تحدث خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس (الجمعة) عن أهمية رعاية اليتيم والاهتمام به وذلك لدوره الكبير في بناء المجتمع، مشيرا إلى أن الله تعالى توعد من يمس مال اليتيم بغير حق بالنار وتوعد من يرعى اليتيم بالمغفرة والجنة.

وقال: «الإسلام سابق في الرعاية المبكرة للأطفال، فكم من قوانين وضعت للرعاية بالأطفال والأيتام، ولكن هذه القوانين نسيت وشاع الظلم... وكم من معاهدات أبرمت في رعاية الأيتام ولكنها فشلت، وتبقى مكانة الإسلام شامخة لدرء المفاسد عن الناس».

وتابع «من أخلاق الإسلام لين الجانب وخفض الجانب لليتيم والبائس الفقير (...) إن كفالة اليتيم من أفضل صور الرحمة، وكافل اليتيم هو الذي يقوم بكفالته ورعايته وتربيته وتأديبه، وإذا تم ذلك أصبح اليتيم جزءا من المجتمع، أما إذا سلبت حقوق اليتيم فإن اليتيم يتحول إلى فريسة للمتربصين».

وأشار «في المجتمع البحريني يحظى اليتامى برعاية خاصة عبر المؤسسات الرسمية والأهلية التي تستمد نهجها من الإسلام، وعلينا نحن كمسلمين مساندة هذه المؤسسات والجهات الأهلية، وأن واجبنا أن نتعاون جميعا في الدعم والمساعدة لدعم الأيتام وكشف كربهم ومن أشد الكروب التي يواجهها أي مجتمع هو اليتم». وأضاف القطان «يحتفل العالم العربي في الأول من شهر أبريل/ نيسان من كل عام باليتيم، وذلك لتذكر هذه الشريحة الهامة من المجتمع، وليذكر الناس بهذه الفئة التي كادت أن تنسى عند بعضهم، وقد سبق الإسلام في الرعاية باليتيم، فهذا أعظم خلق الله الرسول الكريم (ص) ينشأ يتيما ومن ثم يكون أعظم الناس، وكفى باليتيم فخرا أن يكون الرسول يتيما، وعظم الإسلام اليتيم وحث على إصلاح أحوالهم وحذر من أكل أموالهم. والآيات والأحاديث الدالة على فضل كفالة الأيتام والحث على تربيتهم والتحذير من ظلمهم وأكل أموالهم كثيرة، وقام المسلمون بذلك خير قيام فأنشأوا المؤسسات والهيئات».

وقال: «لا عجب أن رأينا تسارع الكفالة بالأيتام لدى المسلمين، وهذا عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يقدم لنا صورة من صور رعاية الأيتام، ويصدر أوامره للمؤسسة الخيرية الملكية برعاية جميع الأيتام، واستطاعت المؤسسة كفالة نحو خمسة آلاف يتيم، وخمسة آلاف أرملة (...) وتقوم هذه المؤسسة بالكفالة الشاملة للأيتام والأرامل وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية، وما هذه الأعمال من جلالة الملك إلا لمعرفته بأهمية هذه الفئة ودورها في المجتمع».