تتجه اليوم بعض النساء المسلمات إلى تقليد النساء الغربيات، أو بالأحرى تقليد النموذج الغربي في نظرته إلى المرأة، والتي تبدو في ظاهرها حرية ومساواة وتحضرا وانتصارا لها، إلى غيرها من الشعارات والعناوين والأوصاف الرنانة التي تستغفل نساءنا، والمتأمل في باطن هذه الدعوات أو هذه النماذج يرى السر الكامن وراءها، فإن المرأة الغربية هي المروج للجنس والشذوذ، وهي المروج للسلع التجارية، وهي الوجه الباسم الذي يلقاه صاحب العمل كل صباح عند دخوله مقر عمله، وهي المرأة التي تتمايل في مشيتها بين زملائها في العمل، ضاحكة، أو باسمة، فهي الوجه البشوش المرح الذي يزيح هم العمل وكدره، وبعضهم يطالبونها بالخروج في زينة فاتنة، إذ في ذلك ما يوقظ غرائزهم، أو يرضي شهواتهم.
وبعض دعاة تحرير المرأة كتبوا في كل ما يتعلق بها... ولم نرهم يكتبون عن شيء واحد... وهو الحديث عن فطرتها وأمومتها كما أراد الإسلام لها، وكان تخطيط بعضهم هو إخراج المرأة من بيتها كارهة له، انتصارا منهم لإفساد المجتمع الإسلامي، بالدخول في أعماقه، وأساسه، ألا وهو الأسرة، إذ تبدأ عملية هدم اللبنة الأساسية وهي الأم والزوجة!
فأين نحن من تحريم الإسلام للسفور، وتحريم استغلال جسد المرأة في المهازل وغيرها؟... وأين نحن في وسائل الإعلام ننشر الفضيلة بدلا عن الرذيلة، ننشر حرية المرأة التي أعطاها إياها الإسلام، لا الحرية التي يريدونها منا؟!... أين نساؤنا أمام هجمات الصليبيين الخفية والمستبطنة في أفلام وبرامج التلفزيون، وفي أغاني اللآيديو كليب الهابطة، وبين طيات مواقع الإنترنت؟!.. وأين موقع النساء المسلمات في الإنترنت تنادين: لا للاستغراب... لا للتحلل والرذيلة... لا للهجمة على الأمة الإسلامية التي تستباح كرامتها كل يوم؟!
مع الأسف الشديد... باتت بعض النساء المسلمات تنافس الغربيات في الأزياء والموضة، والتحلل والتبرج... وربما ينتج عن ذلك عدد كبير من العوانس والمطلقات، وازدياد فاحش في عدد مجهولي الأبوين والمشردين.
مصطفى معتوق القصاب
العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ