أكد وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي أن المؤتمر التربوي السنوي التاسع عشر الذي يركز هذا العام على موضوع التعليم الإلكتروني، يهدف إلى تكريس الرؤى بشأن مفهوم مدرسة المستقبل وعوامل نجاحها وتعزيز دورها في تحقيق النقلة النوعية المأمولة للتعليم، وذلك للمساهمة في توفير أفضل الفرص للانتقال إلى مجتمع المعرفة في مملكة البحرين.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر التربوي التاسع عشر صباح أمس، والذي جاء هذا العام تحت شعار "مدارس المستقبل: استجابة الحاضر لتحولات المستقبل". وتختتم فعاليات المؤتمر اليوم الأربعاء، إذ تم توزيعها في أحد عشر مركزا في مدارس البحرين الثانوية المطبق فيها مشروع مدارس المستقبل.
وأشار النعيمي خلال كلمته إلى أن مشروع مدارس المستقبل الذي تم تدشينه في يناير/ كانون الثاني الماضي، يمثل الإعلان الرسمي عن بدء دخول مملكة البحرين مرحلة متقدمة من التعليم الإلكتروني الذي هو أساس مدرسة المستقبل التي توفر بيئة تعلم متطورة ومفتوحة، تكون الأولوية فيها للبحث والحوار والتفكير العلمي وتوظيف التكنولوجيا، معتبرا أن البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع يعد إنجازا تربويا كبيرا، آملا أن يسهم في جعل المدرسة البحرينية تطور آلياتها وطرائق تدريسها بما يواكب عصر التقنيات الحديثة وبما يساعد الطالب والهيئات الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور على التفاعل والتواصل بالصوت والصورة سواء على المستويات المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وأعرب النعيمي عن أمله في استثمار هذا المؤتمر وأوراقه وتدارسها للخروج بتقرير شامل ومفصل، شاملا مختلف الرؤى والأفكار والمقترحات البناءة التي من شأنها تحقيق مردود إيجابي وتساعد على إنجاح التجربة التعليمية.
وأكدت مديرة إدارة المناهج الشيخة لولوة آل خليفة خلال ورقتها التي تناولت "المنهج وحتمية التغيير"، أن مدرسة المستقبل البحرينية مطالبة بتسخير كل طاقاتها للنهوض بوظيفتها التربوية على الوجه الأكمل، مشيرة إلى أنه ينبغي على مناهج المستقبل تحقيق غايات تنشئة المتعلمين على احترام القيم الجماعية، واحترام الآخرين بتنمية الشعور بالتضامن والتآزر والوفاق، وتدريبهم على نبذ العنف وعلى حل المشكلات بالطرق السلمية والحوار.
كما أكدت أيضا أهمية تعزيز قيم المواطنة والوعي بالحقوق والواجبات، وتدريب الطلبة على قيم الديمقراطية واحترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، لافتة إلى الحاجة لتنمية الوعي لدى المتعلمين بالانتماء إلى الجنس البشري، وتربيتهم على التفتح والتسامح واحترام الآخر وثقافته وحضارته وتنمية الشعور بالانتماء إلى المواطنة العالمية، والسعي إلى المساهمة في بناء مصير البشرية المشترك.
واشترطت لتحقيق هذه الغايات اتخاذ عدد من الإجراءات العامة، من بينها اعتماد الطرق النشيطة التي تجعل المتعلمين يكتسبون كفايات وقدرات من خلال القيام بأنشطة متنوعة بحسب اهتماماتهم وميولهم وتجنب التلقين والتجريد، وتشجيع العمل الجماعي التعاوني وإشراك المتعلمين في بناء مواقف تعليمية ذات معنى بالنسبة إليهم.
كما اشترطت أيضا توفير فرص حقيقية للحوار والتعبير والإنصات إلى الرأي الآخر، وكذلك توفير مواقف حقيقية تسهم في تنمية السلوك الديمقراطي لدى المتعلمين، والحاجة لإيجاد الفرص الحقيقية التي تسهم في تنمية القيم الاجتماعية المتمثلة في العمل التطوعي وخدمة المجتمع وغيرها.
وتطرقت الشيخة لولوة خلال ورقتها أيضا إلى المبادئ الستة التي يجب أن تصمم المناهج الجديدة وفقها وترتكز عليها لتربية الإبداع، والمتمثلة في الاهتمام بالجماليات والذي بينت فيه أن المنهج التقليدي لا يعطي أي اهتمام لجماليات الكثير من البحث الإنساني، أما فيما يتعلق بالمبدأ الثاني، فهو يتمثل في الالتفات إلى الهدف والمقصود به عدم القفز الى النتائج من دون الاهتمام بالأهداف.
وأشارت إلى أن المبدأ الثالث يتعلق بالحراك الفكري عبر إعطاء فكر الطالب مزيدا من الفرص ليتحرك مع قضايا تسمح بتفكير متعدد مع وجهات نظر متنوعة وبدائل متعددة للحلول، مشيرة إلى مبدأ العمل على حافة القدرة من خلال تشجيع الطالب على بذل أقصى أداء ممكن في المجال الابداعي، إضافة إلى مبدأ الموضوعية الواجب ترسيخه عبر تدريب الطالب المبدع على أن يأخذ في الاعتبار وجهات النظر المختلفة وعدم التحيز لفكرته.
فيما ذكرت الشيخة لولوة أهمية مبدأ الدافع الداخلي، خصوصا في ظل أن التعليم المدرسي التقليدي لا يرعى الدافع الداخلي رعاية مناسبة، إذ لا تعطي الكتب أهمية لأكثر ملامح الموضوع الدراسي إثارة للاهتمام والحماس، ولا تتاح فرص كثيرة للطلبة لكي يختاروا المشكلات التي يتناولونها.
ومن جهته، ذكر مدير مركز تطوير أعضاء هيئة التدريس في جامعة مؤتة مستشار وزارة التربية لشئون التعليم الإلكتروني محمد المجالي، في ورقته التي تناولت "التعليم الإلكتروني في ظل مدارس المستقبل"، دواعي الحاجة للتعليم الإلكتروني، والتي لخصها في الانفجار المعرفي وتدفق المعلومات، والحاجة الى السرعة في الحصول على المعلومات، وكذلك الحاجة إلى المهارة والإتقان، خصوصا في أداء الأعمال والعمليات الرياضية المعقدة.
كما اعتبر المجالي توفير الأيدي العاملة أحد الدواعي المهمة للتعليم الألكتروني، إذ يستطيع الحاسوب أداء أعمال مجموعة كبيرة من الأيدي العاملة الماهرة في الأعمال الإدارية والفنية، وإيجاد الحلول لمشكلات صعوبات التعلم كعامل آخر، وذلك لما للحاسوب من دور مهم في المساعدة على حل مشكلات صعوبات التعلم لدى من يعانون من تخلف عقلي بسيط، أو من يواجهون مشكلات في مهارات الاتصال.
وذكر أن من بين الدواعي الأخرى أيضا تحسين فرض العمل المستقبلية، عن طريق تهيئة الطلبة لعالم يتمحور حول التقنيات المتقدمة، وتنمية مهارات الحاسوب التي لا تتطلب معرفة عقلية عليا مثل حل المشكلات والتفكير وجمع البيانات وتحليلها وتركيبها
العدد 957 - الثلثاء 19 أبريل 2005م الموافق 10 ربيع الاول 1426هـ