العدد 862 - الجمعة 14 يناير 2005م الموافق 03 ذي الحجة 1425هـ

بـوح لا تنقصـه الصراحـة

المنامة - محمد مسعد الصيادي 

14 يناير 2005

في البداية لابد من السؤال عن سبب كتابة هذا المقال التي ربما احتار، فلا هي بالصريحة حتى الفداحة ولا هي بالنفاق حتى الوقاحة وإذا كان هذا هو رأيي بها فيا ترى ما هو رأي غيري في كتابة ربما تلامس بعض الحقائق على استحياء، ما يهمني هنا هو أن يعلم الجميع علم اليقين أنني واحد من صعاليك كثر قال أحدهم يوما شعرا: أنا من القائلين بألا مذاهب فأنا من هذه الطبيعة آت وإلى هذه الطبيعة ذاهب ولن اخوض في شرح وتحليل ما تقدم من شعر لكنني سأدع ذلك لأبدأ هذا البوح بهمس أخوي في آذان أحبتي في مجلس إدارة جمعية الشعر الشعبي المجلس القديم الجديد الذي عمل الجميع وبحرص شديد على ضرورة المحافظة على بقاء أعضائه القدامى الذين سيروا الجمعية منذ التأسيس العام 1997م حتى هذه الساعة. وإذا ما تحرينا الدقة حتى ساعة الاقتراع ليلة الأحد الموافق 25ديسمبر/كانون الأول الماضي في جمعية المهندسين وهكذا همس ربما يكن له مردود إيجابي في نفوس من كتب لهم خصيصا، ولنبدأ بـ:

عبدالله خلف الدوسري: فوزك الساحق والصريح يجب ألا يغفل عنك بعض الملاحظات مهما صغرت، واعلم أن شفافيتك بحاجة ماسة إلى مراجعة ولتكن تلك "المراجعة" بمثابة الدافع لمواصلة المزيد من العطاء وقبل وبعد كل ما تقدم لا يتجرأ أحد منا أن ينكر أنك "عبدالله" الذي يؤكد دوما أن السياسة هي فن الممكن وأن الشعر هو الشكل والارقى للسياسة كما قال أحد الفلاسفة يوما، وما نخشاه هو أن تخطفك "..." من الشعر إن لم تكن خطفتك حتى الآن.

هنادي الجودر: أنت شجرة وارفة الظل، وقلبك مفتوح للجميع وفوق كل ما تقدم أنت ينبوع لا ينضب من العطاء والأهم في المحصلة الأخيرة أنك حواء التي أخرجت آدم من الجنة، ولا أخفيك سرا أنني كنت سأفرح ويفرح معي الجميع لو هي دخلت معك معمعة الانتخابات لتصل إلى المجلس الشاعرة القديرة خلدية بنت محمد آل خليفة "مطرة" التي غيبت عن الإشراف على اللجنة النسائية لخلافات ليست خافية على أحد.

مبارك العماري: كنت أعتقد وأنا الصادق حتى العظم أنك ستفوز بأصوات الجميع، لكنني فوجئت كغيري بأن تحتل المركز الثالث وأنت المكسب الكبير للجمعية، وأجزم أن وضعك لاسمك في ذيل القائمة قد أحرج الكثيرين، وقد نختلف أو نتفق بشأن ما جرى ويجري في الجمعية لكن المهم هو كيف يمكن لنا أن نختلف أو نتفق من دون أن نخسر أحدا والجميع على ثقة كبيرة بأن تعمل ومعك المخلصون على رص الصفوف وتجاوز الخلافات الضيقة التي لا تقدم ولا تؤخر والعمل على تفعيل دور الجمعية في الساحة والارتقاء بالشعر أكثر من أي وقت مضى.

الشيخ خالد بن عيسى آل خليفة: حصولك على المركز الرابع كان مثار سؤال سلبا وإيجابا، وخصوصا إذا ما علمنا أنك صاحب حضور جيد وتفاعل مستمر مع الساحة وليس المهم أن تعيد ترتيب أوراقك، لكن الأهم هو أن تدع مجالا كافيا لهموم الآخرين، مهما اختلفوا أو اتفقوا معك عندئذ فقط، يصبح الآخر مكملا ورديفا وليس بالضرورة خارج عن الأعراف والتقاليد كما هي العادة العربية السيئة على امتداد وطننا العربي الكبير الممتد من الوريد إلى الوريد.

يونس سلمان: الشاعر الصديق ذو الخلق النبيل والصادق حتى الفداحة، اعلم - فدتك نفسي - أن حصولك على المركز الخامس يعد إنجازا كبيرا ولاسيما أن الجميع لم يعلم بترشيحك لعضوية المجلس سوى قبل بداية الاقتراع بدقائق، ومع أن ذلك يحسب لك لا ضدك فإن عدم حزمك أمر الترشيح مبكرا قد أحدث بعض الارتباك عند بعض الأحبة ولتبقى بخلقك الرفيع ورحابة صدرك أكبر بكثير من الوصول المستحق إلى المجلس.

الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة: حصولك على المركز السادس لا يعني بأي حال من الأحوال أن تلك هي مكانتك في الجمعية وفي نفوس روادها، فأنت أكبر من ذلك بكثير لكنني أجزم أن انشغالاتك الكثيرة وغيابك مكرها عن أنشطتها وفعالياتها ربما كان السبب في عدم حصدك المزيد من الأصوات، على أن الكثيرين ربما لا يقدرون مشاغلك الكثيرة ولا يهمهم غير المواظبة والحضور وحسب، ولو قدروا ذلك لتغير الأمر رأسا على عقب.

أربع برقيات مع أربع باقات إلى كل من:

1- عبدالله حماد

ليس نفاقا القول إن انتخاب مجلس إدارة جمعية الشعر الشعبي الجديد كان بسبب كتاباتك وربما كتابات غيرك ممن كانوا يعتقدون باعتقادك المشاع "في البدء كانت الكلمة" ومن ينكر ذلك فهو يضحك على نفسه ويكابر. والجميل في الموضوع برمته أنه حتى المكابرين أنفسهم يعون تماما أنك من أشعل شمعة قبل أن تلعن الظلام، وما اعتبره غير صحي بالنسبة إلي وربما كثيرين غيري هو أنك وكثيرون كنتم خارج حسبة تلك الانتخابات جملة وتفصيلا، ولكنني وللأمانة أقول وبملء فمي إنكم كنتم كذلك بمحض إرادتكم، فأنتم من أقصيتم أنفسكم وأنتم من سلمتم إلى الآخر "الجمل بما حمل" إذ إنكم اكتفيتم بطرح الأفكار ولم تعملوا على تجذير وترجمة تلك الأفكار لتحيلونها إلى أفعال وبالتالي نصل جميعا إلى التغيير المنشود من الداخل كما كان ينادي به الجميع، وعليه فأنتم تتحملون كامل المسئولية وذلك لسلبيتكم في التعاطي مع الواقع الذي حرضتموه ثم قفزتم عليه.

2- حمد محمد النعيمي: عدم وصولك إلى المجلس شكل انتكاسة حقيقية لمن يعون ما كان يمكنك أن تقوم به وتقدمه من جهد ولاسيما أنت واحد من أرباب العمل التطوعي ماضيا وحاضرا ومستقبلا، حمد النعيمي ليس بخاف عليك أن الأفضل في زمن البرتقالة والعولمة الظالم غير مرحب به، وان الانحياز للأفضل غير ذي أهمية في زمن مجنون لا نعلم ما سيؤول إليه.

3- الأخ محمد خلف عبدالله: كثيرون لا يجيدون قراءة الواقع جيدا ثق عزيزي أنك لو رشحت نفسك لفزت وبغالبية ساحقة لسببين اثنين، أما الأول فهو أن المنافقين وهم كثر كانوا سيختارونك حتى تمنحهم ولو جزء مما حباك الله به من أضواء، وأما الثاني فهو أن الذين يقدرون ويثمنون جهودك كانوا سيختارونك لا محالة وحتى لو اختلفوا معك على اعتبار أن العمل والعمل وحده هو المقياس الحقيقي للفرد وللجماعة على حد سواء.

4- أحمد باقر: رئاستك للجنة الانتخابات كانت محل تقدير من قبل الجميع فقد كنت رجل المهمة الصعبة وتأكد أن جهودك الخيرة وقيادتك الواعية قد حرضتنا لمزيد من الشفافية في ممارسة حقنا "الديمقراطي"، وتأكد أيضا أن الذين يقدرون جهودك ليسوا بالضرورة من صناع القرار، وهذا برأيي هو المحك الحقيقي لأية علاقة لأنها علاقة صادقة وليست علاقة مصلحة رخيصة تخلق عادة وهي ميتة لا حراك لها.

ومضة: إلى الصديق العزيز الشاعر صقر اللزام مع مودتي وتقديري:

يا صاح نفسي تعشق الناس جمعه

ماني من اللي يعشق فلان وفلان

للطائفية ما لدي أي نزعه

ماني من اللي فرقوا ربع وإخوان

ولا من اللي يطلب الناس فزعه

مير الأسف أن أغلب الربع عوران

أحرقت نفسي مخلص مثل شمعه

تحرق لكي تضوي دهاليز رهبان

واليوم جالت داخل العين دمعه

حين انتصر بالمعركه كل خوان

صرنا فريسة بين فكين ضبعه

وأصبح أسدنا يطوي البيد جوعان

العدد 862 - الجمعة 14 يناير 2005م الموافق 03 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً