العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ

النشابة: عين "أبوعليوه" استخدمت لاستحمام النساء

بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد... وتأثرت بثلاث حضارات مجاورة

كشف الباحث في شئون نظم الري يوسف النشابة، عن وجود قنوات مائية أرضية في قرى المقابة والقرية وداركليب وكرزكان ودمستان وأبوقوة، وغيرها من القرى مشابهة لما هو موجود في قرية المرخ، معتقدا أن سلسلة القنوات المائية المتصلة بين قرى المحافظة الشمالية تستمد ماءها من عين "السجور" بقرية الدراز، لتغذي عين "أبوعليوه". وقال النشابة إن العين الموجودة في المرخ تسمى "عليا" وليس "أبوعليوه" كما يتناقل الناس، وهي مكان خاص في الأساس لاستحمام النساء لوجود الخصوصية اللازمة لحرمة المستحمات، مشيرا إلى أن هذه القنوات المائية بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد.

وأشار النشابة إلى أن تقنية بناء القنوات الجوفية في البحرين تعود لتأثرها بثلاث حضارات مجاورة وهي الحضارة الساسانية في إيران "1760 ق.م" وهي أشهر من بنى قنوات الري وذلك لوجود المناطق الصحراوية البعيدة عن مصادر المياه، وحضارة بلاد ما بين النهرين "العراق" التي أسسها الآشوريون والذين بنوا القنوات المائية للسيطرة على فيضانات نهري دجلة والفرات، وحضارة ماجان "عمان" والتي عملت على بناء الأفلاج وهي تعتمد على تدفق المياه من العيون إلى المزارع البعيدة عن مصادر المياه. وذكر النشابة أن السبب وراء وجود القنوات المائية في البحرين راجع إلى وجود أراض زراعية وقرى مجاورة لبر سار، إذ يصعب مرور الساب العلوي "الفتوح" فيها والسبب الثاني وهو استحمام النساء في بعض هذه "السيبان" الجوفية.


"أبوعليوه" امتداد لسلسلة قنوات موجودة في المرخ والقرية والمقابة وداركليب وكرزكان وقرى أخرى

النشابة: العين استخدمت لاستحمام النساء وبنيت في القرن الخامس قبل الميلاد

الوسط - هاني الفردان

كشف الباحث في شئون نظم الري يوسف النشابة، عن وجود قنوات مائية أرضية في قرى المقابة والقرية وداركليب وكرزكان ودمستان وأبوقوة وغيرها من القرى مشابهة لما هو موجود في قرية المرخ، معتقدا ان سلسلة القنوات المائية المتصلة بين قرى الشمالية تستمد ماءها من عين السجور بقرية الدراز، لتغذي عين "أبوعليوه".

وأكد النشابة أن العين الموجودة في المرخ تسمى "عليا" وليس كما هو متداول بين الناس باسم عين "أبوعليوه"، والتي أخذت تسميتها من علو سقف حجرة الاستحمام في قرية المرخ، إذ يوجد الثقب للعين الكبيرة وهي مكان خاص في الأساس لاستحمام النساء لوجود الخصوصية اللازمة لحرمة المستحمات، مشيرا إلى أن هذه القنوات المائية بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد.

وقال النشابة إن المتتبع لتكنولوجيا الري في عدة دول يجد أن الافلاج " الثقب" في سلطنة عمان عبارة عن مجرى مائي يمر فوق الأراضي ويسقي المزارع حسب مقدار محدد من الماء يدفع صاحب الأرض مبلغا حسب كمية الماء التي يحتاجها، وفي إيران مجاري الماء تمر عبر صحاري وقد عملت تلك المجاري بعمق أربعة إلى خمسة أمتار تحت الأرض وتوجد فتحات متعددة لرفع الماء للري والسبب في جعل المجاري تحت الأرض هو حرارة الشمس التي تعرض الماء للتبخر، ولجعلها بعيدة عن التيارات الهوائية المحملة بالأتربة التي قد تسد تلك المجاري إذا عملت فوق سطح الأرض ناهيك عن صعوبة تنظيف تلك المجاري تحت حرارة الشمس.

وأكد النشابة أن القنوات المائية الموجودة في البحرين يطلق عليها اسم "ساب" لمجرى الماء وهناك نوعان من السيبان، سيبان مكشوفة، وأخرى تحت الأرض، يتم توزيع الماء على المزارعين حسب نظام يسمى "الحصاص" وهو إعطاء كل مزرعة حصتها من الماء باستخدام ما يسمى بـ``لسكار" ويكون التوزيع حسب مساحة المرزعة ويعتمد في ذلك بالتوقيت الشمسي، أي انتقال الشمس من شروقها حتى غروبها.

وأشار النشابة إلى أن تكنولوجيا بناء القنوات الجوفية في البحرين يعود لتأثره بثلاث حضارات مجاورة وهي الحضارة الساسانية بإيران "1760 ق. م" وهي أشهر من بنى قنوات الري وذلك لوجود المناطق الصحراوية البعيدة عن مصادر المياه، وحضارة بلاد ما بين النهرين "العراق" التي أسسها الآشوريون الذين بنوا القنوات المائية لا لشح المياه ولكن للسيطرة على فيضانات نهري دجلة والفرات، وبنيت هذه القنوات والسدود لتوصيل المياه للأراضي البعيدة، وحضارة ماجان "عمان" والتي عملت على بناء الأفلاج وهي تعتمد على تدفق المياه من العيون إلى المزارع البعيدة عن مصادر المياه.

وذكر النشابة أن السبب الرئيسي وراء وجود السيبان "القنوات المائية" في البحرين راجع إلى وجود أراض زراعية وقرى متجاورة وبر قرية سار، إذ يصعب مرور الساب العلوي "الفتوح" فيها والسبب الثاني وهو استحمام النساء في بعض هذه السيبان الجوفية، والتي تمت توسعتها لتخدم الغرض ذاته ويستفيد المزارعون من السيبان التي تمر تحت الأرض بواسطة ثقوب يرفع منها الماء بـ "الغرافة"، أما عيون الماء التي كانت في جميع قرى البحرين يسحب الماء منها بواسطة الزاجرة، مشيرا إلى أن جميع هذه القنوات المائية "السيبان" تخضع إلى نظام صيانة وتنظيف من الأهالي التي يمر الساب في أراضيها عبر تلك الثقوب على وجه الأرض.

ورجح النشابة أن يكون الماء الذي كان في قنوات عين "أبو عليوه" "عليا بحسب تسمية النشابة" يأتي من أم السجور بعد ما تم اكتشاف قنوات مائية في قرية المقابة ورواية أحد الأهالي، أو من عين عذاري وعين في قرية الحجر الغنية بالماء التي يتوجه الماء منها إلى قرية أبوقوة في ثلاثة سيبان تمر فوق سطح الأرض عبر ساب مكشوف وآخر يمر عبر قناة جوفية متجه عبر بر قرية سار المرتفعة نسبيا وكان في القديم تسمى بـ "جبل سار" ارتفاعها عن بقية القرى المجاورة مارا بقرية المقابة وحتى قرية بني جمرة ومنتهيا إلى قرية القرية ثم الجنبية.

قال رئيس العلاقات العامة بصندوق المرخ الخيري عدنان السيد نعمة خليل إن "الحكومة قادرة على إرجاع عين "أبوعليوه" إلى أهالي المرخ بعد أن استملكت أراضيها، ومن ثم تحويلها إلى معلم سياحي يفتح أمام الجميع لزيارته والتعرف عليه".

وحمل نعمة مسئولية تدهور وضع العين وزارة شئون البلديات والمجلس البلدي والمحافظة الشمالية إلى جانب إدارة التراث إذ هي المسئول الأول عن المحافظة على هذه العيون كما فعلوا مع عين أم السجور وعين عذاري.

ورأى عضو المجلس البلدي في المحافظة الشمالية عمران حسين عمران أن من استملكوا الأراضي التي تقع عليها عين "أبوعليوه" " أناس لا تطالهم العصا، وليسوا عاديين من ناحية النفوذ، ولا يمكن وقف أي شخص منهم من العبث في مثل هذه الاماكن".

وقال عمران إن "المملك الخاص جدار لا يمكن الوصول إليه، وإن الأراضي التي تقع عليها العين كانت ملكا عاما، غير انها وزعت عبر هبات"، محملا الاهالي وأصحاب الأراضي المسئولية عندما لم يسجلوا هذه الأراضي بأسمائهم ما جعل الكثيرين يستولون عليها.

وأضاف عمران إن الآثار والحفاظ عليها كلمات تتطاير في هواء عندما تصطدم بالمصالح الشخصية إذ "لا يمكن مقاضاة القاضي"، مشيرا إلى ضرورة إثارة الموضوع والتأكيد أن مصلحة البلد وثرواته فوق كل اعتبار.

وأكد عمران استعداده للعمل والتعاون مع أية جهة تسعى للحفاظ على العين واسترجاعه وجعلها ملكا عاما يستفيد منه الجميع

العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً