العدد 2926 - الخميس 09 سبتمبر 2010م الموافق 30 رمضان 1431هـ

«أطفال الشوارع» في أفغانستان بين كماشتي الحرب والفساد

في مركز للأطفال المشردين في أفغانستان تتقدم فتيات خجولات لتعريف السفير الأميركي الزائر بواجباتهن كمسلمات في شهر الصيام. وتنظر مدرسات باعتزاز للفتيات الأفغانيات اللائي تركن في فترة سابقة تحت رحمة الشارع.

غير أن الحقيقة المقلقة في البلد الذي يمزقه الحرب هي عدم وجود شبكة لحماية ما لا يقل عن 600 ألف من أطفال الشوارع. وتقاتل قوات غربية متمردين إسلاميين في أفغانستان لمساعدة الحكومة الأفغانية الموالية للغرب على البقاء في السلطة.

ويقول خبراء إن مشكلة أطفال الشوارع تتفاقم بسبب اشتداد الحرب والفساد رغم تدفق أكثر من 35 مليار دولار على البلاد من مانحين أجانب منذ الإطاحة بحكومة «طالبان» العام 2001 .

وتحيق مخاطر جمة بالأطفال ويقول الخبراء إنها تتفاوت من المخدرات إلى حركة التمرد والعصابات الإجرامية إلى التحرش الجنسي.

وتقول شفيقة زاهر التي تعمل مع مؤسسة أشيانا (العش) التي تحصل على مساعدات أميركية لممارسة أنشطتها «الفقر يتزايد في أفغانستان ويضطر الأطفال للبحث عن عمل».

وتجوب زاهر شوارع العاصمة الأفغانية كابول بانتظام وتتردد على الأماكن التي يتواجد فيها أطفال الشوارع وتقترب منهم لمعرفة ما إذا كانت لديهم الرغبة في التعلم.

وقالت «نأخذ الأطفال ليروا ما نفعله وإذا وافقوا نذهب لأسرهم ونتحدث إليها».

ويدرس نحو سبعة آلاف طفل في مدارس أشيانا في المدن الرئيسية في أفغانستان التي توفر لهم الغذاء والأدوات المكتبية وتختار بعض الأسر لكفالتهم.

وذكرت زاهر أن معظمهم لديهم بيوت يعودون إليها حتى وإن كانت مبان تضررت جراء الحروب التي لا تنتهي في البلاد وفي غالبية الأحوال يكون الأوصياء عليهم معاقين وغير قادرين على العمل. وخلصت دراسة لمفوضية حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان في العام 2008 إلى أن نحو 60 ألف قاصر يعملون في كابول وحدها.

ويقول نادر نادري المسئول البارز في المفوضية إن ذلك أحد نتائج عقود من الحروب في أفغانستان.

وقال «خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية تدفقت اعداد متزايدة ممن شردتهم الحرب في المناطق المتضررة مثل هلمند وقندهار وغزنة على مدينة كابول بحثاً عن مأوى».

ويقيم نازحون من سانجين في هلمند حيث قادت القوات الأميركية هجوماً ضد متشددين العام الماضي في منطقة فقيرة من كابول تحت مظلات من البلاستيك ويعتمدون على مساعدة مؤسسة أشيانا.

وعلى مدار ثلاثة عقود من الحرب تضاعف تعداد السكان إلى أكثر من 30 مليوناً وارتفع عدد سكان العاصمة إلى أربعة ملايين.

وقال نادري «تاريخياً لم تواجه كابول وأفغانستان قط تلك الأزمة حين لا يجد المواطنون سقفاً يعيشون تحته. جميعهم فقراء لكن كان لديهم منزل على الأقل».

وذكر أن الفساد الذي يثير خلافاً سياسياً بين الرئيس الأفغاني حامد قرضاي وواشنطن وهو قضية رئيسية في الانتخابات البرلمانية التي تجرى في الشهر الحالي يؤدي لتفاقم الوضع.

وذكر تقرير للأمم المتحدة في مارس/ آذار أن الفساد المتغلغل يترك الفقراء تحت رحمة الأقوياء فيما تتجاهل المشكلة القوات الأجنبية التي تركز على قضايا الأمن.

وقال نادري «ثمة صلة مباشرة دوماً بين الفقر والفساد. ومعظم مشروعات التنمية توقفت أو لا تصل للمناطق التي تؤثر على حياة الفقراء بسبب ما يشوبها من فساد». واستيقظ الأفغان على واقع مرير لحجم المشاكل الاجتماعية في البلاد من خلال برنامج تلفزيوني جريء باسم أوميد (الأمل) تبثه محطة تلفزيون (سابا) منذ عامين.

وخلال متابعة عشرات الحالات في جميع أنحاء البلاد وجدت المنتجة والباحثة، زينب رحيمي أطفالاً يدمن أهلهم الأفيون وأطفالاً جندوا للمحاربة في صفوف «طالبان» وتكراراً مفزعاً لحالات التحرش الجنسي.

وتطرقت لحالة طفل عمره 13 عاماً يعمل في تنظيف أحد المكاتب مرتين أسبوعياً ويتحرش به رئيسه في العمل.

وقالت رحيمي «اكتشفنا ذلك لأنه بدأ يرسم لوحات تلمح لشيء ما. كان يبكي وهو يروي لي حكايته. ولكن من النادر عرض موضوعات التحرش الجنسي على شاشة التلفزيون. قد نتابع عشر حالات ولكن لا يمكننا أن نصور سوى حالة واحدة».

وأضافت أن الحرمان والتحرش يدفع بعض المراهقين للانضمام للمتمردين. وقالت «الأسوأ الأطفال الذين ترغمهم طالبان على الانضمام إليها مقابل مبلغ من المال. تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاماً ويحملون السلاح ويتدربون بانتظام».

وخلال جولة في مؤسسة أشيانا الأسبوع الماضي شاهد مرافقو السفير عرضاً مؤثراً للأعمال الفنية التي رسمها الأطفال عبرت عن جميع أشكال المعاناة في أفغانستان الحديثة.

وصورت لوحة قصف مليشيات لكابول في التسعينات. وتوقف السفير عند أخرى وهي نسخة من لوحة رسمت العام 1879 تصور الناجي الوحيد من معركة قهر فيها الجيش البريطاني العام 1842 .

وقالت رحيمي «هناك فرصة أمام من ترعاهم أشيانا ولكن معظمهم بلا حماية ويعاني من مشاكل خطيرة.

«ينذر الوضع بخطر في المستقبل لانه لا يقتصر على مجموعة محدودة من الناس»

العدد 2926 - الخميس 09 سبتمبر 2010م الموافق 30 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:23 ص

      عراقيه

      الله يكون بعونهم الدول الاخرى ماتهتم هذا المال والملك اللي عندكم واولادكم متنعمين وعايشين احسن عيشه ماتفكرون يادول العالم تساعدون هالفقارى تره محد بياخذ معاه شي للقبر لو تحصلك كفن لو ماتحصل سبحان الله بني آدم طماع مايملي عينه الا التراب وفي بعض الناس يسخر ويستنكف من هكذا بلدان احب اقولهم يمكن اعمالهم احسن منك يرحون الجنه وتروح النار سبحان الله والملك لله ومافي واحد احسن من واحد الا بالتقوى انشري ياوسط بليييييييييز

اقرأ ايضاً