استمرت أمس الاشتباكات بين المتمردين والقوات الحكومية في أنديجان شرق أوزبكستان غداة القمع الدامي الذي تضاربت حصيلة ضحاياه.
فقد قال شهود إن عدد قتلى مواجهات أمس الأول بلغ المئات، وأعلن رئيس منظمة حقوق الإنسان جاهون زينوب الدينوف أن القوات الحكومية فتحت النار على المدنيين وقتل مئات الأشخاص. وأضاف "عند الفجر، تم إخلاء جثث في خمس سيارات: أربع شاحنات وحافلة. كانت كلها مليئة بالجثث". كما أكد شهود أن قوات الأمن نقلت الكثير من الجثث إلى خارج المدينة، وقالوا إن هناك نحو 20 جثة مازالت في وسط المدينة، إذ احتشد عدة آلاف مرة أخرى للاحتجاج على الوحشية. في المقابل التزمت السلطات بالعدد الذي أعلن سابقا وهو 9 قتلى و34 مصابا. وذكرت أنباء أن رئيس أوزبكستان إسلام كريموف أمر باستخدام القوة بعد فشل محاولات التفاوض، ثم عاد إلى طشقند بعد إخماد الاضطرابات، واتهم كريموف مجموعات إسلامية مرتبطة بـ "حزب التحرير" المحظور. وقال "إن الخطط وضعها الأشخاص أنفسهم الذين نظموا حوادث في أوش" جنوب قرغيزستان، إذ انطلقت التظاهرات التي أدت إلى إطاحة بالرئيس عسكر اكاييف. كما نفى كريموف أن يكون أصدر أمرا بإطلاق النار، ولكن حزب التحرير نفى اتهامات كريموف وقال المتحدث باسمه في لندن عمران وحيد "مسئولية أعمال العنف تقع على عاتق كريموف ونظامه القمعي الذي عذب وسجن آلاف الضحايا الأبرياء". وفي ردود الفعل أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوزبكستاني عبرا عن "قلقهما" من "محاولات لزعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى". وفي واشنطن حث المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الحكومة الأوزبكية والمتظاهرين على إظهار ضبط النفس.
وقالت السلطات في قرغيزستان إن نحو 500 لاجئ من أوزبكستان اقتحموا الحدود المغلقة فرارا من أعمال العنف، وأوردت وكالات أنباء روسية ان بين 3500 وخمسة آلاف لاجئ تجمعوا على الحدود بين أوزبكستان وقرغيزستان
العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ