جعلت الولايات المتحدة اللغة العربية لغة استراتيجية وشجعت ممارستها في مدارسها وقال مسئولون أميركيون إن أموالا من الحكومة الفيدرالية لبرامج تعليم دولية، بما في ذلك العربية التي طرأت عليها زيادة بنسبة 33 في المئة منذ العام 2001 إلى 103,7 ملايين دولار في العام . 2004 وأضاف هؤلاء أن وزارة التعليم الأميركية وفرت أيضا فرصا لتمويل الطلبة والمدرسين لتعلم العربية في مصر ولبنان وسورية وتونس. وكانت النتيجة زيادة حادة في دورات تعلم اللغة العربية والانتساب إلى المدارس خلال السنوات الست الماضية. وقال المسئولون الأميركيون إن اللغة العربية احتلت الآن مكان العبرية باعتبارها لغة من المنطقة، رئيسية يجري تعليمها في المدارس.
وأظهرت نتائج استطلاع مسحي أخير في الولايات المتحدة أن عدد الطلبة الأميركيين الذين يقبلون على تعلم العربية ارتفع بشكل دراماتيكي منذ هجمات 11 من سبتمبر/ أيلول ،2001 وخصوصا في مستويات التعلم العالية. وتشير نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز مورد اللغة القومي للشرق الأوسط في جامعة بريغهام يونغ بولاية يوتاه الأميركية، إلى أن 73 في المئة من 640 من طلبة تعلم اللغة العربية الذين استطلعت آراؤهم في 37 معهدا لتعليم اللغات في العام 2004 قالوا إنهم مصممون على الوصول إلى مستوى مهني راق في اللغة العربية من شأنه أن يسمح لهم باستخدام اللغة العربية براحة تامة في أنشطتهم اليومية.
ومن العام 1998 حتى العام 2002 فإن رابطة اللغات العصرية ذكرت زيادة بمقدار 92 في المئة في الانتساب للغة العربية في المدارس. وبلغ عدد الطلاب 10600 طالب. وقال مسئولون إنه تم تشجيع اللغة العربية في المدارس الأميركية بينما تم تشجيع الطلاب على دراسة اللغة في المنطقة وقالوا إن أموالا فيدرالية وأموالا من الولايات المتحدة مولت المدرسين والكتب وغيرها من الأدوات لتعليم العربية للفتيان من المدارس الابتدائية فما فوق. وفي الدول العربية وخصوصا مصر، قد تم توظيفها أيضا باعتبارها ميدانا لتعليم اللغة العربية.
وقال مدير برامج التعليم الدولي بوزارة التعليم الأميركية رالف هانز إن 480 أميركا يدرسون في الجامعة الأميركية في القاهرة، أي ضعف العدد في العام .2001 وأضاف ان 40 طالبا كانوا يدرسون العربية المتقدمة من خلال مركز الدراسات العربية في الخارج الذي تموله واشنطن منذ العام .1967 وفي العام 2002 بدأت وزارة التعليم بتمويل مركز أبحاث لغات الشرق الأوسط الوطني الذي يساعد في تقديم الموارد لدراسة لغات المنطقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي العام 2004 فإن 17 مركزا لدراسات الشرق الأوسط و9 مراكز للدراسات الإفريقية في الولايات المتحدة كانت تقدم اللغة العربية والثقافة والدراسة في الخارج في برامج الاتصال بين الطلبة والمدرسين.
وقال المسئولون إن الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات الأميركية تعاونت لزيادة تعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة وقالوا إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" وقفت مع المجلس الأميركي بشأن تعليم اللغات الأجنبية لنشر تقييم الربط بين معرفة اللغات الأجنبية والأمن القومي. وقررت الدراسة أن اللغات الأجنبية تشكل موضوعا أكاديميا جوهريا في الأمن القومي.
وتتطلب الحكومة الأميركية وخصوصا وزارة الدفاع والجيش اللغة العربية من أجل الموظفين الحكوميين أو الموظفين المتعاقد معهم المنتشرين في المنطقة. وزاد الجيش الأميركي استخدام المهاجرين العرب من أجل أعمال الاستخبارات في الخليج والقيادة المركزية الأميركية توظف عربا ممن حصلوا على الجنسية الأميركية باعتبارهم مترجمين في مركز الاشتباك والرد الموجود في قاعدة السيلية في قطر.
والموظفون المدنيون يراقبون ويترجمون وسائل الإعلام العربية الإلكترونية والانترنت وتزود المحللين بالمركز بذلك ومن بين الموظفين مواطنون مصريون وعراقيون ولبنانيون ممن تقدموا بطلبات تعيين في هذه المهن. وقالت المسئولة عن هذا الجهد في القيادة المركزية الأميركية العقيد نانسي غرونمان تيلور "إنني لا أعرف ماذا أفعل من دونهم. فمساعدتهم قيمة جدا. فأنا لا أعتمد على مهاراتهم اللغوية فقط بل على معرفتهم للمنطقة أيضا".
ومع ذلك فإن الأميركيين مازالوا يكافحون مع تحديات اللغة العربية التي تعتبرها وزارة التعليم بأنها لغة في "قمة الصعوبة". تتطلب أكثر من 2200 ساعة لتحقيق طلاقة نسبية. وقال مركز تعليم اللغات في واشنطن إنه على رغم زيادة التمويل الحكومي الفيدرالي فإن 70 مدرسة ابتدائية وثانوية أميركية معظمها مدارس إسلامية خاصة التي تعلم اللغة العربية. وكجزء من جهود تشجيع اللغة العربية فإن الحكومة الأميركية أشرفت على جهد لتطوير مستويات تعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة. وقال مسئولون أميركيون إن تقريرا عن المستويات سينشر في شهر إبريل/ نيسان المقبل، بعد أن يتم اختباره في ديربورن القريبة من ديترويت بولاية ميتشيغان حيث أكبر جالية عربية أميركية في الولايات المتحدة.
وقال نائب مساعد وزير التعليم العالي بوزارة التعليم الأميركية ويلبرت بريانت، "إننا نعيش في مجتمع عالمي ويجب أن نكون قادرين على تحدث لغات الكثير من الدول. وإن الطريقة الوحيدة هي أن نبدأ من سن 12 وإن هذه هي السبيل الوحيد للبقاء منافسين والاحتفاظ بمركزنا باعتبارنا الدولة العظمى في العالم"
العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ