سؤال يدور في بالي وفي عقول ذوي الألباب. .. هل الطائفية مرض خبيث أم هي مرض العصر؟
بحثت في الكتب السياسية فلم أجد شيئا يذكر... فالطائفية شيء غير مرغوب فيه، ولكن كيف نتعامل مع الطائفية في عقول الجهلاء والمرتزقة؟
أظن أن الجاهل لا يفقه أو لا يدرك مدى خطورة تعصبه لمذهب معين أو العرق... إلخ. أنا أخاطب العقلاء: إلى متى تجعلون الطائفية شيئا من مستلزمات الحياة؟ أعني مثلها مثل الأكل والشرب؟ لا أشرب عصير تفاح، لا أحب أكل البرتقال، وأحب كذا، وأكره كذا. هذه هي قمة الجهل. ما لنا والتحدث عن الطائفية... دعونا نعيش باسم الإنسان بعيدا عن عرقه ومذهبه. هكذا تعيش الأمم، وكما قال الله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" "الحجرات:13"، وما قال الرحمن لتغتروا أو لتتذابحوا.
تذكرت قول الإمام علي "ع": "كم من جاهل غلبني وكم من عالم غلبته". الجاهل يتعامل مع الطائفية بأسلوب "القوي يغلب الضعيف" كما في الغابة، ولكن العاقل يتعامل معها بأسلوب حضاري ويكون حريصا على الوحدة. مع الأسف بعض الأقلام جعلت الكلام عن الطائفية سلعة تتاجر بها، لا يهنأ لها بال حتى تنزل عمودا أطول من أنفه عن الطائفية ويعتقد نفسه امبراطورا أو أسطورة العصر، ولكن ماذا أقول؟ ففي الحلق غصة وفي القلب حرقة.
هاني الشوفة
العدد 923 - الأربعاء 16 مارس 2005م الموافق 05 صفر 1426هـ