أكدت عدة فصائل فلسطينية أمس أن الانسحاب الإسرائيلي لن يكون كاملا من قطاع غزة من دون إنهاء السيطرة الإسرائيلية على المعابر والحدود وإطلاق سراح المعتقلين.
وجاءت تصريحات المسئولين في هذه الفصائل بعد لقاءات منفصلة مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في غزة والتي تركزت على بحث مرحلة ما بعد الانسحاب من القطاع ومواصلة الهدنة.
وقال القيادي في "حماس" محمود الزهار للصحافيين إن حركته "لا تريد أن يكون "الانسحاب من غزة" إعادة انتشار. يجب أن يكون انسحابا كامل السيادة وعدم الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية وعدم التنازل عن الأسرى". وأضاف أن وضع المعبر سيحدد رسميا بعد "لقاء سليمان مع المسئولين الإسرائيليين الأربعاء".
من جانبه، قال القيادي في "الجهاد" نافذ عزام للصحافيين "لن نعتبر الانسحاب كاملا إذا ظل جندي إسرائيلي واحد وبالذات في المعابر"، موضحا أن المسئولين المصريين "وعدوا بالعمل ليبقى معبر رفح الحدودي فلسطينيا مصريا".
وأشار إلى أن كل الفلسطينيين ملتزمون بالتهدئة لكن "حتى تكون تبادلية يجب وقف العدوان والاعتداءات الإسرائيلية لأن التصعيد الإسرائيلي هو الذي يدفع المقاومة الفلسطينية للرد وهذا أمر طبيعي".
وكشف عزام عن محادثات يجريها المصريون لعقد لقاء للفصائل في القاهرة بمشاركة قياديين من الداخل بعد الانسحاب من غزة. وكرر ذلك أيضا الزهار من دون تحديد موعد محدد.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبدالله الافرنجي انه "إذا أصر الإسرائيليون على البقاء على معبر رفح فهذا يعني بقاء الاحتلال ونحن نريد ان يخرج الاحتلال بالكامل من غزة".
والتقى سليمان أولا وفدا من "فتح" ثم التقى وفدا من "حماس" ثم ممثلي "الجهاد" قبل أن يلتقي مع ممثلي الجبهتين الشعبية والديمقراطية كلا على حدة. وسيتوجه اليوم إلى "إسرائيل" للقاء رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز.
وفي كلمة ألقاها أمام جلسة خاصة للمجلس التشريعي الفلسطيني أكد سليمان أن مصر تقف إلى جانب الفلسطينيين حتى إقامة الدولة الفلسطينية. وقال إن الرئيس المصري حسني مبارك "يؤكد عهده لكم أن تظل أيدينا بأيديكم حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية كما في قطاع غزة وحتى يرفع العلم الفلسطيني رايتكم خفاقة في الدولة الفلسطينية".
وأكد سليمان على "استكمال العمل معكم ليكون إنهاء الاحتلال العسكري والاستيطاني لقطاع غزة ويشمل الضفة الغربية رفعا لمعاناة استمرت طويلا ولكي يعود التواصل بين الاراضي الفلسطينية والاراضي المصرية امتدادا طبيعيا للأرض وتواصلا مصيريا للأهل".
وشدد على "دعم جهودكم ليكون إنهاء الاحتلال شاملا وكاملا للأراضي التي احتلت العام 67 ومؤهلا لإعلان الدولة الفلسطينية لتأخذ مكانها الطبيعي وسط أمتها العربية".
من جانبه، شدد نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام الفلسطيني نبيل شعث على أن الحركة الدبلوماسية المقبلة ستكون مكثفة من أجل القدس ووقف الاستيطان وجدار الفصل وذلك عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع اللجنة الرباعية على المستوى الوزاري في الوقت ذاته.
في غضون ذلك، أجرى الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين سلسلة تفجيرات ضخمة داخل عدة مستوطنات جنوب قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عدة تفجيرات ضخمة سمعت من مسافات بعيدة داخل مستوطنة "جاني طال" في مجمع مستوطنات "غوش قطيف" ومستوطنة "كفارداروم" ما أثار خوف المواطنين.
وفي عمان قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك إن انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة "خطوة مهمة" ودعاها إلى "استكمال انسحابها من الضفة الغربية".
ونقل بيان للديوان الملكي عن الملك تأكيده أن "التوصل إلى سلام يحقق تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأمن والاستقرار يتطلب استكمال إسرائيل انسحابها من الضفة الغربية وفقا لما نصت عليه خريطة الطريق".
وفي تطور متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ترشيحه لزعامة تكتل الليكود خصما لشارون، ليخوض بذلك السباق إلى السلطة تحسبا للانتخابات التشريعية المقبلة. وقال خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب "أعلن اليوم "أمس" ترشيحي لزعامة "الليكود" لقيادتها إلى النصر في الانتخابات المقبلة وتشكيل الحكومة المقبلة طبقا لذهنية الحزب". وتابع "انني واثق من قدرتي على القيام بذلك ولهذا أقدم اليوم ترشيحي على رأس الحزب ولمنصب رئاسة الوزراء".
وكان نتنياهو قدم استقالته كوزير للمالية مطلع الشهر الجاري احتجاجا على خطة شارون لإخلاء جميع المستوطنات من غزة وأربع مستوطنات معزولة شمال الضفة.
وإثر قرار لمحكمة داخلية لليكود يتوقع أن يجتمع ثلاثة آلاف عضو في اللجنة المركزية في 25 و26 سبتمبر/ أيلول للبت في إجراء انتخابات تمهيدية لأعضاء الحزب البالغ عددهم 150 ألفا لاختيار رئيسهم.
القدس المحتلة - أ ف ب
طلب غالبية سكان مستوطنة "تيني - اوماريم" قرب الخليل بجنوب الضفة الغربية إجلاءهم إلى "إسرائيل" وتقديم تعويضات لهم كما أعلن احد ممثليهم أمس.
وقال اليعازر ويدر للإذاعة الإسرائيلية إن "أكثر من 80 في المئة من سكان تيني - اوماريم وقعوا رسالة يطلبون فيها إجلاءهم والاستفادة من قانون التعويضات" للمستوطنين الذين يتم إجلاؤهم. وأضاف أن "الجدار الأمني لا يشملنا، ويمر على مسافة 5 كلم من تيني - اوماريم "..." ولم نأت إلى هنا لكي نصبح فلسطينيين، ومنازلنا أصبح يتعذر بيعها".
وهذه المستوطنة تضم 85 عائلة من اليهود المتشددين. وفي إطار خطة فك الارتباط، قامت "إسرائيل" أخيرا بإجلاء نحو 8500 مستوطن من القطاع وأربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية
العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ