نعيش في هذه الأيام ذكرى عيد الغدير الأغر الذي تم فيه تنصيب الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام وصيا وولايته من بعد النبي "ص"، وفي هذه المناسبة أهنئ صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي هذه المناسبة أود تعريف معنى الولاية، لقد عرف رئيس الدولة الاسلامية طوال التاريخ بأنه خليفة الرسول أو الخليفة اطلاقا، وأنه ولي أمر المسلمين، أو الولي اطلاقا، وهذا الاصطلاح الشرعي فرض نفسه.
لقد تدرج الرسول "ص" بإعلانه لولاية الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام من بعده، فأعلنها أمام الأفراد، وأعلنها أمام الجماعات، ثم أعلنها أمام الأمة عندما اجتمعت في حجة الوداع إذ قال "يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا ولي المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، واللهم والي من والاه وعاد من عاداه".
بعد ذلك، تناول رسول الله "ص" عمامته، وألبسها الامام علي عليه السلام أمام الجمع وتوجه بها، وفهم الناس مضمون الاعلان النبوي، وأن عليا عليه السلام قد أصبح رسميا ولي المؤمنين وامامهم بعد النبي، وتوافد الناس الحاضرون ليقدموا التهاني إلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام.
وبعد أن تم تنصيب الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام خليفة للنبي، وإماما أو وليا للمسلمين من بعده، أنزل الله سبحانه وتعالى آية الاكمال وأعلن رسول الله "ص" كمال الدين، وتمام النعمة، والرضا بالإسلام يوم تلى ما أوحي إليه "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا" "المائدة: 3" لقد أبرز رسول الله بعض المزايا والهبات الالهية التي يتمتع بها الامام علي عليه السلام من دون المسلمين، ويتفرد بها عن سواه من أهل زمانه في قول رسول الله لعلي في جمع من أصحابه "النظر إلى وجهك يا علي عبادة، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، الويل لمن أغضبك".
وأعلن النبي أمام أصحابه قائلا: "أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي". اللهم اجعلنا من الموالين والمحبين والسائرين على نهج آل بيت رسول الله عليهم السلام.
فاطمة مهدي حسين الجمري
العدد 878 - الأحد 30 يناير 2005م الموافق 19 ذي الحجة 1425هـ