ما أحلى ما قاله رئيس وزراء لبنان السابق سليم الحص أمس الأول، إذ قال "إن جيوش العالم لا تستطيع منع فكرة آن أوانها". وعلى رغم أن مجلس الشورى ساهم في زيادة الإحباط لدى القطاع الأغلب من المواطنين، وذلك بعد أن أقر أخيرا نصا يمنع موظفي القطاع العام من الاتصال والتصريح لوسائل الإعلان، ومن القيام بأعمال تطوعية.
إن حق الناس في المعرفة، والاتجاه نحو الشفافية، وحرية انسياب المعلومات، شعارات رفعها الكثير من أعضاء المجلس الوطني، وها هم يضربونها في الصميم، ما يثبت أن المثل المصري الشهير "اسمع كلامك أصدقك... اشوف عمايلك استغرب!".
أن معظم هؤلاء الأعضاء قد تخلوا عن هموم الناس، فبين أطروحات طائفية، وبين تأييد لقانون التجمعات الذي أنصفه المحامي محمد أحمد حين اسماه بـ "قانون الصمت العام"، وبين "إسهال" ينتاب بعضهم من كثرة الاقتراحات برغبة التي لم ولن تتحقق. السؤال الآن هو: ماذا يريد النواب وماذا يريد الشوريون بالضبط؟ فبعضهم نسي أنه نائب يمثل المواطنين ومصالحهم، وصار لا يقبل بأي حال من الأحوال انتقاد الحكومة، ماذا يريد هؤلاء؟ أتراهم يعيشون أحلاما ويظنون أن الناس سعيدة بهم، إذا كانوا حالمين فيجب عليهم تذكر "الصفر" الذي يحكم الأداء التشريعي حتى الآن، كما يجب عليهم عدم الاستخفاف بالشعب، أو تضييق الحريات عليه، تلك الحريات التي ناضل لأجلها، والتي تجعل كلمة "الصفر" تصل إلى آذانهم، تأخرتم كثيرا أيها "المحافظون" المتشددون ضد الحرية فهي فكرة "آن أوانها".
المحرر البرلماني
العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ