السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين، السلام عليك يا أبا الأحرار، لقد عشت حرا وذهبت عن هذه الدنيا الفانية حرا، فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت يا مولاي يا أبا عبدالله الحسين، وكذلك شيعتك المخلصون يأبون إلا أن يعيشوا أحرارا ويموتون أحرارا، اذ إنهم يضحون بأرواحهم في كل عام جهادا لبقاء الشعائر الحسينية حتى تبقى ذكراك خالدة مدى الدهر وتبقى وصمة العار لبني أمية وأتباعهم إلى قيام يوم الدين، وها هم بنو أمية يعودون من جديد ليطفئوا نور الله، ولكن الله يأبى الا أن يتم نوره، وليعلم الخاسئون أن شيعة الإمام الحسين "ع" لا يهابون الموت في سبيل الله وسبيل الإمام الحسين وبقاء مسيرة الحسين "ع" خالدة على رغم تفجير اجسادهم الطاهرة، اذ إنهم يلبون نداء الباري عز وجل، حينما انزل الأمين جبرئيل على نبيه المصطفى "ص" مبلغا بأن الحسين "ع" ستقتله شرذمة من أمتك، ولكن الله سينشئ له شيعة يعزونه عاما بعد عام وها هم شيعة ابنك الحسين يا سيدي يا رسول الله يلبون النداء الالهي على رغم انف الحاقدين والناصبين لكم العداء يا آل البيت، وها هم يواصلون مسيرة الشهداء، مسيرة اظهار الحق وازهاق الباطل، مسيرة انتصار الدم على السيف، ولكني لأعجب يا سيدي يا رسول الله من هذه الأمة أين اصحاب الضمائر الحية عند قيام قوات الاحتلال في هجومهم الغاشم على اخواننا أهالي الفلوجة أين تلك الغيرة الاسلامية والعربية؟ أليس أهل العراق من إخوانكم الشيعة مسلمين؟ أوليسوا عربا مثلكم فإن قلتم غير ذلك فإنكم تكذبون على الله وعلى أنفسكم وهل قتل الابرياء في مواكب الغزاء والمآتم والمساجد ومن يقومون بواجبهم تجاه أمن وطنهم يرضي الله ورسوله؟ كفاكم يا أمة محمد تفرقا وشقاقا فإن القلب ليتفطر ألما وحرقة عندما يرى الرؤوس تقطع باسم الله واسم الدين وعندما يرى اشلاء الأبرياء يقتلون في العراق وفي أفغانستان وباكستان والشيشان وهنا لابد لجميع شرفاء الامة أن يتخذوا موقفا صادقا تجاه كل هذه المهازل التي ترتكب باسم الدين والاسلام وكلاهما براء من ذلك، فإن في وقتنا الحالي يحتم على كل رجال الدين من السنة والشيعة وكل كبار المسئولين في الامة العربية والاسلامية استنكار ذلك وحشدهم الامة الاسلامية لمحاربة هؤلاء الخارجين على خط ديننا الاسلامي الحنيف الذين شوهوا صورة الاسلام في جميع اقطار الأرض ومن لا يقوم بمحاربة هؤلاء المنشقين ولو حتى بالاستنكار فهو مؤيد لهم ولدي رجاء لحكوماتنا في العالم العربي والاسلامي بالانتباه واليقظة لاعوان هؤلاء المندسين أبو نور الهدي قبل وقوع الفأس في الرأس.
محمد ميرزا خميس
العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ