمكن أيضا أن يُراجع المريض المراكز الصحية لتلقي العلاج وهي عبارة عن حقن تحت الجلد في منطقة غير مصابة مرتين في الأسبوع، وهناك نوع آخر منها يوضع في المُغذي (السيلان) ويعطى للمريض مرة كل شهرين.

وكم يبلغ إجمالي الإصابات الجديدة بالصدفية؟

- سنويا هناك من 10 إلى 15 إصابة جديدة بالصدفية وعادة ما يكون المصابون في سن الشباب في العشرينيات أو الثلاثينيات، وتُشير الدراسات إلى أن عدد المرضى النساء ازداد ولكن في البحرين لاحظنا تساوي عدد المرضى النساء بالرجال.

بالنسبة لسرطان الجلد، كم عدد الحالات الجديدة سنويا؟

- هناك من 15 إلى 20 حالة سرطان جلد جديدة سنويا وهناك شفاء منها لأن هناك علاجا، وبصورة عامة هناك نوع واحد من أنواع السرطانات الجلدية يعتبر الأخطر وهو سرطان الميلانوما وهو الذي يحدث فيه تغير في الشامات وهو ينتشر ومن ثم يُسبب الوفاة، وهناك نوعان أقل خطورة من سرطان الجلد هُما Basal cell carunoma والنوع الآخر Squamous cell carunoma والنوعان لا ينتشران في الجسم ويكون العلاج جراحيا موضعيا.

ما أسباب الإصابة بسرطانات الجلد؟

- طبيعة الحياة تغيرت، بدأ الناس يحبون الخروج في الشمس والتعرض لأشعتها بهدف تسمير البشرة وذلك خطير، حالات الإصابة بسرطان الميلانوما قليلة جدا في الوقت الحالي ولكن قد تزداد حالات الإصابة خلال السنوات العشر المقبلة.

وهناك تحذير من الأكاديمية الأميركية لأطباء الجلد إلى جميع أطباء الجلد في العالم لتحذير الناس من استخدام أجهزة الإسمرار الاصطناعي لأنها تُعرضهم للإصابة بسرطان الميلانوما.

وهل هناك دراسات عن سرطان الجلد؟

- هناك دراسة حديثة أوضحت أن التعرض مدى الحياة لأشعة الشمس من خلال التنقل اليومي للعمل أو الرياضات المائية لم يرفع نسبة الخطورة للإصابة بسرطانات الجلد ولكن أوضحت الدراسة أن استخدام أجهزة الإسمرار الاصطناعي هي التي ترفع الخطورة.

ماذا عن مرض الذئبة الحمراء رغم تصنيفه نادرا إلا أن هناك حالات إصابة؟

- المرض لايزال نادرا، وهناك نوعان منه، الأول الذي يُصيب الجلد فقط في المناطق المعرضة للشمس، مثل الرأس والوجه والصدر وهو يترك آثارا واضحة ويُعالجه أطباء الجلد في وحدتنا، أما النوع الثاني فهو يُصيب الجلد وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكلية والمخ ويُعالجه أطباء الروماتيزم.

حاليا تطورت الرعاية الصحية وساهم التحسُن في التشخيص المبكر والعلاج المبكر في تشخيص الحالات، والحالات التي تعاني من مضاعفات هي التي تأخر فيها العلاج.

هل هذه الأجهزة موجودة في البحرين؟

- بدأت مؤخرا بعض مراكز التجميل بجلب ما يُسمى Tanning bed لتسمير البشرة، ومنظمة الدواء والغذاء الأميركية تبحث منع المراهقين والمراهقات في أميركا من استخدام هذه الأسرة للإسمرار الاصطناعي.

بالنسبة إلى الاكزيما، ما أكثر أنواعها انتشارا؟

- الاكزيما الجلدية أنواع وأكثرها اكزيما الأطفال وهم يُمثلون 40 في المئة من المرضى الذين نراهم في العيادة وتُمثل 80 في المئة من مجموع حالات الاكزيما التي نراها.

ما نسبة الشفاء منها بين الأطفال؟

- نحو من 75 إلى 80 في المئة من الأطفال تختفي عنهم الاكزيما عندما يصلون إلى سن البلوغ، وتصاحب الاكزيما وجود ربو وحساسية الأنف وأحيانا تخف الأكزيما الجلدية وتستمر ألأعراض الأخرى.

ما هي خططكم المستقبلية في الوحدة؟

- طموحنا هو الاستقلال كقسم وخاصة مع وجود هذا العدد الكبير من الأطباء المتخصصين، كما نطمح إلى جعل الوحدة مركزا تدريبيا موسعا ومن الممكن أن تكون مقصدا لتدريب الأطباء من دول الخليج أيضا وأن تكون الوحدة أكثر تخصصية فالتخصص في تخصصات ثانوية يُعزز من نوعية الخدمة ويُحسنها ويُعطينا حافزا للاستمرارية.

ولكن يُنظر إلى الأمراض الجلدية على أنها ليست أولوية، والمشكلة أن مستوى الأطباء ارتفع ومستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى ارتفع أيضا، إلا أن التسهيلات الموجودة في الوحدة مازالت كما هي وذلك يحُد من التطور الذي لابد أن يشمل زيادة الإمكانات والتسهيلات، ولكن نحن نتفهم أولويات الوزارة