العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ

حزب الله حجر الرحى الآن في لبنان

القراءة العبرية للانسحاب السوري:

اعتبرت الصحف العبرية في تناولها موضوع انسحاب القوات السورية من لبنان، ان "اسرائيل" وأميركا تتحدثان فقط عن الاحتلال السوري وانتصار الديمقراطية الغربية وتتناسيان أنفسهما، وان حزب الله هو حجر الرحى الآن في لبنان، وان الانسحاب يضع تحديات صعبة أمام "إسرائيل".

ففي تحليله للوضع اللبناني أشار تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" العبرية الى ان "اسرائيل" وأميركا تتحدثان فقط عن الاحتلال السوري وانتصار الديمقراطية الغربية وتتناسيان أنفسهما. وأوضح ان الفرحة الغامرة التي ألمت بأنصار الديمقراطية في "اسرائيل" كانت مفهومة، فهم مسرورون لأن ما يسمى عادة بـ "الشارع العربي" والرأي العام فيه ينتفض بعنفوان ويقوم بحل حكومة معينة ويطلب الانعتاق من نير الاحتلال حتى يقيم لنفسه دولة مستقلة مبينا انه ليس المقصود هنا طبعا السلطة الفلسطينية التي أجرت انتخابات ديمقراطية وتسعى للانعتاق من أغلال الاحتلال الاسرائيلي، ذلك لأن عليها ان تبذل جهودا طويلة ومضنية الى ان تعترف الديمقراطية الاسرائيلية بالديمقراطية والاستقلال الفلسطينيين، ولن يكون بإمكاننا على ما يبدو ان نطلق عليها اسم "الديمقراطية" التي ينادي بها نتان شيرانسكي.

وأضاف برئيل ان جوهر الحكاية هي ان ثلاث دول احتلالية بقيت في الشرق الاوسط هي سورية و"اسرائيل" والولايات المتحدة والدولتان الاحتلاليتان الغربيتان تطالبان الآن الدولة الاحتلالية العربية الثالثة بأن تتوقف عن احتلالها وعلى شرفها قاموا بسن قانون المسئولية السورية الذي هو قانون لفرض العقوبات، ومن ثم صاغوا القرار .1559 مكانة هذا القرار لا تختلف عن مكانة القرارات 242 و338 التي تطالب "اسرائيل" بالانسحاب من المناطق التي احتلتها، فـ "اسرائيل" طرحت موقفا قانونيا في مواجهة هذه القرارات وقالت ان هذا ليس احتلالا وانما تحريرا، أو في أقصى الاحوال يمكن اعتبار المناطق "مناطق مدارة" ومحتفظ بها. أي انها "وديعة". سورية أيضا تطرح ادعاء قانونيا مثل "اسرائيل"، إذ تقول انها دعيت من قبل الحكومة اللبنانية. أما الولايات المتحدة فقد جاءت الى العراق طبعا حتى تدمر اسلحة الدمار الشامل. ولكن في ظل عدم وجود هذا السلاح اكتفت بترسيخ وتدعيم الديمقراطية. وهذا ايضا ليس جوهر الامر، فنفاق ورياء الدول الاحتلالية ليس جديدا، ومحاولته ايجاد فوارق بين محتل وآخر ألزم أصحابه دائما للجوء الى الألاعيب والحيل الكلامية.

وذكر تسفي برئيل ان الجوهر في كل ما يحدث في لبنان من وجهة نظر "اسرائيل" ليس أيضا الديمقراطية اللبنانية التي لا يتوقع في الوقت الحاضر ان تقرب اتفاق السلام بين "اسرائيل" ولبنان، وما يتوجب ان يقلق "اسرائيل" هو انهيار الهيكلية الاستخبارية والسياسية التي تقوم سورية من خلالها بالسيطرة على كل ما يجري في لبنان.

من المحتمل ان تكون سورية مسيطرة بالكاد على ما يجري في داخلها. في سنوات الحرب اللبنانية وخلال السنوات الخمس التي مرت منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من هناك تجاهلت "اسرائيل" وجود قوى في لبنان قادرة على تحديد مستقبل الدولة. قوى تكره سورية بدرجة لا تقل عن كراهيتها لـ "إسرائيل".

وختم تسفي برئيل الرؤية الاسرائيلية للموقف والتي تقول انه اذا ضربت سورية فإن حزب الله سيهدأ، وربما تنضم ايران ايضا لذلك، ولكن فجأة تبين ان حزب الله سبق أن أجرى اتصالات قوية حتى مع رئيس الوزراء اللبناني المتوفي رفيق الحريري ليتوصل الى اتفاق سياسي ما ولكن، فجأة قد يتبين لـ "إسرائيل" ان ضعف السيطرة السورية في لبنان يزيد من قوة العدو الأكثر خطورة وهو حزب الله.

لـ "إسرائيل" طبعا طريقة لشل تهديدات حزب الله أو تقليصها على الأقل، بإمكانها ان تنسحب من مزارع شبعا التي لم تعد تخدم أية مصلحة أمنية. ولكن لماذا وماذا حدث حتى تفعل ذلك! على سورية أولا أن تنسحب من لبنان وعندها لكل حادث حديث!

أما صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد اعتبرت ان الوضع الناشئ في لبنان خلال الأسابيع الثلاثة الاخيرة منذ اغتيال الحريري يضع تحديات صعبة امام "اسرائيل"، وانه منذ مقتل الحريري واستقالة الحكومة يسود في لبنان فراغ أمني وسلطوي، آخذ في الاحتداد مع مرور الايام، وانه لم تكن هناك في لبنان حكومة فاعلة لأسبوع على الأقل، والمعارضة قامت بمنع تشكيل حكومة جديدة خشية أن تكون دمية لدمشق.

واضافت الصحيفة ان الرابح الاساسي من الوضع الناشئ هو حزب الله، وانه منذ تصفية الحريري التزم زعيم الحزب حسن نصرالله الصمت، ولكن بهدوء كبير قام بنشر عناصره في أرجاء الدولة، وانه في غياب الجيش اللبناني القوي حصل نصرالله من الأسد على ضوء اخضر صريح بعدم نزع سلاحه. والانتشار المكثف لعناصر حزب الله في لبنان يجب أن يضاف الى الألف "مرشد الاطلاق" الايرانيين الذين يستغلون الآن الفراغ السلطوي في لبنان بصورة سرية حتى يعد الأرض لاحتلال مواقع استراتيجية للجنود السوريين على امتداد الحدود مع "إسرائيل"

العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً