يــا أمــة الـمحـجـة الـبـيـضـاء
أنى تلطخ ثوبك بدمـاء؟
وضميرك الفطري أنى يحتمل
جرما يهز ضـمـائر صـمـاء؟
قالت بصوت شامخ نحو العلا:
"مازال يومي يوم عاشوراء"
هذا ظـهـورك فوق كل حضارة
يـا أمة المحـجة الـبـيـضـاء
و برئت ممن غـال فـيـك ولـيا
وبقى الحسين إليك خير نداء
وبياض ثوبك مـا تـسنـه فالـدم الـ
قدسي قـاد زمـام كـل بـداء
لو انما سبط النبي وروحه
هو صرف تضحية ومحض فداء
وفناؤه في نصر دين محمد
مـن غـيـر إثـرة فـاتـح قـضـاء
وجـهـاده عـطشا غريب الموطن
من غير نفحة روحه الهـداء
ليسجل الدهر اجترار مكرر
ويـعود تـأثـيـر الـحـرارة نـاء
ما كان حفظ الدين غضا بالـهـدى
حـيا يـقوم ويـنـتـفـض بإباء
لكنـه عـيـن الـتـقى الـمـتـدفـق
والـرحـمـة الـمـزجـاة والآلاء
وبـخيـر آل ثـم خـيـر صـحـابة
والمكرمات وأعظم الأنبـاء
متجدد الأسرار غير مـحـدد
تـرنـو إلـيـه عـواطف ولـهـاء
ويـلـيـه حقد من كـفـور فـاجـر
مـتـبـلد الإحساس عبد هواء
والصـورة الشوهـاء حـتـمـا تـنـطبع
والأريحية للقلوب دواء
ذاك الهدى المأخوذ رهن ظلامة
كالفطرة المطموس بالأهواء
وإذا انفجار للدماء مزلزل
شظى الأقارب والرؤوس علاء
فـبـأي تـضـحيـة؟ وأي دنـاءة؟
وأي فـنـاء؟ ثـم أي بـقــاء؟
فـتـمـاوجـت تلك المشاعر تنتفض
وتجددت من كربلا بنقـاء
تسجد لديه مشاعر ومـشاعر
كـالـمـوج مـنـدفع بـكل فـضـاء
يا للظلامة كيف لـما تـنـجلي
وغدت لكل الـمـظـلمـات هـداء
كيما تجلى عشر معشار لـهـا
ضـج الأنـاس من اللظى الغلـواء
يـا كربـلا مـا شـأن ذبـح مـنـكـر
يصيب من يسمع به الإيذاء؟
لو أنـمـا قـطعوه رأس هـدايـة
تـبـكي عـلـيـه مـلائـكة وسماء
خـمـدت إذا ثـاراتـه بـعـد انـقـضا
ء الفتك بالأسـبـاب والأعـداء
بـل إنـهـا رأس الـهـدايـة كـلـهــا
مـذ آدم لــنــهـايــة الإبــراء
فـبـأي ثـأر تـنـقـضي أوتـارهـا؟
وأي كــون لا يــلـيــه بـكـاء؟
لو أنهم ظنوا الجـنـازة مـيـتا
لـم تـنـتـدب فأرق مـن الـهـيـجـاء
داسـوا على قـلـب الـنـبي تجرؤا
أنى لـمن داس الرجاء رجاء؟
عـن سـبـق عـمـد ثم سبق ترصد
إذ لـيـس من داع إلى الإيذاء
ذا حـقـدهـم يجري لطمس جلاله
ويـقـاتـل الـقـدسيـة العصماء
كم جل تـعـفـير السماء بأرضها!
كم جل وقع تكسر الأعضاء!
خـابـت ظـنـون الحـاسـدين فلن ترى
أي انفصام لعروة وثقاء!
لو أنهم ظـفروا بـقـوم أشـركـوا
مـا حـل سـبيا لـيس فـيـه حياء
أمـا إذا ظـفـروا بـقـوم أسـلـمـوا
مـا حـل فـيـهـم أي نوع سباء
لـكـنـهـم يـسـبـون آل نـبـيـهـم!
فـبـأي ديـن؟ ثـم أي سـبـاء؟
مـا ذنـب أضـلـع مثكل ويتيمة
كي تجرع الأسواط واللأواء؟
مـا بـيـن مـوت آذن بـحـيـاتهـم
وحـيـاة ديـن هـم لـه الأذنـاء
أمـاه زيـنـب فـاصدعي لوصية
هي لـلـنـبـوة أقــرب الأعـبـاء
لا لـن تـمـوت مـلاحـم شيدت بها
كـرامة الإنسان مـن أشـلاء
أنى إذا شـيـدت بـقـرة أعـيـن
وفجيعة الأخلاق في الوضعاء؟
إن كـان دم في سـبـيـل الله أهـ
ـرق لـلـعـقـيـدة والـحياة سقــاء
فحسين نور في الفلاة وأهرق
أي السقـاء الـنـور لـلإحـياء؟
هذي رياح الطف قد جازت سدو
د الدهر وانقادت لها الأنواء
لـتـعـلـم الإنسان كـيـف يـلـمـلـم الـ
مـعـفـور مـن إنـسانـه بـإبـاء
ويصيح هيهات ويرفع روحه
وسط الوحوش إذا استطال قساء
يمضي بلا هدي سوى خلق الألى
أعطوا بلا من سوى الإعطاء
وتظل في الأرواح نبع أصالة
عـنـد افـتـتـان الـناس بالأهواء
فمتى يعـم نـهـوضـهـا كـل الورى
ويعـم ديـن الله دون ريــاء؟
مـا أصـبـر الـمهدي فينا مشفقا
يـبـغي اكـتـمـال الـعدة القعساء
لؤي الخزاعي
العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ