أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم خلال الكلمة الافتتاحية لبرنامج «اقرأ إسلامك» الثقافي والذي أقيم مساء الخميس الماضي في مأتم مقابة الجنوبي أن «لو طلبنا الكرامة والعزة والسبق من خلال الإيمان والتقوى لتم لنا ذلك»، ونوه إلى أن «مسئوليتنا أن نفهم الإسلام وأهدافه وأن نستوعب مسئوليتنا أمامه، والقراءة في الإسلام هي ليست للفهم والاستيعاب فقط بل هي للعمل».
وقال قاسم «في أي حقل من حقول الحياة أو في أي مجال من مجالاتها لا يستوي جاهل وعالم كما لا يستوي عالم وأعلم منه لأن العالم بالنسبة للأعلم منه جاهل فيما بينهما، وهما لا يستويان في القوة والبصيرة، فالعالم أكثر قوة وله التفوق في البصيرة وهذا يسري في أي حقل من حقول الحياة»، وتابع «حينما نطلب الدنيا ونطلب القوة فيها فلن تتأتى لنا القوة بالجهل، وحينما نطلب إنسانية متقدمة ورضا الله وطريق الجنة المفتوح أمام العالم بما لا يكون أمام الجاهل»، ولفت إلى أن «أي تقدم في الحياة الإنسانية على أي مستوى من المستويات مرجعه العلم، وهناك سباق في العالم على العلم التكنولوجي والعلم السياسي وغيرهم من العلوم ولكن علم يفعل الإنسانية ويرقى بها، ويدفع بها إلى الأمام (...) علم ينقذ الإنسان من حيوانيته وينقله من مستوى الصراع المادي إلى طريق الله، ولا يكون ذلك إلا في دين الله».
وأوضح أن «الإسلام دعا إلى العلم ولكنه لم يدعوا لأي علم كما دعا لعلم دين الله، وكل العلوم عندما لا تتجه بمنجزاتها على ضوء الدين وطريقه فهي ربما ضرت أكثر مما نفعت، والعلم الوحيد الذي يمكن أن يصنع إنسانا الصناعة التي أرداها الله هو الدين»، وأضاف «عندما يسيطر الإنسان من دون وازع ديني تزيد حالة التشرذم والفوضى، والدين في الدرجة الأولى للآخرة ولكن بصورة أخرى للدنيا ولا تنال الآخرة إلا بالدين ولا يصلح أمر الدنيا إلا بالدين»، وبين أن «الجوع والخوف والقتل وغيره مرجعه البعد عن الدين (...) وهناك علم بمعنى إدراك المفاهيم والأمور الفقهية وهذا علم يعطي القوة وتغلب به الآخرين وتتسلق به»، واستدرك «لكن العلم الذي تقوم عليه التقوى ليس هذا العلم بل هو العلم بالحقائق الدينية والذي يصل إلى حد الإيمان والتفاعل».
العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ