قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن المرأة الفلسطينية هي جزء من نساء العالم تشاركهن الهموم نفسها، ولكنها إلى جانب ذلك، تعاني معاناة مضاعفة جراء الخصوصية التي فرضها عليها واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وانه على مدار نحو 57 عاما، واجهت المرأة الفلسطينية ما واجهه أبناء الشعب الفلسطيني كافة من تشريد وتهجير واستيلاء على الأملاك، إذ كانت المرأة الفلسطينية دوما شريك الرجل، تقف إلى جانبه وتسانده وتقوم بالدور الملقى على عاتقها لخدمة وطنها وقضيته العادلة.
فعلى مستوى الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية، تواجه النساء الفلسطينيات في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة ظروفا قاسية وصعبة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات وقتل واغتيالات وهدم منازل وشن اعتقالات وما شابه، فالمرأة الفلسطينية هي زوجة الأسير أو والدة الشهيد أو ابنة المصاب أو شقيقة الناشط "المطلوب" من قبل قوات الاحتلال.
ووفق تقرير صادر من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإنه في الكثير من الأحيان تكون المرأة نفسها ضحية الاحتلال فهي الشهيدة أو المصابة أو الأسيرة، إذ إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن طيلة سنوات احتلالها للأراضي الفلسطيني المحتلة المرأة من ممارسات القمع والبطش المنفذة ضد الفلسطينيين والهادفة لإذلالهم والتنكيل بهم والتنغيص عليه.
وبتصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى تزايدت معاناة المرأة وطالتها يد الاحتلال الإسرائيلي، إذ بلغ عدد النساء الشهيدات منذ اندلاع انتفاضة الأقصى 169 شهيدة بينهن 65 طفلة، إضافة لـ 24 امرأة فلسطينية توفين جراء عرقلة مرورهن على الحواجز وعبر المعابر الحدودية على رغم ظروف مرضهن. فيما بلغ عدد الأسيرات المعتقلات في سجون الاحتلال 126 أسيرة يعانين من ظروف صعبة وسيئة للغاية.
وعلى وجه الخصوص، عانت المرأة الفلسطينية جراء حملات هدم المنازل التي خلفت أعباء كبيرة على قطاع النساء من ربات المنازل التي شرد قاطنوها بفعل تبني سلطات الاحتلال لسياسة هدم المنازل وتشريد سكانها على نطاق واسع.
وعلى المستوى الفلسطيني، شهدت بدايات العام ،2005 تقدما ملحوظا على صعيد المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية كناخبة ومرشحة، إذ سجل المراقبون نسبة مشاركة عالية للنساء في كل من الانتخابات الرئاسية والمحلية. وتم تعديل قانون الانتخابات الفلسطيني بما يكفل التمييز الإيجابي للنساء، إذ نصت المادة 28 منه على أنه: "حيثما رشحت امرأة نفسها يجب ألا يقل تمثيل النساء في أي من مجالس الهيئات المحلية عن مقعدين، لمن يحصلن على أعلى الأصوات بين المرشحات".
وأورد التقرير نفسه أن عدد النساء اللاتي رشحن أنفسهن للانتخابات المحلية الفلسطينية التي جرت في 27 يناير/ كانون الثاني ،2005 في 10 هيئات محلية في قطاع غزة، بلغ 68 امرأة من أصل 414 مرشحا، ومازالت المرأة الفلسطينية تسعى إلى المساهمة في عملية بناء المجتمع الفلسطيني وتنميته.
وفي مقابل ذلك لدى المرأة الإسرائيلية بلغ عدد النساء الاسرائيليات فوق سن الـ 21 عاما واللواتي تعرضن لمضايقة جنسية جسدية 200 ألف امرأة، ما نسبته 10 في المئة من مجموع هذه الفئة في "إسرائيل" وفق ما ورد في معطيات "دائرة الاحصاء المركزية" الاسرائيلية، التي نشرت يوم 7 مارس الماضي عشية يوم المرأة العالمي.
وتستند هذه المعطيات على استطلاعات وأبحاث أجريت في سنتي 2003 و،2004 التي اتضح منها أن النساء في "إسرائيل" يعشن أكثر من الرجال ويكسبن أقل ويشعرن بالوحدة أكثر.
وجاء في المعطيات ان معدل أعمار النساء في "إسرائيل" يبلغ 81,5 سنة، في مقابل 77,5 سنة معدل أعمار الرجال وبما يشابه الدول الغربية يتضح أن عدد النساء من بين السكان اليهود أكبر من الرجال "104 نساء على كل 100 رجل". ويبلغ معدل العمر الذي تتزوج به المرأة الاسرائيلية 25 عاما مقابل 28 عاما في الدول الأوروبية؛ ويبلغ معدل أعمار النساء عند الولادة الأولى 26,5 عاما.
وتشير المعطيات إلى أن نسبة الخصوبة في "إسرائيل" ظلت على حالها في العقد الأخير وبلغت 2,9 طفل للمرأة الواحدة ويصل المعدل عند النساء اليهوديات إلى 2,7 طفل.
ويتضح من المعطيات أن نسبة النساء من مجمل الطلاب الجامعيين للقب الأول في الجامعات والكليات في العام 2004 بلغت 56 في المئة، و57 في المئة من بين طالبي اللقب الثاني و53 في المئة من طالبي اللقب الثالث، وعلى رغم هذا المعطى مازالت النساء تتقاضى رواتب أقل من الرجال. كما شكلت النساء ما نسبته 32 في المئة من إجمالي المديرين الكبار في العام ،2004 في مقابل 18 في المئة في العام ،1988 إلا أن رواتب المديرات الكبيرات كانت أقل من زملائهن المديرين بما نسبته 26 في المئة. ووفق المعطيات ذاتها التي تتطرق إلى مجمل الأجيرين في المرافق الاقتصادية يتضح أن النساء تقاضين رواتب تقل عن الرجال في معدلها بـ 17 في المئة لساعة العمل وأن الرجال يعملون 45,5 ساعة أسبوعية في المعدل، في مقابل 34,6 ساعة أسبوعية عند النساء.
وتشير المعطيات إلى أن 81 في المئة من النساء في أجيال العشرين وما فوق كن راضيات عن حياتهن في سنة ،2003 في مقابل 83 في المئة من الرجال، واعتقد 53 في المئة من النساء أن حياتهن ستكون أفضل في السنوات المقبلة مقابل 50 في المئة من الرجال، وقال 39,4 في المئة من النساء انهن يعانين من الشعور بالوحدة مقابل 26 في المئة من الرجال، إلا أن 10 في المئة منهن فقط اعتقدن أنهن لا يملكن أحدا يتوجهن إليه وهن في ضائقة مقابل 14 في المئة من الرجال
العدد 987 - الخميس 19 مايو 2005م الموافق 10 ربيع الثاني 1426هـ