صرح استشاري الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق والرقبة وجراح زراعة القوقعة بمجمع السلمانية الطبي محمد كمال آل عمران ان عملية استئصال الحنجرة المصابة بالورم الخبيث كانت تجرى بمجمع السلمانية الطبي منذ افتتاحه بواسطة جراحي الأنف والأذن والحنجرة، وهي عملية ليست حديثة، مشيرا إلى أن المرضى المصابين بالورم السرطاني الخبيث بالحنجرة في المراحل المتأخرة، أو الذين لم ينجح العلاج الأشعاعي في شفائهم التام من السرطان يحتاجون إلى عملية استئصال الحنجرة بكاملها مع الاحبال الصوتية، منوها بأنه بمجمع السلمانية الطبي قد اجريت 11 حالة في السنوات العشر الماضية، مرجعا هذا العدد القليل لعدد من الأسباب تتمثل في ان سرطان الحنجرة يمثل نسبة واحد في المئة من جميع سرطانات الجسم، وإن معظم الحالات يتم اكتشافها في مراحلها الأولى، ويتم شفاؤها التام باستخدام العلاج الاشعاعي، كما أن هناك بعض المرضى يرفضون إجراء العملية في البحرين عندما يخبرهم الجراح بفقد القدرة على الكلام بعد العملية، مشيرا إلى انه يأمل من المرضى إعادة الثقة في الجراحين البحرينيين وإجراء مثل هذه العمليات في وطنهم، وخصوصا بعد مواكبة الأطباء البحرينيين التقنية الحديثة في العالم، بالإضافة إلى توفير الأجهزة الحديثة في هذا المجال من قبل وزارة الصحة.
وأوضح آل عمران أنه باستئصال الأحبال الصوتية للمرضى المصابين بالورم الخبيث في الحنجرة يفقد المريض القدرة على الكلام، لأن الورم السرطاني الخبيث في الحنجرة يظهر إما من الحبل الصوتي أو ما فوقه أو ما تحته أو قد يشمل المناطق الثلاث جميعا، وفي كل الحالات عند الحاجة إلى عملية استئصال الورم يحتاج الجراح إلى استئصال الحنجرة بكاملها حتى يضمن وجود أغشية طبيعية حول الورم، ويتأكد خلو المريض من السرطان، وهذه هي سياسة جراحة الأورام، مشيرا إلى أن المرضى الذين أجريت لهم عمليات استئصال الحنجرة المصابة بالورم الخبيث في البحرين يعتمدون على ما يسمى بالكلام المريئي "Oesophageal Speach"، وعلى حركة الشفتين بتدريب مكثف من اختصاصي علاج النطق والكلام، إذ يدرب المريض على بلع الهواء إلى المعدة، ومن ثم يتم إخراجه إلى المريء حتى تجويف الحلق، فتحدث ذبذبات في الغشاء المبطن للحلق، وإذ إن كمية الهواء المندفع بهذه الطريقة قليلة جدا، فإن الكلام الناتج يكون بسيطا وضعيفا، وقد لا يكون مفهوما ما يشعر المريض بإحباط أحيانا.
أما عن التقنية الجديدة بخصوص هذه العمليات، فأكد آل عمران أنه يتم الآن وضع جهاز بلاستيكي صغير جدا ما بين القصبة الهوائية والبلعوم، وبه صمام يسمح بتمرير الهواء من الرئة والتي تحتوي على كميات كبيرة من الهواء إلى تجويف البلعوم، ما يؤدي إلى كون الصوت والكلام الناتج من المريض قويا ومفهوما وطبيعيا جدا إلى درجة أنه يستطيع أن يحاور الآخرين عن طريق الهاتف، وهذا طبعا بعد البرنامج التدريبي من قبل اختصاصي علاج النطق والكلام، موضحا أن هذا الجهاز مصنوع من مادة بلاستيكية قد تتآكل بفعل الفطريات الموجودة في تجويف الحلق، ما يؤدي إلى تسريب الجهاز للسوائل التي يتناولها الشخص إلى القصبة الهوائية، وفي هذه الحال يحتاج المريض إلى تغيير هذا الجهاز، وذلك يتم أثناء زيارة المريض إلى العيادة الخارجية، ومن دون تخدير أو الشعور بألم.
وأشار إلى أن السبب في عدم وضع هذا الجهاز في العمليات التي تم إجراؤها في السابق بمجمع السلمانية الطبي يعود إلى عدم توافر هذا الجهاز، وقلة الخبرة، ولكن بعد ترتيب ورشة عمل نظمها استشاري الأنف والأذن والحنجرة والمهتم بأمراض النطق والكلام نبيل تمام، واختصاصية علاج النطق والكلام منى محمد بمجمع السلمانية الطبي، والتي حاضر فيها الجراح العالمي الزائر رئيس مركز جراحة وأبحاث الأورام بجامعة امستردام في هولندا فرانس هيلكرز، وحضرها مجموعة من أطباء مجمع السلمانية، استطاع الفريق الجراحي البحريني من إجراء هذه العملية بكل نجاح الأسبوع الماضي.
واوضح أنه بعد العملية يوضع انبوب للتغذية من فتحة الأنف إلى المعدة، وعن طريق هذا الأنبوب تتم تغذية المريض لمدة بين 10 و12 يوما، وخلال هذه الفترة يمنع من تناول الأطعمة والمشروبات عن طريق الفم حتى يتم التئام الجرح تماما، ثم ينزع أنبوب التغذية ويبدأ المريض بالاكل والشرب بصورة طبيعية عن طريق الفم، ويبدأ برنامج التحدث والكلام بمساعدة اختصاصي النطق والكلام، ليبدأ بعد ذلك المريض بالتحدث بصوت مفهوم
العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ