قالت منسقة عملية الدمج في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين شيخة محمد غانم إن المعهد دمج 25 طالبا موزعا على المراحل الدراسية الثلاث في المدارس الحكومية منذ 2005.
وبينت خلال ورشة عمل عقدت أمس (الأحد) نظمها المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بالتعاون مع جمعية الصداقة للمكفوفين بعنوان «الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة» بمشاركة مختصين من سورية ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي أن التجربة أسهمت في تطور شخصيات هذه الفئة.
وقالت: «قد تكون عملية الدمج أسهمت في تأخر بعض طلبة الدمج أكاديميا، بيد أنها أسهمت في نقلهم نقلة نوعية على الصعيد الشخصي، ونمت مهاراتهم في التعاطي مع العالم».
وفي سياق ذي صلة، تحدثت عن الصعوبات التي تواجه طلبة الدمج والتي تبدأ بتقبل ولي الأمر والطالب لعملية الدمج ومتطلباتها وتصل لصعوبة تهيئة المعلمين والمدارس لاستقبالهم استقبالا يتناسب مع احتياجاتهم الأكاديمية والنفسية والاجتماعية والشخصية فضلا عن التطور السريع في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وما يتطلبه من سرعة في وزارة التربية والتعليم لمواكبة هذا التطور.
وعرضت غانم ورقة عمل في الورشة تركز على تجربة مملكة البحرين في دمج المكفوفين في التعليم، متطرقة إلى التعريف الاصطلاحي للدمج الأكاديمي ومبررات الدمج، إذ قالت: «أثارت قضية دمج الطلبة في المدارس الحكومية اهتماما كبيرا في الأوساط التربوية والعلمية وكثر حولها النقاش بين مؤيد ومعارض لها. فالمؤيدون للفكرة استمدوا تأييدهم من منطلق أن من حق كل فرد مهما كانت ظروفه، العيش في بيئته الطبيعية وأن ما تقوم به المؤسسات لتكييف البيئة وظروف العيش للمعاقين إنما تقوم بعزلة عن المجتمع الحقيقي الذي من المفترض أن يعيشوا فيه بكل مميزاته وعيوبه. أما المعارضون فيرون تطبيق فكرة الدمج، ستعرضهم إلى مخاطر ومشكلات كلفت لهم المؤسسات عدم التعرض لها بل أن البرامج والخدمات التي تقدمها المؤسسات لن يستطيعوا الحصول عليها في المجتمع الطبيعي، مما وفرته لهم من البرامج والأساليب التي تتناسب وقدراتهم وظروف إعاقاتهم، بالإضافة إلى الاتجاهات السلبية التي كونها المجتمع أصلا نحو الإعاقة والمعاقين والتي تحتاج إلى فترات طويلة من الزمن للتخلص منها».
وبيّنت أن وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين أولت رعاية خاصة لذوي الإعاقة البصرية، حيث قامت بدمج الطلبة المكفوفين منذ العام 1982 فتم إلحاق الطلبة المكفوفين بالتعليم الثانوي بعد أن يجتازوا المرحلتين الابتدائية والإعدادية في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين.
وعرضت الخدمات التي يقدمها المعهد للطلبة المكفوفين المدمجين بمدارس وزارة التربية والتعليم والتي تنقسم إلى قسمين:
الخدمات المقدمة قبل عملية الدمج: وهي قيام المعهد بإعداد فريق مكون من مدير المعهد ومجموعة من المدرسين للقيام بتهيئة كل من الطالب وولي الأمر والهيئة التعليمية والإدارية بالمدرسة المراد دمج الطالب فيها وإعدادهم لتقبل عملية الدمج وإزالة شعور الرهبة والخوف لديهم والإجابة عن كل استفسار لديهم، في الوقت الذي تدور فيه الخدمات المقدمة بعد عملية الدمج حول المناهج الدراسية، المدرس الجوال، المعلم المستشار أو المنسق، مركز مصادر التعلم، توفير آلة بركينز و استخدام الأدوات و الأجهزة للتنقل المستمر فضلا عن توفير الحاسب الآلي الناطق للمكفوفين وطباعة امتحانات الطلبة من ذوي الإعاقة البصري، مستدركة أنه تم أخيرا استخدام تقنية الحاسب الآلي الناطق في الامتحانات وإعداد الدورات التدريبية لمدرسي وزارة التربية والتعليم وأولياء أمور الطلبة المكفوفين.
وعلى صعيد متصل تم عرض تجربة مدرسة الإيمان الخاصة في عملية الدمج فضلا عن تجربة مركز الوفاء، في الوقت الذي تم التطرق للتجربة السورية في هذا الملف بورقة عمل قدمها مندوب جمعية رعاية المكفوفين في دمشق.
العدد 2418 - الأحد 19 أبريل 2009م الموافق 23 ربيع الثاني 1430هـ