العدد 1035 - الأربعاء 06 يوليو 2005م الموافق 29 جمادى الأولى 1426هـ

غزو العراق وسيلة لتجنيد "الإرهابيين"!

مازالت الصحف الأميركية تتناول المسألة العراقية على خلفية خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش ومقاربته الخاطئة لغزو العراق، وانتقدت خطابه المضلل الذي يدل على ان عملية مشكلة صناعة القرار الخارجي الأميركي هي اليوم أعمق. .. وحملت مسئولية هذا الخلل لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس. وهناك من تساءل: كيف تدعي الإدارة الأميركية بأن غزو العراق جزء من الحرب على "الإرهاب" في حين تحول الغزو إلى "وسيلة" لتجنيد الإرهابيين؟

"نيويورك تايمز": مشكلة صنع القرار الأميركي

وأجرت "نيويورك تايمز" تقييما سريعا لأداء رايس. فأشارت إلى ان منتقدي السياسة الخارجية لإدارة بوش كانوا يميلون إلى النظر إلى الوزير السابق كولن باول على انه الرجل ذو النوايا الحسنة الذي كان يفتقد إلى دعم البيت الأبيض، لكنهم توقعوا أداء أسوأ لخليفته. وعلى رغم انها لاحظت تحسنا في السياسة الخارجية في بعض المجالات. فخلال ولاية باول كان نائبه جون بولتون يشكل عنصرا تدميريا إلا ان رايس تفادت هذا الأمر بدعمها تعيين بولتون سفيرأ في الأمم المتحدة، واختيار روبرت زوليك المعتدل والواقعي نائبا لها. وذكارت بأنها وجهت انتقادات لرايس عندما كانت في منصب مستشارة الأمن القومي خصوصا لأنها كانت تطلع الرئيس بوش على الأمور التي ترغب في إطلاعه عليها حتى ان مستشاريها كانوا على علم بأن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم يكن يعمل على إنتاج أسلحة دمار شامل غير ان ذلك لم يردعها من الترويج لحرب بوش غير الحكيمة. لكن "نيويورك تايمز" استدركت بالإقرار ان رايس نجحت في استعادة زمام السياسة الخارجية من وزارة الدفاع وسعت إلى أن تتعاون المجموعات العرقية المختلفة في العراق مع بعضها البعض، إلا ان خطاب بوش المضلل شكل دليلا على ان المشكلات الرئيسية التي كانت تعاني منها عملية صناعة القرار الأميركي هي اليوم أعمق مما مضى. وأكدت ان الخطوات الصغيرة التي تتخذها رايس لاستعادة صدقية الولايات المتحدة لن تؤتي ثمارا إذا بقيت غير قادرة أو غير راغبة في دفع رئيسها إلى النظر إلى العراق والعالم كما هما وليس كما يرغب أن يكونا.

"واشنطن بوست": حرب العراق وسيلة لتجنيد الإرهابيين

ورأى وليام راسبري في "واشنطن بوست" ان خطاب بوش كان يهدف حتما إلى تحسين شعبيته، لكن المفاجئ هو إخفاقه في "تشخيص" أسباب تراجع التأييد له. فهو يظن ان حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 غابت عن أذهان الأميركيين فعاد للربط بينها وبين غزو العراق. لكن الشعب الأميركي توصل إلى قناعة بأن الإدارة لا تملك أية خطة للتعامل لا مع العراق ولا مع "الإرهاب". فكيف تدعي الإدارة وعلى رأسها بوش بأن الحرب على العراق هي جزء من الحرب على "الإرهاب" في حين ان هذه الحرب تحولت إلى "وسيلة" لتجنيد الإرهابيين؟.

"كومن دريمز": سخرية القدر أن يكون العراق مرتعا للإرهابيين

وعلى هامش الخطاب أيضا نشر ستيفن زيونز في موقع "كومن دريمز" "الأميركي المعارض" مقالة تحت عنوان "خطاب بوش يكشف الإخفاقات الأميركية المتواصلة". وحمل بشدة منتقدا كل النقاط التي أثارها بوش خصوصا ربطه بين 11 سبتمبر وغزو العراق. فسخر لقوله ان العراق هو آخر ساحة قتال في الحرب على "الإرهاب". فمن الضروري الملاحظة ان العراق لم يشهد إرهابا في تاريخه ولم تضم أراضيه مجموعات على علاقة بـ "القاعدة" ولا تيارات إسلامية متطرفة قبل الاجتياح الأميركي والإطاحة بالنظام العلماني.

كما انتقد الحديث عن التمرد العراقي وأسامة بن لادن كأنهما طرف واحد ففي هذا استعادة لمواقف بررت الحرب على فيتنام. وهنا دعا للاستفادة من تجربة الفيتناميين الذين توقفوا عن مهاجمة القوات الأميركية بمجرد أن غادر الاحتلال بلادهم والعراقيين سيقومون بالأمر نفسه. وعلى القيادة الأميركية أن تعي انه لم يكن العراق ليشهد موجة عنف كالتي يشهدها الآن إلا بسبب الغزو الأميركي. وتوقف عند حديث بوش عن التأثيرات الإيجابية للحرب على دول عربية مثل ليبيا ولبنان ومصر والسعودية والأراضي الفلسطينية. وكيف يمكن أن تكون الحرب الأميركية على العراق شكلت حافزا للعقيد القذافي ليتخلى عن برامجه النووية؟ ألم يتخل صدام حسين عن برامجه النووية قبل الغزو ومع ذلك استحق الحرب؟ كما اعترض على القول ان الانتخابات الفلسطينية وفي لبنان جاءت كنتيجة لهذا الغزو، وان هذه الانتخابات شكلت بدورها الإلهام للإصلاحيين في السعودية ومصر. ففي الواقع ان الانتخابات الرئاسية الفلسطينية لم تكن لتحصل لولا وفاة الزعيم الفلسطيني يسار عرفات أما الانتخابات النيابية اللبنانية فقد جرت في موعدها وفق ما ينص عليه الدستور. فيما يناضل الإصلاحيون في السعودية ومصر منذ سنوات طويلة ضد أنظمة بلادهم. ويعتبرون ان الغزو الأميركي عرقل جهودهم وساهم في تعزيز نفوذ الراديكاليين الإسلاميين في بلادهم

العدد 1035 - الأربعاء 06 يوليو 2005م الموافق 29 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً