العدد 854 - الخميس 06 يناير 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1425هـ

من يتقاسم تركة سنة العراق؟

متابعات في الصحافة العربية

من أهم ما تناولته الصحافة العربية من قضايا الساعة، كتب راشد عبدالرحمن في "الشرق الأوسط" عن الانتخابات العراقية قائلا: "ها هم صداميون جدد يرثون سنة العراق من جديد، وصدام حسين لم يعلق بعد على المشنقة لما فعله في سنوات حكمه، الذي لم يستثن من بطشه حتى طائفته وعائلته واقرب اصدقائه اليه. فقد تقاسمت تركة السنة العرب، أطراف تدعي أنها تتحدث باسمهم، هيئات ووسطاء ومتحدثون ودينيون وملثمون واجانب، فهل هؤلاء هم السنة، وفي أي طريق ينوون السير بهذه الأمة؟ من أو/ ماذا يمثل السنة؟ اسئلة حائرة، هل المسالخ البشرية التي عثر عليها في الفلوجة، وروعت صورها العالم هي بيوت سنية؟ وهل المجالس والعلماء الذين توعدوا اقوى قوة في العالم، ينطقون فعلا بلسان اضعف فريق في العراق؟ بعد أن مر اسبوع على سقوط الفلوجة، ولم يبق على معركة الانتخابات سوى اسابيع، ماذا سيفعلون؟ قد يبدأ فرز الاصوات قبل أن يعود اهالي الفلوجة الى بيوتهم المدمرة، فتكون هزيمتهم عسكرية وانتخابية. فهل افلح الخطف والقتل والمواجهة والمتطرفون في شيء لصالح السنة؟ الفلوجة/ المعركة رغم ما سببته من أذى كبير، ربما انقذتهم من متطرفيهم، الذين كانوا يقودونهم نحو الدمار، كما حسمت معركة النجف حال الشيعة، وافلحت في تهدئة البيت الشيعي، الذي انخرط مبكرا في الآلة السياسية الجديدة، راضيا التعامل مع الأمر الواقع على رغم تحفظاته. جددت غالبية الشيعة في النظام المقترح، دستورا وبرلمانا ورئاسة، هامشا جيدا يمكن لهم العمل سلما من خلاله، بعد أن كان بعضهم يعتقد أن النظام سيكون مطية له وحده. لكن السنة لهم وضع استثنائي، فغيرهم يعيرهم بأنهم أهل صدام، حتى انقلبت التهمة الى عقدة ظلم عمت المثلث السني. اصبحوا يشعرون بأن كل ما يحدث حولهم مؤامرة لتهميشهم، بتحميلهم المسئولية التاريخية وإلزامهم بثمنها السياسي. وهنا يرتكبون خطأ كبيرا بتغليب ظنونهم المشحونة بالشك والتذمر، على التعامل مع الوضع الجديد ومحاولة فهمه كما هو. فالوضع السياسي العراقي الذي يتشكل، ليس سيئا في حق الاقليات، بل إن نظامه المقترح يماثل نظام اي بلد يشتهر بالتعايش العادل. ولكن وبكل اسف، فعوضا عن أن يفهم السنة العرب الطرح الجديد مقارنة بالبدائل الأخرى المحتملة، انسحبوا من الساحة السياسية. وبسبب غياب قادتهم الحقيقيين، خطف شأنهم هواة صوبوا بنادقهم في اتجاه كل من يمر امامهم، وأطلقوا اصواتهم ضد النظام الذي يجلس على رئاسته سني، يمثل واحدة من اهم العشائر والبيوت العراقية المحترمة. تحصنهم في الفلوجة حولها إلى مقبرة لهم، وبرهن على فشل الهواة. وما حدث يبرهن كذلك على انعدام خبرة القيادة والمفاوضة عند السنة العرب، وهم فعلا أناس بلا خبرة سياسية، بخلاف الشيعة الذين تمرسوا في المعارضة، ففي عهد صدام الذي لم يسمح لأحد بمعارضته، كان سنة العرب يقادون بلا تفكير منهم، ولا رأي مستقل، وبسببه لازمتهم صفة المهادنة للنظام، وكانت عاهة اكثر منها مزية. والآن ولكونهم اقلية، ستصاحبهم فكرة الملازمة من جديد، لكن على الأقل في ظل نظام تعددي يمنحهم الحرية ويؤمن حضورهم. وهذا الحق لن يأتي بالسيارات المفخخة ولا بالنوم في يوم الانتخابات.

في تحدي مبارك

وفي "الحياة" كتب محمد صلاح من مصر عن إعلان نوال السعداوي عن سعيها إلى تنظيم تظاهرة أمام مجلس الشعب في أبريل /نيسان المقبل، لحض أعضائه على إجراء تعديلات على الدستور تسمح بترشيحها مع آخرين لمنافسة الرئيس حسني مبارك في انتخابات سبتمبر/ أيلول المقبل. وكان ثلاثة من الناشطين المصريين يسعون إلى مواجهة مبارك في الاستحقاق الرئاسي المقبل، بعد ان تأكد ترشيح حزبه له لولاية خامسة. واجتمع الثلاثة "السعداوي وسعدالدين ابراهيم ومحمد فريد حسنين" بهدف التنسيق بين حملاتهم استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية. وقالوا في بيان أصدروه انهم اتفقوا على توجيه نداء لمجلس الشعب لتعديل الدستور حتى يسمح لأكثر من مرشح للترشيح، وأشاروا إلى انهم بدأوا فعلا جمع تواقيع مليون مصري للمطالبة بتعديل الدستور.

ووفقا للدستور ان ثلث اعضاء المجلس يستطيعون أن يرشحوا شخصا، لكنه لا يطرح للاستفتاء العام إلا إذا حصل على أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان، ما يجعل محاولة منافسة مبارك أمرا مستحيلا. ورفض مبارك وحزبه الحاكم إجراء تعديلات على الدستور تسمح بانتخاب الرئيس في منافسة بين أكثر من مرشح، أو قصر ولاية الرئيس على دورتين فقط.

صدام وبن لادن

وكتب محمد الرميحي عن "ظلام القومية"، قائلا: "باسم الدين أو القومية ارتكبت حماقات ضخمة... وأصبحت القومية تشكل عبئا على تطور "الدولة العربية"، والوقوف أمام "العولمة" باتصال العرب مع العالم الحديث.

وأشار إلى ان هذه القومية ليست حكرا على العرب، فهي منتشرة في اماكن أخرى، فقومية الهنود الهندوس ضد الآخرين من المواطنين الهنود كادت ان تؤدي إلى حرب اهلية هندية.

وأضاف الرميحي قائلا: "الدكتاتورية تطرب لاشاعة الشعور القومي، بسبب ما يشكله هذا من حشد وجهوزية رخيصة الثمن، فقد أطلقت ماكينة صدام حسين الإعلامية في سنوات طويلة تعبير "المجوس" على الإيرانيين، كونهم شيعة، على رغم وجود اكثرية شيعية في العراق، بل ان حسن الترابي عندما اراد أن يحول السودان إلى قاعدة متقدمة للثورة العالمية، أطلق على تنظيمه "الجبهة القومية الاسلامية"، ولم يتوقف احد من حاشيته أو مريديه ليسأل كيف؟ "قومية" و"اسلامية" في آن واحد! اما القسم العظيم لبن لادن فقد قال: "أقسم بالله العظيم أن أميركا لن تعيش بسلام قبل أن يسود السلام فلسطين، وقبل رحيل جيش الكافرين عن أرض محمد"، بصرف النظر عن بسطاة التفكير ذاك، فان هذا القسم إن لم يكن "وطنيا/ قوميا" فما هو؟

العدد 854 - الخميس 06 يناير 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً