يبدو أن بعض موظفي مجلس النواب بمنأى عن المحاسبة والمساءلة القانونية، وأن عدوى المباهاة قد انتقلت إليهم من بعض نائبيهم، إلى درجة أن الموظفين فاقوا نائبيهم مكانة وعلوا و"كشخة"، حتى ظن المواطنون البسطاء أن موظف مجلس النواب لا ينبغي أن يمس وألا يهان، يصنع ما يحلو له أن يصنع من دون أن يكدر مزاجه وفكره أحد. نعم هذه حقيقة غير مبالغ فيها، فقد رأينا موظفا عاديا في مجلس النواب يقود سيارته أكثر من شهر من دون أن تحمل أرقاما مرورية، أيعقل هذا...؟ وأية جرأة هذه...؟ مع العلم أنه سبق وأن أخبرني عدد من موظفي النواب أنهم أخبروا إدارة المرور هاتفيا لكن من دون فائدة، إضافة إلى أنهم أخبروا رجال الأمن في المجلس ولكنهم لم يحركوا بنة شفة، بل غضوا الطرف عنه وسمحوا له بدخول بوابة مجلس النواب من دون أن تحمل السيارة هوية "الرقم" أيعقل أن يحدث هذا من دون أن يردع هذا الموظف؟ ومن يكون هذا الموظف؟ وما مكانته الاجتماعية، حتى لو كان ذا منصب عال فإن هذا لا يسوغ له هذا العمل.
إن أبناء القيادة الرشيدة الكرام يقودون سياراتهم بكل احترام، وتحمل سياراتهم أرقاما كالمواطنين، كما شاهدتهم بأم عيني، مراعين بذلك أنظمة المرور وقوانينه من دون مخالفة، فكيف لهذا الموظف من النواب يتجرأ ويخالف أنظمة المرور؟ حينما رأيت السيارة تدخل بلا أرقام مجلس النواب ظننته أحد النواب، وخصوصا أنه كان ذا سمت غريب وعجيب، يكاد من انتفاخه وعلو رأسه أن يخرج من ثيابه، فقلت في نفسي أيعقل أن يخالف نائب قوانين البلاد وهم من يشرع؟ وحين تحريت الخبر أخبرني أصدقائي من موظفي النواب أن صاحب السيارة موظف عادي وأنه ما يقارب الشهر على هذه الحال، وأنه لم يكتف بذلك بل يتباهى بين الموظفين أنه حتى الآن لم يتجرأ شرطي المرور على ايقاف ولا حتى ضباط المرور، بل أنهم يؤدون له التحية كلما رأوه مارا ظنا منهم أنه ابن أكابر لا يمس، من دون أن يعرفوا حقيقته وهويته.
إني أناشد إدارة المرور بوقف هذا الرجل ووقف سيارته ومحاسبته، وإذا لم تقدر إدارة المرور فعلى الأقل يقوم أصحاب السعادة النواب بلومه وتعنيفه ومساءلته عن السبب في عدم احترام أنظمة المرور وقوانينها، بدلا من مساءلة من لا يحتاج إلى مساءلة. وتوقيفه عند بوابة الدخول باعتبار أنه مخالف ولا يسمع للسيارة التي لا تحمل هوية بالدخول، وليمنعه رئيس المجلس من الدخول، وضابط الحرس الأمني في المجلس، ليكون عبرة لكل مخالف.
أبوأحمد خالد
العدد 878 - الأحد 30 يناير 2005م الموافق 19 ذي الحجة 1425هـ