احتج بعض النواب في الفترة الماضية على المقترحات التي وصفت بأنها تضيع وقت مجلس النواب ولجانه وظهرت حينئذ أصوات كبيرة وكثيرة من أعضاء المجلس تقول ما مفاده إن من حق أي نائب أن يقدم ما يراه ضمن أولوياته من مقترحات وهو ما قرره الدستور للنائب وأن ما يراه نائب غير مهم و"تافه" يراه النائب مقدم الاقتراح أمرا مهما وجوهريا وضروريا.
في فترة أخرى، يحتج البعض من ذوي الرأي القائل بحرية النواب في تقديم ما يشاءون من مقترحات على النواب الذين يتحركون نحو استخدام الأدوات الرقابية بحجة أن توجههم غير لائق لما يلقاه الوزير الفلاني من سمعة طيبة. كيف تسمحون لأنفسكم بأن تحللوا أن يكون النائب حرا في تقديم مقترحاته "مهما قلت أهميتها" فيما تحرمون أن يستخدم الآخرون أدواتهم الرقابية بحجة أنهم مخطئون في استخدامها.
النائب يجب أن يتحرك في كل الاتجاهات بما يراه في مصلحة المواطنين سواء بالمقترحات أو بالأدوات الرقابية مثل الأسئلة والاستجواب ولجان التحقيق. وما يراه النواب من الكتلة الفلانية تافها هو أمر مهم وعاجل لدى الكتلة الأخرى فلماذا تحجر الكتل على بعضها التحرك في ملفاتها الخاصة؟!
الأمر الآخر هو أن اللجان ليس لها آلية محددة في تقديم أو تأخير مناقشة الموضوعات فهنالك موضوعات تتأخر عاما وأكثر وبعضها لا تتأخر سوى ثلاثة أشهر مثلا وهذا ما يدعو النواب أنفسهم لتقاذف الاتهامات من خلف الكواليس بأن "اللجنة الفلانية تتحكم فيها الكتلة الفلانية وتعمل على تعطيل مشروعات الكتل الأخرى"
العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ