استجوب فريق التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أمس خمسة من المسئولين الأمنيين اللبنانيين من بينهم مساعد للرئيس إميل لحود كـ "مشتبه فيهم". والمسئولون الخمسة هم: قائد الحرس الجمهوري حاليا مصطفى حمدان والمدير العام السابق للأمن العام جميل السيد والمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق علي الحاج ومدير المخابرات السابق في الجيش ريمون عازار، بالإضافة إلى النائب السابق ناصر قنديل.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أن قوى الأمن الداخلي نفذت استدعاءات طلبتها "لجنة الحريري" للتحقيق مع هؤلاء الخمسة كمشتبه فيهم. وقال: "إن التحقيق الذي تقوم به اللجنة سيحدد الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها بحق هؤلاء المسئولين".
بيروت - وكالات
أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس أن التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مع قادة الأجهزة الأمنية الأربعة، ثلاثة منهم سابقون، ونائب سابق يتم بوصفهم "مشتبها فيهم". في وقت توقع فيه النائب وليد جنبلاط "المزيد من الاعتقالات" ورحيل الرئيس اميل لحود قبل انتهاء ولايته.
وقال السنيورة في إعلان للصحافيين: "تبلغت من رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الإجراءات التي اتخذتها اللجنة هذا الصباح نتيجة التحقيقات التي أجرتها". وأضاف أن اللجنة "قررت استدعاءهم للتحقيق معهم بصفتهم مشتبها فيهم".
والمسئولون الأربعة هم المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد والمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق علي الحاج ومدير المخابرات السابق في الجيش ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري حاليا مصطفى حمدان.
وتم استدعاء النائب السابق ناصر قنديل المقرب من سورية "للتحقيق معه باعتباره مشتبها فيه وتبين انه موجود في لبنان". وأضاف أن "التحقيق مع جميع المذكورين سيحدد الخطوات اللاحقة التي ستتخذ بحقهم".
وقال السنيورة "أؤكد للبنانيين جميعا أن الجميع تحت سلطة القانون على عكس ما يحاول البعض إشاعته" من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وأضاف "أنا على ثقة بأن لبنان سيكون بخير وأن الدنيا لن تنقلب إلا على رؤوس المجرمين".
وكان مصدر أمني لبناني أفاد بأن قائد الحرس الجمهوري الحالي مصطفى حمدان، وصل تلقائيا إلى مقر لجنة التحقيق. ولاحقا نقل إلى المقر نفسه السيد والحاج وعازار.
وكان رئيس "لجنة الحريري" ديتليف ميليس أجرى محادثات مع السنيورة ووزير العدل شارل رزق. وقالت وزارة العدل إن ميليس تعهد بإطلاع النائب العام التمييزي على نتائج التحقيق مع المسئولين الأمنيين السابقين والأدلة المتوافرة بحقهم واقتراح اللجنة بشأنهم تاركا للقضاء اللبناني اتخاذ القرار المناسب. ويوشك فريق التحقيق الدولي في اغتيال الحريري على الانتهاء من عمله ومن المتوقع أن يرفع ميليس نتائجه إلى مجلس الأمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ومن جانبه، أكد قنديل أنه قطع زيارته لدمشق ليمثل أمام "لجنة الحريري"، مبديا استعداده "للتعاون الكامل". وأعرب عن "مفاجأته" بالاستدعاء، مشيرا إلى احتمال وجود "محاولات دس" ضده لم يحدد مصدرها.
إلى ذلك، قال جنبلاط: "إن العد العكسي لظهور الحقيقة في اغتيال الحريري بدأ" متوقعا "المزيد من الاعتقالات" ورحيل لحود قبل انتهاء ولايته. وأضاف في تصريح إذاعة "الشرق" في باريس "أعتقد أن العد العكسي بدأ وأتوقع سقوط رؤوس كبيرة في لبنان والخارج". وذكر "لا أعتقد أن لحود سيبقى رئيسا للبنان".
ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية في بيروت أن وفد مجلس النواب الأميركي الذي يزور لبنان يحمل اقتراحا قديما يهدف إلى استيعاب لبنان ودول أخرى مجموعات من اللاجئين الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "النهار" أمس عن مصادر قريبة من الوفد اقتراحا آخر يتمثل في أن ينتهج حزب الله أسلوبا جديدا في خطابه السياسي الذي يركز على احتفاظه بالسلاح والابتعاد عن السلبيات واعتماد الحوار والعمل على جذب المساعدات الاقتصادية والاجتماعية إلى الجنوب.
بيروت - وكالات
ألغى موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن زيارته لبيروت والتي كان مقررا لها أن تبدأ في 4 سبتمبر/ أيلول المقبل من دون إيضاح الأسباب. في وقت أشارت صحيفة "النهار" إلى أن السلطات اللبنانية تلقت أيضا اعتذارا من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن عدم تمكنه من زيارة بيروت أمس، كما كان مقررا وعزت الأسباب إلى "انشغالات طارئة لسولانا في بروكسل". وقال المصدر إن تأجيل زيارات المسئولين قد يكون على صلة ضمنية بالمناخ السائد في البلاد مع اقتراب انتهاء رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ديتليف ميليس من مهمته
العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ