تفاجأ عدد من الصيادين من الحكم الذي صدر من قبِل المحكمة القطرية في حق تسعة صيادين هواة من منطقة المحرق، متخوفين من أن هذا الحكم وخصوصاً في ظل دخول عدد كبير من الصيادين داخل الحدود القطرية.

وأوضح عدد من البحارة في حديث لـ «الوسط» أن هذا القرار الذي صدر من قبِل المحكمة القطرية أخاف عدداً كبيراً منهم، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يتم اتخاذ مثل هذا الحكم ضد بحارة هواة.

وأشار البحارة إلى أن هذا القرار قاسٍ وخصوصاً أنهم بحارة هواة وليسوا محترفين حتى يتم اتخاذ مثل هذا الحكم ضدهم. لافتين إلى أنهم أصبحوا مجبرين على الإبحار في سواحل الدول المجاورة لعدم توافر الأسماك في البحرين، وبسبب تدمير مصائد الأسماك، مؤكدين أنه ليس باستطاعتهم التوقف عن العمل بسبب أن مهنة الصيد هي المهنة الوحيدة التي يزاولونها.

إلى ذلك قال رئيس النقابة العامة للعاملين في الموارد البحرية حسين المغني: «إن الحكم الذي صدر في حق البحارة الهواة فاجأ جميع الصيادين، ووصفوه بأنه حكم قاسٍ أقره القضاء القطري بحق الصيادين الهواة لمجرد تجاوزهم المياه الإقليمية القطرية بنحو ميل ونصف الميل بحري».

وأضاف المغني أن «البحارة سواء كانوا هواة أو محترفين يتفهمون حرص دولة قطر على حماية مياهها وثرواتها البحرية، إلا أن تبلغ الأحكام بالسجن سنتين فهو حكم مشددة جداً».

ولفت المغني إلى أنه لا يمكن للبحارة تحمل قرار توزيع الفشوت بين الدول، مشيراً إلى أنه تم تجاهل الصيادين والبيئيين والسياسيين وخصوصاً بعد أن تم رفع العريضة الأخيرة من قبل المؤتمرين في اللقاء التشاوري الذي حضرته أكثر من 15 جمعية سياسية وبيئية.

ونوه المغني إلى أن العريضة ناشدت جلالة الملك التدخل لوقف انهيار الثروة البحرية وإصلاح قطاع الصيد البحري عبر تقليص السفن بما يتناسب مع حجم المصائد السمكية ما سيخفف الاستنزاف الذي تتعرض له الثروة السمكية وبالتالي ستنتعش سواحل البحرين ولن يحتاج الصيادون إلى الدخول دولة قطر ما سيؤدي إلى تجنب حدوث مثل هذه المشاكل.

وأشار إلى أن العريضة رفعت إلى مجلس التعاون الخليجي للحصول على حل إلى الإشكالات التي وقع فيها البحارة خلال الفترة الأخيرة لتعديهم الحدود القطرية والتي أدت إلى وقوعهم في العديد من المشاكل، كالقبض عليهم وتغريمهم وحجز قواربهم، إلى جانب إصدار حكم بالحبس على عدد من البحارة. وذكر المغني أنه لابد من إيجاد وسيلة تعاون بين البلدين وخصوصاً أن صيادي البحرين يلجأون إلى الصيد في المياه الإقليمية القطرية بعد أن تم توزيع الهيرات في البحرين والقضاء على نسبة كبيرة من السواحل بسبب عمليات الدفان غير المقننة والتي تقام بشكل عشوائي ما دمر الثروة البحرية والسمكية.

وأكد أن البحارة لجاءوا إلى دخول المياه القطرية وذلك بعد تقسيم الفشوت الذي حدث، إلى جانب كثرة عمليات الدفان التي انتشرت في عدد من السواحل ما أدى إلى تدمير مصائد الأسماك وهجرة عدد كبير منها إلى السواحل القطرية بسبب عدم وجود بيئة ملائمة لهذه الأسماك في سواحل البحرين.

«وعد» تناشد قيادتي البحرين وقطر الإفراج عن البحارة

ناشدت جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» القيادة السياسية في كل من البحرين ودولة قطر الشقيقة العمل على الإفراج عن البحارة الذين صدرت بحق تسعة منهم أحكام بالسجن لمدة عامين، فيما ينتظر ستة آخرون قرار المحكمة القطرية خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك على خلفية دخولهم الحدود البحرية القطرية لمسافة ميل ونصف الميل، لأسباب تتعلق بتعطل جهاز الملاحة لديهم.

وقال الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف السيد في بيان أمس «إن العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين البحرين وقطر كفيلة بمعالجة هذه الإشكاليات التي تكررت خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب تزايد عمليات الردم والدفان غير المسبوقة».

ودعا شريف إلى «أهمية تفعيل روح الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي التي أقرت مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بما يعزز الترابط الأهلي والشعبي بين بلدان المنظومة الخليجية العربية ويدفع بعملية التعاون والتنسيق إلى الأمام».