دعت دول جوار العراق في ختام اجتماع عمان مساء أمس إلى عدم التدخل في شئون العراق الداخلية ووجهت نداء إلى العراقيين من شتى الطوائف والمناطق للمشاركة بكثافة في الانتخابات المرتقبة.
وتضمن البيان الختامي - الذي تبناه وزراء خارجية دول الجوار في ختام اجتماع مغلق - عشر نقاط ركزت على "إعادة التأكيد على احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول".
وأكدوا "حق الشعب العراقي في حياة آمنة ومستقرة وفي تقرير مستقبله بحرية بالوسائل الديمقراطية وممارسة السيطرة الكاملة على موارده الطبيعية والمالية وعلى التزامهم بدعمه لتحقيق هذه الغايات". وحث المجتمعون "الشعب العراقي بكافة أطيافه على أداء واجبه في الانتخابات والإسهام بالتالي في صياغة مستقبله إذ ان الانتخابات تمثل الفرصة الوحيدة المتاحة على طريق الديمقراطية والحرية وبما يمكن العراق من العيش بسلام مع جيرانه".
وشدد البيان على "الدور الرئيس للأمم المتحدة في مساندة العملية السياسية بالعراق"، داعيا إلى "توفير الحماية اللازمة لموظفيها" وأدان "جميع أعمال الإرهاب ضد المدنيين والأماكن المقدسة والدعوة للوقف الفوري لها"، كما أعرب المجتمعون عن دعمهم "لجهود الحكومة العراقية للتعامل بحزم مع الوجود الإرهابي والأنشطة الإرهابية التي تجري في العراق أو منه والتي تهدد أمن دول الجوار".
وقرر المجتمعون الموافقة على دعوة تركيا إلى استضافة الاجتماع المقبل في اسطنبول. كما أكد البيان "أهمية تقديم أعضاء النظام العراقي السابق الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد إيران والكويت وجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب العراقي للمحاكمة".
وقال وزير الخارجية الأردني هاني الملقي إن البيان "توافقي"، وإنه لم يتم تعديل أي بند فيه خلال الاجتماع المغلق سوى إضافة عبارة "حسبما يقرره الشعب العراقي" إلى تعريف العراق بأنه "دولة متحدة تقوم على الديمقراطية والتعددية بهيكلية فيدرالية".
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقبل في وقت سابق نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والوزراء المشاركين في الاجتماع.
بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات
قرر رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أمس تمديد حال الطوارئ في أرجاء البلاد كافة عدا إقليم كردستان لمدة ثلاثين يوما. وقال بيان حكومي "لاستمرار الزمر الإرهابية في نشاطاتها المعادية للحيلولة دون تشكيل حكومة واسعة التمثيل وسعيها المحموم في تعطيل المشاركة السياسية السلمية للعراقيين كافة، قررنا تمديد حال الطوارئ في أنحاء العراق كافة عدا إقليم كردستان لمدة "30" يوما".
وأكد علاوي أن مهمة إعادة بناء الجيش ستكون "مهمة شاقة وطويلة"، موضحا انه كان ضد قرار حل الجيش من قبل الحاكم المدني بول بريمر. وقال في كلمة بمناسبة الذكرى 84 لتأسيس الجيش "إن إعادة بناء الجيش هي مهمة شاقة وطويلة وأنجزنا لحد الآن جزءا مهما، لكن مازال أمامنا طريق طويل سننجزه".
وأوضح انه "من دون توفير الأمن والاستقرار لن نستطيع ولن نتمكن من مواجهة تحديات بناء الاقتصاد وإعادة الإعمار وتحديث المناهج الدراسية وبناء مؤسسات الدولة المختلفة". وتابع "لذلك فإن بناء جيش قوي ومؤسسات قوية للشرطة والأمن والمخابرات هي من الأولويات التي أؤمن بها وسأعمل ما في وسعي على تحقيقها".
وفي الإطار ذاته، أصدرت الحكومة قرارا بدأ تنفيذه اعتبارا من أمس بدمج الجيش الذي تنقصه الخبرة والحرس الوطني في قوة واحدة قوامها 120 ألف جندي. وأعلنت الحكومة في بيان آخر أنها صرفت مبالغ تصل إلى 1,3 مليون دولار مكافآت لعراقيين أدلوا بمعلومات قادتها إلى اعتقال 500 "إرهابي" خلال الأشهر الستة الماضية. وأوضحت أن "المعلومات الواردة من التحقيقات تشير إلى انه من المتوقع حدوث المزيد من الاعتقالات خلال الأيام المقبلة"، معتبرة أنها "إشارة واضحة على نجاح برنامج المكافأة العراقي".
ميدانيا، قتل أربعة جنود وثلاثة مدنيين في هجمات متفرقة وقعت أمس شمال بغداد. وقال المقدم محمود محمد من شرطة سامراء "قتل جنديان وأصيب ستة آخرون بينهم أربعة جنود ومدنيان بجروح خلال اشتباكات عنيفة في حي المعتصم وسط سامراء".
ومن جانب آخر، أكد الرائد أمجد سعد من الجيش "مقتل جنديين آخرين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في اشتباكات مع مسلحين بالقرب من الضلوعية". ومن جهة أخرى، أكد المقدم حسن صلاح من شرطة بيجي "مقتل ثلاثة مدنيين وجرح أربعة آخرين في انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف دورية أميركية".
وقالت مصادر في الشرطة انه تم العثور على جثث 18 عراقيا في مزرعة قريبة من الموصل قتلوا الشهر الماضي وهم في طريقهم للعمل في قاعدة أميركية. وأضافت أنه تم العثور على الجثث الأربعاء. وكل جثة مصابة برصاصة في الرأس.
كما أعلن الجيش الأميركي في بيان أن انفجار السيارة المفخخة في الموصل الأربعاء قاد إلى اعتقال أكثر من ثلاثين "إرهابيا". وقال إن عناصر من الحرس الوطني بالتعاون مع القوات متعددة الجنسيات قاموا بحملة بحث بعد الانفجار وأوقفوا "المسئولين عن الاعتداء".
وأعلن الجيش الأميركي عن مقتل جندي من مشاة البحرية في معارك جرت الخميس في محافظة الأنبار. ولم يتضمن البيان أية تفاصيل أخرى. وأفاد بيان أميركي ثان أن القوات الأميركية اعتقلت أربعة أشخاص قرب بلدة الدور جنوب شرق تكريت وعثر بحوزتهم على أسلحة متنوعة.
وصرح مصدر في الشرطة أن مسلحين قتلوا قائد شرطة مدينة الصدر العميد عبدالكريم بأسلحة رشاشة عندما كان يستقل سيارته. وأفادت الشرطة أن مجهولين قتلوا مسئولا في الحزب الشيوعي خنقا بسلك كهربائي بمنزله في بغداد.
وفي فورت هود بولاية تكساس الأميركية شهد مدني عراقي الأربعاء أن جنودا أميركيين زجوا به هو وأحد أقاربه تحت تهديد السلاح من على جسر فوق نهر دجلة وأن الجنود ضحكوا عندما غرق قريبه. وفي المقابل قال مسئولون إن واصف علي حسون الجندي في مشاة البحرية المتهم بالهرب من الخدمة، إذ ترك وحدته في العراق في ظروف غامضة وظهر في لبنان تغيب مرة أخرى ويبدو انه عاد إلى لبنان مرة أخرى.
في غضون ذلك أعلنت جماعة الزرقاوي مسئوليتها عن هجومي العراق وذلك بعد يوم واحد من إعلان جماعة متشددة أخرى مسئوليتها عن أحد الهجومين. وتوجه وزير الدفاع الأوكراني اولكسندر كوزموك الخميس إلى العراق لقضاء عيد الميلاد مع جنود بلاده. في حين أعلن الجيش البولندي أن مئة جندي بولندي و56 جنديا ليتوانيا توجهوا إلى العراق، إذ سيحلون محل عسكريين آخرين في الوحدة المتعددة الجنسيات
العدد 854 - الخميس 06 يناير 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1425هـ