أعلن النائب العمالي برايان سيدكمور تخليه عن عضوية حزب العمال البريطاني والانضمام الى حزب الليبراليين الديمقراطيين على خلفية معارضته لقرار الحكومة العمالية في الانضمام الى الحرب ضد العراق.
وقال سيدكمور في تصريح له لوسائل الاعلام البريطانية "ادعو الناخبين البريطانيين الى عدم اعطاء أصواتهم لطوني بلير في الانتخابات المقبلة".
وأضاف: "انه سبق ان صوت ضد الحرب على العراق، وأصبح الأمر أكثر وضوحا بمرور الزمن، اذ تبين ان بلير قد اتخذ قراره في المشاركة في هذه الحرب بعد ان التقى الرئيس الاميركي جورج بوش في مزرعته العام ،2002 وبعد ذلك مارس الكذب لاقناع البريطانيين بانه يحتاج الى دعمهم لاسناد قراره هذا".
واستعرض سيدكمور مواقف بلير اللاحقة لحشد التأييد لسياسته وقراره تجاه الحرب على العراق. وبهذه الوسائل استطاع انتزاع قرارات عدة في هذا الخصوص من البرلمان البريطاني.
ورافقت اعلان النائب العمالي برايان سيدكمور عن ابتعاده من حزب العمال وانضمامه الى حزب الليبراليين حملة واسعة ومركزة من قبل المعارضة داخل وخارج البرلمان.
ويبدو ان تصعيد هذه الحملة يرتبط بالجهود التي تبذلها المعارضة لاسقاطه في الانتخابات المقبلة، لكن بلير صرح بان هناك محاولة يقوم بها حزب المحافظين والليبراليين لاضعاف ثقة الناخب البريطاني به، اذ تثير المحاولة قضية الحرب الى العراق "لان كلا الحزبين يفتقدان ما ينبغي ان تقولاه في الوقت الراهن".
وتشير استطلاعات الرأي الى ان شعبية حزب العمال لم تتأثر بشكل كبير من خلال هذه الحملة، فقد نشرت صحيفة "الاندبندت" آخر استطلاع لها، بين ان نسبة المؤيدين لحزب العمال وصلت الى 40 في المئة، والمحافظين 30 في المئة والليبراليين الديمقراطيين 21 في المئة.
ومع ذلك فإن وسائل الاعلام البريطانية هي الأخرى تشهد حاليا انشقاقا في تغطياتها لتطورات الوضع السياسي الذي يسبق اجراء الانتخابات، فبعض الصحف تحاول تأجيج مشاعر الناخب البريطاني من خلال عناوينها النارية التي تلهب احاسيس الناس، فعلى سبيل المثال، مقال ريتشارد جوت في صحيفة "التايمز" حمل عنوان "رئيس الوزراء مجرم حرب" في حين نشرت صحيفة "الاندبندت" مقابلة مع زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين يطالب فيه "بمحاكمة طوني بلير على غزوه للعراق".
والصحيفتان الوحيدتان اللتان تتناولان المشكلة بنوع من الحيادية هما صحيفة "الغارديان" و"صن" ولكن ربما "الغارديان" تناقش القضية باسلوب آخر لا يدعو الى الشك بانها ايضا تمثل التيار الذي يطلق عليه التيار المعارض داخل صفوف حزب العمال، وهذا التيار رفض الحرب على العراق منذ البداية.
بيد انها تركز ايضا على الموقف من امور أخرى كالتعليم والطب والمساعدات الاجتماعية وقضايا الاستثمار وغيرها، معتبرة اياها قضايا اساسية تهم الناخب البريطاني لانها تتعلق بمعيشته وحياته العامة
العدد 966 - الخميس 28 أبريل 2005م الموافق 19 ربيع الاول 1426هـ