العدد 2880 - الأحد 25 يوليو 2010م الموافق 12 شعبان 1431هـ

منظمة دولية تمنع البحرين من تصدير الجياد بسبب «الرعام»

استمرار الحظر إلى ما بعد 6 أشهر من القضاء على آخر حالة مصابة بالمرض

قال رئيس جمعية البحرين للخيل فوزي ناس لـ «الوسط»، إن «منظمة الصحة الحيوانية العالمية OIE فرضت منعاً على البحرين من تصدير الجياد بمختلف أصنافها إلى دول العالم كافة، بسبب تسجيل حالات مصابة بمرض «الرعام» (Glander).

وذكر ناس أن «القرار أصدرته المنظمة بحق البحرين منذ وقت رصد عدد من حالات الإصابة بالمرض، وهو مازال ساري المفعول حتى الآن وإلى حين القضاء على المرض عموماً»، مشيراً إلى أن «الحظر سيستمر حتى بعد 6 أشهر من تاريخ إعدام آخر حالة تثبت إصابتها، وذلك كفترة احترازية لتلافي ظهور أية حالات أخرى مصابة».

وفيما يتعلق بجانب الاستيراد، أوضح رئيس جمعية البحرين للخيل أن «عملية الاستيراد مفتوحة للبحرين دوليّاً من دون أية قيود سوى إجراءات إدارة الثروة الحيوانية والحجر البيطري للتأكد من سلامة الجياد المستوردة من مرض «الرعام» وأية أمراض أخرى تنتقل بالعدوى أو من دونها إلى الجياد والحيوانات في البحرين».

جاء ذلك على هامش ندوة نظمتها وزارة شئون البلديات والزراعة مساء أمس الأول (السبت)، تحت عنوان: «مرض الرعام: الأعراض وطرق الوقاية» تحدث خلالها الطبيب البيطري بإدارة الثروة الحيوانية عباس الحايكي، وممثل عن جمعية البحرين للخيل، وعدد من المختصين والمربين في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.

ويشار إلى أن «الرعام» مرض معدٍ، ونادراً ما يصيب البشر إذ حدثت حالات متفرقة جراء التعرض للبكتيريا في المختبرات وتسببه بكتيريا «Burkholderia mallei»، وهو في المقام الأول مرض يصيب الخيول لكنه يؤثر أيضاً على الحمير والبغال، علما بان بكتيريا «الرعام» تنتقل إلى البشر من خلال ملامسة سوائل وأنسجة أجسام الحيوانات المصابة وتدخل إلى جسم الإنسان من خلال الجروح أو الخدوش في الجلد والأغشية المخاطية كأغشية العين والأنف، وكذلك عن طريق استنشاق الرذاذ الصادر عن الحيوانات المصابة أو الغبار الملوث بها».

هذا ونقل ناس عن مدير إدارة الثروة الحيوانية بالوكالة في وزارة «البلديات» إبراهيم يوسف، أن «مرض «الرعام» أصبح محاصراً في البحرين، وبقيت 4 حالات مشتبهاً في إصابتها، غير أن الإدارة ستعيد تحليل عينات دم الجياد المشتبه فيها للتأكد من مدى الإصابة، على أن تعدم مباشرة بعد ذلك». وذكر رئيس جمعية البحرين للخيل أن «مدير إدارة الثروة الحيوانية أكد أن المرض سيكون صفراً في البحرين خلال أسبوعين على الأكثر بفعل حملات الفحص والمعاينة من قبل الفريق البيطري الذي شكل موزعاً على مختلف المحافظات منذ رصد عدد من الحالات في البلاد».

كما استعرضت جمعية البحرين للخيل خلال الندوة الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالمرض والأعراض المرضية في الخيل بسببه، وذكرت أن «مسبب المرض ليس فيروساً، وإنما بكتيريا لا تتكاثر خارج جسم الحيوان، ولكن يمكن لها أن تعيش وتبقى في الماء لمدة شهر واحد وفي الأماكن الباردة والرطبة والموبوءة سابقاً لمدة تصل إلى 6 أسابيع»، منبهةً إلى أنه «يتسبب المرض البكتيري المشار إليه في ارتفاع شديد لدرجة حرارة جسم الخيل تصاحبها الأنفلونزا الشديدة أيضاً، مع ضعف وهرم ملحوظ في بنية الجسم، بحيث ينخفض وزنه من 700 كيلوغرام (الوزن الاعتيادي) إلى 200 كيلوغرام فقط، على رغم كميات الأكل والمغذيات التي يتعاطاها، بالإضافة إلى ظهور نوع من الغدد والقروح الخارجية على الجسم، علماً بأن الحالات تختلف من حيث التأثير زمنيّاً، فبعض الحالات استغرقت 6 أشهر، وأخرى شهراً فقط».

وأوضحت الجمعية أن «المرض قد يظهر بأعراض متعددة، وقد تكون الأعراض حادة إذ ينفق الحيوان بسرعة، مثل ارتفاع حاد في حرارة الجسم والتهابات رؤية وخروج سوائل مخاطية عن طريق فتحة واحدة من الأنف، حيث ينفق الحصان خلال فترة من أسبوع إلى أربعة أسابيع».

وأضافت أنه «في حالة أخرى قد تكون فترة حضانة المرض طويلة إلى عدة أشهر أو سنوات، وفي هذه الحالات تظهر تقرحات في الأنف والقصبة الهوائية وخروج سوائل مخاطية من الأنف، وتتكون دمل في الرئة ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس والسعال وانخفاض ملحوظ في وزن الحصان».

وعن عملية انتشار المرض بين الجياد، أفادت جمعية البحرين للبيئة في عرضها للمربين، أن «الرعام» ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالمخاط والسوائل الصادرة عن الأنف والقرح والدمل والسعال، علماً بأنه لا ينتقل عبر الهواء من إسطبل إلى آخر ولكن يتم الانتقال عن طريق اختلاط الخيل المصابة أو انتقال أفراد الإسطبل إلى آخر، والأعلاف والماء والمعدات»، منوهاً إلى أنه «إذا استهلك أو تعرض الحصان لأي مواد ملوثة بالبكتيريا فقد يصاب بالمرض خلال بضعة أيام وتظهر عليه الأعراض خلال مدة تتراوح بين أسبوعين و6 أشهر».

وأكدت جمعية البحرين إمكانية انتقال مرض «الرعام» إلى الإنسان، مبينة أن «إمكانية إصابة الإنسان بالمرض مطروحة وحتى إن كانت نسبة حدوث العدوى نادرة، إلا أنه يجب التعامل مع الحصان المريض والنافق بسبب المرض بصورة حذرة، فإن المرض قد ينتقل إلى ذلك الإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوان المصاب. لذلك فإن أكثر الناس عرضة للمرض هم السيياسين (المربين) والأطباء البيطريين. ويجب أخذ جميع الاحتياطات والكمامات على رغم محدودية إصابات الإنسان المسجلة».

وأوصت الجمعية المربين للسيطرة على انتشار المرض المربين بالتعاون الكامل مع السلطات البيطرية في تنفيذ خطة مكافحة واستئصال المرض كليّاً، وغلق كل الإسطبلات وعدم نقل الجياد من اسطبل إلى آخر، مع إعدام جميع الحالات المصابة والحاملة ودفن جثث الجياد دفناً عميقاً أو حرقها.

ونصحت الجمعية المربين ممن لم تسجل لديهم حالات إصابة بالمرض بعدم السَّماح بدخول أي جياد جديدة أو زائرة إلى الإسطبلات أو منع اختلاطها مع أية جياد من إسطبلات أخرى، مع عدم وضع الحصان في إسطبل أو عربة نقل كانت استعملت لحصان غير سليم سابقاً. وفيما يتعلق بإيقاف أنشطة الفروسية في البحرين بسبب ظهور المرض البكتيري المعدي، قالت الجمعية إنه «ليس من الضروري أن نتوقف عن ركوب الخيل وليس ضروريّاً أيضاً أن نمنع الزوار عن زيارة الإسطبلات، فالأطفال والزوار ليس من الممكن أن ينقلوا المرض إذا لم يزوروا إسطبلات أخرى، ولكن يجب منعهم إذا كانوا من رواد إسطبلات أخرى رصدت إصابتها لديها».

وجاءت ندوة وزارة «البلديات» عقب إعلان الوكيل المساعد لشئون الزراعة بوزارة شئون البلديات والزراعة سلمان الخزاعي، أن إدارة الثروة الحيوانية (قسم الخدمات البيطرية) انتهت من محاصرة مرض رعام الخيل البكتيري مؤخراً.

وذكر الخزاعي أن الإدارة «انتهت من عمليات إعدام كل الجياد (نحو 35 جواداً) ثبتت إصابتها بعد التوافق مع المربين»، مشيراً إلى أن «هناك حالات كثيرة سحبت لها عينات وحللت في المختبرات البيطرية المعتمدة بالإمارات العربية المتحدة، لكنها ظهرت سليمة ومصابة بأمراض أخرى ليست الرعام، إذ تتشابه من حيث الأعراض فقط».

وبيّن أنه «تم تسجيل نحو 35 إصابة فعلية بالمرض فقط من بين 3600 جواد حللت عينات دمها، حيث تمت تغطية كل الإسطبلات الواقعة في المحافظات الأربع (العاصمة، الوسطى، الشمالية، المحرق، الجنوبية)».

وأفاد الوكيل المساعد بأن «إدارة الثروة الحيوانية سترفع تقريراً مفصلاً إلى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بشأن انتهاء تفشي المرض والقضاء عليه، ويتضمن كل الإجراءات والعمليات التي نفذتها الإدارة لملاحقة المرض، سواءً من عمليات سحب العينات أو التحليل وطرق الوقاية».

العدد 2880 - الأحد 25 يوليو 2010م الموافق 12 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً