وبسؤالها عن الصفقة الأخيرة لبناء معامل لتكرير النفط في نيجيريا ومفهومها لما يسمي بـ «قروض البنية التحتية المدعومة»، أجابت بروتيغام، أن «المسألة الرئيسية هو أن ننظر إلى مجالات التمويل، إلى أين يجري التمويل. فمثلاً في حال هذه الصفقة الصينية مع نيجيريا لا يوجد أي تمويل».
وأضافت «أعتقد أن البنك الصيني كان جريئاً للغاية بتقديمه 20 مليار دولار لهذا المشروع في نيجيريا (على شكل قروض). صحيح أن نيجيريا أكثر استقراراً من جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن المشاريع الجارية في هذه الأخيرة هي أصغر من ذلك بكثير».
واستطردت خبيرة التنمية الدولية قائلة: «قد يبدو للبعض أنه من الأذكى البدء ببناء معمل تكرير واحد لجس النبض. فالمعروف أن 85 في المئة من المنتجات النفطية المستهلكة في نيجيريا مستوردة، وأنها تصدر النفط الخام أساساً».
«وعلى رغم ذلك، فالدافع الأساسي وراء الصفقة الصينية (ببناء مصافي النفط في نيجيريا) هو ذو طابع سياسي. فالمعروف أن النخبة (النيجيرية) تستفيد من التحكم في واردات المنتجات النفطية ولا ترغب بالتالي في تغير هذا الوضع».
ثم أجابت بروتيغام على سؤال لوكالة إنتر بريس سيرفس بشأن حقيقة التطلعات الصينية في إفريقيا التي تدفعها إلى الدخول في صفقات معقدة وغير مأمونة أحياناً، قائلة، إنه من المفيد النظر إلى علاقات الصين مع هذه القارة «كجزء من استراتيجية العولمة الصينية».
«يمكن تسمية ذلك الاستعمار الجديد أو الامبريالية الجديدة، لكن الواقع هو أن الأمر يتعلق بمسار العولمة وبمساعي الصين للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية؛ ما يجعلها تنظر إلى إفريقيا كشريك لها»، وفقاً للخبيرة.
وبشأن سؤال عما يمكن أن تقدمه إفريقيا في سياق مثل هذه الشراكة مع الصين، قالت، إن القارة توفر لها كميات ضخمة من المواد الخام، لكنها تمثل سوقاً هائلة أيضاً. «صحيح أن الغرب يتنافس أيضاً على هذه السوق، لكنها سوق جبارة حقاً».
وأفادت بروتيغام، أن الصين أصبحت أكبر مصدّر لإفريقيا. «لكن بكين تنظر إلى هذه القارة من زاوية أخرى. فالغرب يعتبرها منطقة حروب وأمراض وفوضى وكوارث؛ بل وكمثار للشفقة. أما الصين فتنظر إلى إفريقيا كساحة استهلاكية وكشريك في الصفقات التجارية، وهذا هو منظور مختلف تماماً» عن المنظور الغربي.
العدد 2880 - الأحد 25 يوليو 2010م الموافق 12 شعبان 1431هـ