عندما تبدأ تلك الحقول بالاخضرار... وتبدأ أصوات الأطيار بالاتجاه يمينا ويساراً... عندما تصبح أوراق الخريف داكنة... وتتفتح الأزهار...
أهذا هو الربيع؟
عندما تبدأ النسمات بالتطاير أمام شرفات الحنين... فترسم ابتسامة على قلب رزين... عندما تتحرك أغصان الياسمين وتبدأ بالانتشار أضواء السنين... تحت سماء صافية.
أهذا هو الربيع؟
وماذا إن طال بكاء العاشقين على أنغام اليقين... وابتلت الأغصان حرقة وشجناً... وزاد السكون اختفاء بين السواد... يغوص في بحوره العميقة... ليزداد لونه الداكن مع دوران أطول من عقارب الساعة...
عندما تزداد أوجاع السنين... ليزداد بعدها الأرق اللامتناهي... فتضع رأسك على المخدة لتزداد الشجون بحسب دوران مروحتك...
أهذا هو الربيع أيضاً... أم هو ربيع الشجون... حيث تتفتح فيه آلام السنين... وتلك الجروح التي لا تندمل... حيث تزداد فيه ألوان القلوب النازفة... وتبدأ بالانتشار تلك الدموع العازفة.. على وتر حزين... فعلموا إذا ما تفتح أزهار لا ترى إن كانت العيون تغوص في دموعها...!
مريم ابراهيم مختار
العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ