أعلم أنه تواق لسماع الفصل الجديد من حكايتي معه، ولست أنتظر منه إقرارا بكونه يفوق الآخرين لهفة لمعرفة المكنون هنا في صدري عنه "هو"! فماذا أقول؟ أأستهل السرد بالتطرق إلى عينيه؟ رسمة وجنتيه؟ أم البسمة عندما تتسلل إلى شفتيه؟ أأقول إنه كان. .. وكنت... وكانت الحكاية؟
... نعم...
هي ذي تحديدا نقطة البداية...
هو ذا لب الحكاية!
حكاية بدأت بعينين شقيتين،
مشاغبتين،
وجد متمردتين!
عينان تتحديان،
إلى الأعماق تنفذان،
أي حقيقة تجادلان،
وبعبث الطفولة البحتة تنطقان!
عينان بمئات الأسئلة في لحظات تتلونان،
بالأسرار تنضحان،
قناع الغموض التام تلبسان،
وبالشقاوة المطلقة كثيرا ما تجاهران!
مزيج من هيبة الرجولة وبراءة الأطفال هو صاحب تلك العينين الجريئتين!
يجتذب الأنظار بتميزه وندرة عقله،
ويثير أقصى درجات الفضول بقدرته الاستثنائية على التنقل السريع بين بحر الفكر وحقل العاطفة!
حواء تعشقه...
وآدم يغار من حنكته وحدة ذكائه!
يبتسم...
فتهب نسمة ربيعية مهذبة تشاكس عالمي بلطف،
وتدغدغ أوتار قلبي بأصالة أريجها!
يضحك...
فيطل منه الطفل الشقي اللعوب!
طفل يعشق مبدأ المراوغة الدافئة،
وفي كل مرة يجدد شقاوته ليلفني بحبال الولع من جديد!
يهمس...
فتطغى نبرته على محيطي الصغير لتسكت كل ما يحاصرها من ضجيج!
كالليل صوته،
أجش يشعرني بالسلام والحاجة إلى التواري عن نفسي...
للغوص في مساحات الحس في نفسه!
يحزن...
فيتأوه الأمل ويكسو الخريف الكسير أرض البلاد!
وقع أنينه علي أقسى من ليلة شتوية ممطرة...
وهمه أشبه باحتضار الحنين وهو في مهده،
وتساقط الثلج على نافذة بيت ريفي مهجور!
يغار...
فتعزف روحي لحنا منفردا أبعد من إدراكي،
وأقرب إليه مني!
مختلفة ونافذة إلى العمق غيرته...
هي كالرمال البيضاء الناعمة إذ تحاكي أطراف قدمي فتعدها بنقش فريد!
يغيب...
فيدق الخوف باب داري ليتسلل الليل إلى جوانبي كالوحوش!
فيفتك بالقمر ويتبجح بكسائي بوشاح السواد لونه والغربة عنوانه!
عجبي من قلبه الغضوب مرة والحنون ألف مرة!
هو الرجل الطفل في حياتي،
فويح قلبي من هكذا جن
العدد 966 - الخميس 28 أبريل 2005م الموافق 19 ربيع الاول 1426هـ