قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت أمس إن الحرب مع "إسرائيل" انتهت فعليا، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أصبح يتحدث "بلغة مختلفة".
ونقلت الصحيفة عن عباس قوله إن حركتي "حماس" و"الجهاد" وافقتا على الهدنة المعلنة في شرم الشيخ وأن الأمر الآن يرجع إلى "إسرائيل" لتنفيذ الجزء الخاص بها في اتفاق وقف إطلاق النار. وقال: "أعتقد أننا سنبدأ عصرا جديدا".
وقال إن "حماس" أكدت له التزامها بالمشاركة في الانتخابات التي ستجرى في يوليو/ تموز المقبل وستواصل "تحولها إلى حزب سياسي". وذكر انه أقال تسعة من كبار المسئولين في الشرطة والأمن في غزة وانه مستعد لإقالة المزيد إذا لم يقوموا بتطبيق وقف إطلاق النار. ومن جانبها، أكدت الجبهة الديمقراطية التزامها بالتهدئة مقابل شروط.
وأضاف "أي حرب لها نهاية. وما هي النهاية؟ الجلوس على طاولة والتفاوض. وهم "الإسرائيليون" يدركون أن هذا هو وقت القدوم إلى الطاولة والتباحث والتفاوض". وأوضح عباس ان شارون يتحدث "لغة مختلفة" مع الفلسطينيين. وقال إن التزامه بالانسحاب من قطاع غزة وإزالة جميع المستوطنات هناك وأربع في الضفة الغربية على رغم "حجم الضغط الواقع عليه من اليمينيين بحزب ليكود... هو دلالة طيبة للبداية". وأضاف أن شارون عرض كذلك مناقشة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل إبرام اتفاقات أوسلو في .1993 وقالت الصحيفة إن عباس تحدث في مقابلة استمرت 40 دقيقة في غزة، "بتفاؤل مدهش" بشأن أمنيات تحقيق السلام.
وأكد عباس أنه سيرفض الخيار الوارد في "خريطة الطريق" بإعلان دولة ذات سيادة بحدود مؤقتة قبل التوصل إلى تسوية نهائية، موضحا أن الفلسطينيين سيعتبرون ذلك فخا. وتابع "لذلك من الأفضل لنا وللإسرائيليين التوجه مباشرة إلى قضايا الحل النهائي "..." وأبلغت شارون بذلك". وأكد عباس ضاحكا أن شارون لم يرد على ذلك. وقال: "ربما لم يعجبه ذلك. يجب أن نكرر ذلك مرات عدة في مفاوضاتنا الجارية".
وفي الإطار ذاته، صرحت مصادر فلسطينية مسئولة أمس بأن اللجنة التنفيذية لحركة "فتح" طالبت بأن يكون هناك حل شامل لجميع القضايا المرتبطة بالوضع النهائي إذ سيكون الانسحاب الإسرائيلي جزءا من الحل الذي سيتم التوصل إليه. وقالت اللجنة في بيان صدر بعد اجتماع عقد منتصف ليل الأحد أن التنسيق الثنائي بالنسبة إلى الإجراءات الأمنية لن يكون بديلا عن أي مفاوضات مطلوبة أو عن الحل الشامل.
في غضون ذلك، تسلم الجانب الفلسطيني رفات 15 شهيدا قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهم في هجمات على أهداف إسرائيلية في قطاع غزة. وتسلم الفلسطينيون في سيارات إسعاف رفات هؤلاء القتلى عند نقطة عبور ايريز "بيت حانون" تمهيدا لتسليمهم إلى ذويهم الذين انتظر العشرات منهم قرب حاجز للأمن الوطني يبعد أكثر من ألف متر عن هذه النقطة. ومن المقرر أن يجرى تشييع الشهداء في موكب واحد يمر بوسط غزة وصولا إلى المجلس التشريعي ومن ثم إلى المستشفيات بمناطق سكناهم في قطاع غزة. وفي تطور متصل، أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية وشهود فلسطينيون أن فلسطينيا استشهد أمس في الخليل في الضفة الغربية برصاص جنود اسرائيليين.
وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أن الجنود فتحوا النار على فلسطيني مسلح بسكين كان يحاول مهاجمتهم قرب الحرم الإبراهيمي. كما أفادت مصادر فلسطينية مطلعة أن جنودا إسرائيليين اعتقلوا الليلة قبل الماضية ثلاثة فلسطينيين في قلقيلية بالضفة الغربية. وقال شارون أمس: "إن حكومته ستجري الأحد المقبل تصويتا خلال جلستها الأسبوعية لتطبيق فعلي لخطته القاضية بالانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية. وبعد التصويت الجديد للحكومة، سيبدأ تطبيق الخطة في غضون الأسابيع الـ 12 الآتية". من جهته، قال وزير الدفاع شاؤول موفاز: "خلال سنة قد نجد أنفسنا في ظروف اقتصادية وأمنية أفضل من تلك السائدة حاليا". وأضاف "سيكون من الصعب تحقيق ذلك لكن لا يمكننا السماح لحفنة من المتطرفين عرقلة قرارات اتخذناها من أجل صالح دولة "إسرائيل"". وذكر راديو الجيش الإسرائيلي أن "إسرائيل" قررت تسليم السيطرة الأمنية على أريحا إلى الفلسطينيين في غضون 24 ساعة. وأفادت تقارير أن وفودا فلسطينية وإسرائيلية عسكرية بحثت أمس التفاصيل الفنية الأخيرة المتعلقة بتحويل المسئوليات الأمنية لمدن الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية
العدد 893 - الإثنين 14 فبراير 2005م الموافق 05 محرم 1426هـ