المصير يجمع بين رجلين لهما ماض مشترك، وهما فيسنتي دل بوسكي وكارلوس كيروش، اللذان سبق وأن دربا ريال مدريد الأسباني، واليوم (الثلثاء) في كيب تاون سيلتقي الرجلان مجددا عبر قيادة منتخبى بلاديهما في مونديال جنوب أفريقيا.
ورحل دل بوسكي عن ريال مدريد في 2003 على رغم فوزه للتو بلقب الدوري الأسباني، ليخلفه المدرب المساعد لمانشستر يونايتد كارلوس كيروش، الذي ابتعد عن أستاذه سير أليكس فيرغسون من أجل أن يصبح الرجل الأول في النادي الملكي.
ولكن لم يمر وقتا طويلا حتى عانى كيروش من مصير دل بوسكي نفسه وتعرض للإقالة من جانب رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، ولكن كأس العالم جمعت الرجلين مجددا في أول مغامرة لهما في نهائيات البطولة العالمية .
ولم يحقق أي من المدربين أي نجاح يذكر منذ الرحيل عن ريال مدريد، إذ درب دل بوسكي (59 عاما) فريق بيشكتاش التركي بعد ثلاثة أشهر فقط من مغادرة مدريد فيما عاد كيروش مجددا لأداء دور الرجل الثاني في مانشستر يونايتد تحت قيادة فيرغسون قبل أن يتولى تدريب المنتخب البرتغالي.
وتولى كيروش ودل بوسكي تدريب المنتخبين البرتغالي والإسباني في التوقيت نفسه تقريبا، ولكن واحد منهما سيقود بلاده للعبور إلى دور الثمانية للمونديال.
وأشاد دل بوسكي بالجهد الذي يبذله كيروش قائلا: «إنهم يلعبون كفريق حقيقي، وقادرين على الدفاع بشكل جيد والهجوم بشكل سريع».
فيما قال كيروش حول دل بوسكي: «أكن الكثير من الاحترام له، ليس فقط لطريقة عمله مع المنتخب الإسباني بل أيضا لما حققه مع ريال مدريد».
وأضاف «إسبانيا تلعب كرة في منتهى الإيجابية، إنها كرة القدم التي يرغب أي شخص في العالم في تقديمها».
ويدرك المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي صعوبة المهمة التي تنتظر رجاله وهو أكد مباشرة بعد التأهل إلى الدور الثاني ليس مرتاحاً على الإطلاق لأن أبطال أوروبا تجنبوا مواجهة المنتخب البرازيلي وذلك لأن المنتخب البرتغالي ليس أسهل من «سيليساو» على الإطلاق.
وقال دل بوسكي: «هل رأيتم كيف هيمنت البرتغال على البرازيل (0/0)؟ لم تمنحها أية فرصة لفرض طريقة لعبها وكانت جيدة جداً في الهجمات المرتدة. البرتغال منتخب كبير جداً، ولا اشعر برضا خاص لأننا سنواجههم (عوضاً عن البرازيل). إن كانت البرازيل أو البرتغال، هذان المنتخبان ممتازان على أية حال».
ورد دل بوسكي على سؤال حول سبب استبداله توريس في بداية الشوط الثاني، قائلاً: «لقد استبدلته لأنه كان يشعر بأوجاع عضلية خلال استراحة الشوطين لكن ذلك لا علاقة له بإصابته القديمة في ركبته. كما كنا بحاجة أيضاً إلى السيطرة بشكل أفضل على وسط الملعب، ومع سيسك، لن نخسر أي شيء من الناحية الهجومية وسنستفيد أيضاً في وسط الملعب».
أما انييستا الذي سجل عودة موفقة من الإصابة التي أبعدته عن مباراة هندوراس (2/0) بتسجيله الهدف الثاني لأبطال أوروبا، فقال: «أتيحت لنا فرصة لا تعوض بعد الهزيمة في المباراة الافتتاحية (أمام سويسرا 0/1). إذ أصبح مفتاح التأهل بين أيدينا، وهذا ما تحقق بالفعل. أنا سعيد لأننا بلغنا ثمن النهائي لان ذلك هو هدفنا بغض النظر عمن يسجل الأهداف. كان هدف دافيد (فيا) مهماً للغاية لأنه جاء في لحظات عصيبة لأن الشك كان يشك طريقه إلينا. ثم أصبحنا أكثر هدوءاً بعد الهدف، وكان أداؤنا أفضل».
العدد 2853 - الإثنين 28 يونيو 2010م الموافق 15 رجب 1431هـ