العدد 2890 - الأربعاء 04 أغسطس 2010م الموافق 22 شعبان 1431هـ

العراق الضحية الثانية بعد هيروشيما لليورانيوم الأميركي المستنفد

عراقية تحمل ابنتها المشوهةجراء استخدام اليورانيوم من قبل القوات الأميركية (رويترز)
عراقية تحمل ابنتها المشوهةجراء استخدام اليورانيوم من قبل القوات الأميركية (رويترز)

تجمع قواسم مشتركة العراق واليابان وهي، حالات الإصابة بالسلطان والتشوهات الخلقية لدى المواليد نتيجة استخدام القوات الأميركية اليورانيوم المستنفد في حربها على العراق، وإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما العام 1945. اليابانية هاروكو موريتاكي تقف بجوار سرير في أحد المستشفيات العراقية، مترددة في التقاط صورة لطفل يحتضر جراء إصابته بالسرطان. طالبتها والدة الطفل بالتقاط صورة له وأن تروي للعالم قصتهم. وتتذكر موريتاكي قائلة «لأني كنت زائرة من هيروشيما، أخبرني كثير من السكان المحليين بأنني يمكن أن أتفهم معاناتهم».

أسقطت قاذفة القنابل الأميركية «إينولا جاي» قنبلة ذرية كانت تحمل اسماً كودياً هو «ليتل بوي» (الصبي الصغير) على هيروشيما في الساعة الثامنة والربع من صباح يوم السادس من أغسطس/ آب 1945، لتوقع دماراً لم يسبق له مثيل، وتقتل آلاف الأشخاص في غضون ثوان معدودة. وبحلول نهاية العام، كان نحو 140 ألف شخص قد لقوا حتفهم بسبب القنبلة. ويساور بعض الضحايا قلق من أن يطوي النسيان ذكريات فظائع هيروشيما، لكن بعد مرور 65 عاماً على إسقاط أول قنبلة ذرية في العالم، أصبحت المدينة مركزاً لحركة عالمية متزايدة لحظر أسلحة اليورانيوم.

وتترأس الحملة في اليابان موريتاكي، وهي المدير التنفيذي لمكتب «التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم» في هيروشيما. ودعت المنظمة أطباء عراقيين للحضور إلى هيروشيما قبيل حلول الذكرى السنوية يوم الجمعة المقبل للحديث عن تزايد أعداد حالات السرطان وتشوه المواليد بين المواطنين العراقيين، والذين يعتقد أنهم ضحايا ليورانيوم مستنفد استخدم خلال حرب الخليج في العام 1991 وفي الغزو الذي قادته أميركا في العام 2003. وتقول موريتاكي ، الذي عمل والدها الراحل رئيساً للمجلس الياباني ضد القنابل الذرية والهيدروجينية، إنها ترى ثمة أوجه شبه - ففي هيروشيما «بدأ السرطان يتزايد بعد مرور ما بين 10 سنوات إلى 15 سنة من التفجير الذي وقع في العام 1945». وسافرت موريتاكي إلى العراق قبل وبعد الغزو الأميركي في العام 2003، حيث زارت المستشفيات في بغداد والبصرة وتفقدت آثار اليورانيوم المستنفد. وعرضت في بلادها صوراً لأطفال عراقيين يحتضرون وهم في المدارس واللقاءات المحلية وتحدثت عن بلاد مزقتها الحرب. ثم أقامت بالتعاون مع نشطاء آخرين «مشروع هيروشيما خالية من اليورانيوم المستنفد». وكان جواد العلي، أخصائي أورام في أحد مستشفيات البصرة، والذي زار هيروشيما في الشهر الماضي، واحداً من الأطباء العراقيين الذين وجهت لهم الدعوة لعقد مؤتمرات عن الآثار الضارة لأسلحة اليورانيوم المستنفد. وقال العلي إنه تماماً مثلما شهدت هيروشيما إسقاط أول قنبلة ذرية عليها إلا أن أسلحة اليورانيوم المستنفد استخدمت للمرة الأولى في العراق، مضيفاً أنه جاء إلى اليابان لكي يشاطر (البلدين) «المعاناة» التي يمران بها.

وكانت موريتاكي تعمل معلمة في مدرسة حكومية إلى أن تم اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي في العام 1996. وفي أعقاب التقارير التي تحدثت عن أن الهند وباكستان ربما تجريان قريباً اختبارات نووية توجهت موريتاكي ومواطنون آخرون من هيروشيما إلى المنطقة في العام 1997 في محاولة لوقف الاختبارات النووية. لكن كلتا الدولتين نفذتا التجارب في العام 1998، وهي التجارب التي أثارت جدلاً دولياً، وخصوصاً من النشطاء المناهضين للأسلحة النووية. ولا تزال هي ومنظمتها تتردد على المدارس للحديث عن دمار هيروشيما. وتقول موريتاكي إن النشطاء أحياناً يواجهون انتقادات قوية، حيث أن اليابان لطالما كانت تحت المظلة النووية الأميركية وتعتمد على الطاقة النووية.

وفي العراق، انتقد الكثيرون اليابان لدعمها الغزو الأميركي بدلاً من مساعدة الأطفال العراقيين الذين يحتضرون. ونشرت اليابان «قوات الدفاع الذاتي» الخاصة بها في جنوب العراق للانضمام لجهود إعادة الإعمار، وهو أول انتشار للقوات اليابانية في منطقة قتال منذ الحرب العالمية الثانية. وانتقدت موريتاكي القرار قائلة إن رئيس الوزراء الياباني آنذاك، جونيتشيرو كويزومي ساعد الحكومة الأميركية ولم يساعد المواطنين العراقيين. وقالت إنه «ينبغي على اليابان إيجاد سبل لمساعدتهم - منها على سبيل المثال تدريب أطباء عراقيين أو بناء مستشفيات». لكن على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت أكبر حليف لليابان على مدى النصف قرن الماضي، لم ينس الجميع ما اقترفته الأيادي الأميركية.

العدد 2890 - الأربعاء 04 أغسطس 2010م الموافق 22 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:01 ص

      سواد الليل

      صح لسانك زائر 3
      بعد عمر طويل انشاء الله تكون مع من تحب صدام حسين وتتهنى معه فى الاخره

    • زائر 4 | 6:29 ص

      ل 3

      أي والله... ولكن حب الفرقة وإشعال نار الفتن لمصالح دنيئة وخسيسة أدى إلى الوضع الحالي... الله يصلح حال جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.. اَمين اَمين اَمين يا الله

    • زائر 3 | 5:37 ص

      صدام؟

      حال العراق كان افضل ايام صدام من حالها الحين..ولا عاجببتكم الحروب والدمار والموت والدم في كل مكان؟
      كفايه انه الدينار العراقي كان ينافس الدينار الكويتي
      حسبنا الله ونعم والوكيل

    • زائر 2 | 2:37 ص

      سواد الليل

      الله يعينكم يا عراقيين فعلا لم ينصفكم الزمان,احلى بلد واغنى بلد ما قصر صدام دمر كل ما هو جميل فى العراق وبعده الامريكان والان التكفيريين الجهلاء يجاهدوا ويقتلوا المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ!! اين جهاد حزب الله من جهاد التكفيريين النواصب!!

    • زائر 1 | 2:10 ص

      مالت غلى العروبه لطالما ان صدام المجرم عربي

      الله يلعنك يا قاتل يا سفاح يا هدام العرب الله يلعنك ويلعن اللي يايدك ويحبك لانه اعمى قلب وبصيره كلكم مجرمون ومحاسبون يوم القيامه يا .

اقرأ ايضاً