العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ

"جسور السيف" فاقمت الازدحام على شارع الملك فيصل

أكد أن سوء التخطيط أساس المشكلة... منصور:

أكد عضو المجلس البلدي في محافظة العاصمة ممثل الدائرة الرابعة محمد عبدالله منصور أن جسور السيف - التي آن لها أن تكون جاهزة - لن تعالج مشكلة الازدحام المروري في المنطقة، موضحا أنها ستساهم في تخفيف الحركة فترة زمنية وجيزة وستعاود مشكلة الاختناق المروري الظهور مرة أخرى.

وقال منصور: "لا ننكر أن الجسور التي تعمل وزارة الأشغال والإسكان على إنجازها ستسهم في تخفيف الضغط على المنطقة، ولكننا نؤكد أنها لن تعالج المشكلة بتاتا، والسبب في ذلك يرجع إلى عاملين، العامل الأول انعدام النظرة المستقبلية في التخطيط... إذ ان الجسور يمكن لها أن تعالج المشكلة في منطقة معينة، ولكنها ستنقل المشكلة إلى جزئية أخرى كما يحدث حاليا، فالجسر عالج مشكلة الازدحام الحاصل في دوار اللؤلؤ، ولكنه نقل المشكلة إلى التقاطع الواقع على جسر الملك فيصل. وهذا هو الحال الحاصل في معظم المشروعات، إذ إننا نعالج مشكلة في منطقة ونقحم المشكلة نفسها في منطقة أخرى، ونذهب إلى المشكلة الجديدة التي خلقناها وننقلها إلى منطقة أخرى".

واستطرد "أما العامل الثاني الذي أسهم في خلق المشكلة، أن المشروعات الضخمة سواء الخدمية وغيرها تم تركيزها في منطقة واحدة، بل وفي رقعة جغرافية صغيرة، وهذا ما يجري حاليا في منطقة السيف على سبيل المثال، فهناك مسافة جغرافية بسيطة جدا تفصل أربعة مجمعات تجارية ضخمة يقصدها جمع كبير من المواطنين والزائرين، فلدينا مجمع السيف ومجمع العالي من جهة، ومن جهة أخرى لدينا مجمع الدانة ومجمع البحرين، ناهيك عن وجود مركز البحرين الدولي للمعارض الذي يسبب ازدحاما مروريا كبيرا في فترة المعارض والفعاليات التي تقام فيه إلى جانب المشروعات الضخمة التي بانت بوادرها... لذلك فإننا نجزم بأن الجسور لن تفعل الكثير بل إنها ستكون عاجزة عن استيعاب الحركة المرورية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه".

وقال منصور: "إن مشروعات الجسور والشوارع والكباري وغيرها تكلف الدولة ملايين الدنانير، ولو أن هذه المشروعات تعالج المشكلة المرورية لهان الوضع، ولكن ما يؤسف له أن هذه الأموال تذهب أدراج الرياح وذلك لانعدام التخطيط والنظرة المستقبلية، ولذا ذهب البعض إلى اقتراح بإنشاء وزارة إلى التخطيط تخلصنا من هذه الإرباكات، كما أننا سنتخلص من مشكلة أخرى وهي الرؤية المنفردة إلى كل وزارات الدولة، إذ إننا نجد أن الشارع يقام، وبعد حين يتم حفره للكهرباء، وبعد أن يتم ترقيعه يأتي دور المجاري وهلم جر...".

واستدرك منصور "نلاحظ أن هناك شوارع تسمى شوارع رئيسية دائرية لا يتوقف فيها السائق كثيرا، ومن ثم يدخل السواق إلى شوارع فرعية... الفكرة أن الازدحام غير موجود في هذه الشوارع الرئيسية التي تستوعب الحركة المرورية لسنوات طويلة، أما في المملكة فالشوارع الرئيسية مضغوطة وهذا يعد عيبا فنيا... نعود إلى دول الخليج كالمملكة العربية السعودية والكويت مثلا، هل نجد في شوارعها الرئيسية ازدحاما مروريا؟ أو هل نجد على جسورها ازدحاما؟ ولكن نجد أن الازدحام موجود على الجسر الجديد... صحيح أن هناك تفكيرا بحل المشكلة المرورية الموجودة حاليا على تقاطع شارع الملك فيصل مع إنشاء مرفأ البحرين المالي، ولكننا نتساءل، هل سيتم نقل المشكلة من على شارع الملك فيصل إلى منطقة أخرى، أم أننا سنتجاوز هذه المشكلة من خلال التخطيط المستقبلي المدروس؟".

وأضاف منصور بأن "هناك مشكلة أخرى لا يمكن التغاضي عنها، ألا وهي مشكلة تزايد السيارات في المملكة، فالبحرين بقعة جغرافية صغيرة جدا، وبالتالي فإن استيعابها للسيارات محدود للغاية، ولكننا نرى أن السيارات تزداد بصورة غير طبيعية يوميا، ناهيك عن السيارات التي يقودها مواطنو الخليج الذين يفدون إلى المملكة، ولذلك آن الأوان لوضع خطة لتجاوز هذا الإشكال... كما أننا نطالب بدراسة النقل الجماعي في المملكة، ليكون استخدامه مستساغا من قبل المواطن والمقيم والأجنبي على حد سواء، وذلك من خلال تعديل مواقيت النقل، وتغطية مناطق المملكة، وتجهيز حافلات النقل بوسائل الراحة وكل ذلك ليقتنع الجميع باستخدام النقل العام".

وقال: "نهيب بالجهات الخدمية المعنية، وعلى رأسها وزارة الأشغال والإسكان، والمجالس البلدية أن تعد دراسات متأنية وعلمية لمعالجة هذه المشكلة التي باتت تؤرق الجميع، قبل أن تستفحل ويصعب علاجها وتصعب بالتالي السيطرة عليها".

وعاد منصور للحديث عن مشكلة منطقة السيف "إن الجسور والمشروعات التي تنفذها وزارة الأشغال والإسكان ستسهم في تخفيف المشكلة لفترة زمنية وجيزة، وستعود المشكلة مرة أخرى، وربما تعود بصورة أكثر تعقيدا، فهناك مشروعات ضخمة تنتظر المنطقة ومن بينها المركز التجاري، والفطيم إلى جانب مشروعات ضخمة أخرى..."

العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً