في يوم من هذه الأيام استيقظت ابنتي على صوت منبه الرسالة"sms" تخبرها بأنها فازت بإحدى الجوائز التي تم السحب عليها من قبل شركة مرطبات وهي عبارة عن بطاقة شحن للتلفون النقال ومن دون أن يحدد سعر البطاقة، فغمرت الفرحة قلب ابنتي وأخذت تستفسر منهم كيف ومتى نستطيع تسلم تلك البطاقة فأخبروها أن تأتي شخصيا إلى مقر الشركة. وفي اليوم التالي اصطحبت ابنتي إلى مقر الشركة، وفي الأثناء سيطر سعر البطاقة على حديثنا مرة تقول لي إن فيها عشرين دينارا لذلك طلبوا منا المجيء إلى مقرهم، وتارة أخرى أرد عليها ربما تحتوي على عشرة دنانير. على كل حال ما إن وصلنا إلى المكتب وأخذ الموظف نقال ابنتي ليتأكد من نص الرسالة حتى وضع يده في جرار الطاولة وأخرج لنا البطاقة الفائزة المزعومة وعلى وجهه ارتسمت علامات الحياء والخجل وسلمها لابنتي، وبعد ذلك اكتشفنا بأن البطاقة "بودينار"! والأدهى من هذا وأمر، عندما ترصد جوائز على المشروبات الغازية وتفتح غطاء القنينة لتفاجأ بالجائزة العظمى أسفل الغطاء وهي عبارة عن "25 فلسا"! وهذه الفئة من النقود حتى أصغر طفل في بيتك لا يعرفها.
بالله عليكم هل هذا عدل وإنصاف أم استهزاء بعقول الناس؟ فبذهابك من البيت إلى مقر الشركة ستنفق أكثر من دينارين للوقود عوضا عن إهدار وقتك!
فكفاكم مهزلة ولعبا على ذقون هذا الشعب الكريم المغلوب على أمره واستهتارا بخلق الله... ونتمنى أن تحدو حدو الدول المجاورة وترون كيف يرصدون الجوائز بسخاء وكرم لتعم الفائدة على الطرفين.
مصطفى الخوخي
العدد 1058 - الجمعة 29 يوليو 2005م الموافق 22 جمادى الآخرة 1426هـ