العدد 1121 - الجمعة 30 سبتمبر 2005م الموافق 26 شعبان 1426هـ

من انتصارات المسلمين في شهر رمضان

نصر الله عز وجل الأوائل في مواطن كثيرة، لأنهم كانوا يحسون إحساساً عميقاً بالإسلام، يرمون عن يد الله تعالى، ويستروحون عبير الجنة، ويسمعون حفيف أجنحة الملائكة.

لقد تعلم الأوائل في ساحة القرآن الكريم، ولذلك كان رمضان عندهم موسم جهاد للنفس والعدو، لا موسم ولائم وحفلات تزخر بأطايب الطعام والشراب، وأكدوا حقيقة واقعة ناصعة هي أن مشقة الصوم لا تقعد بالصائم عن ممارسة أشق الأعمال، وإنما تدفعه إلى الاستزادة منها... وشتان ما بين واقع المسلمين الأوائل والمسلمين اليوم... فواقع المسلمين اليوم يرسم علامات استفهام وعلامات تعجب أيضاً على كثرتهم، فهم يفتقرون لشيء واحد هو الإحساس بالإسلام! الإحساس بالمبادئ الإلهية والتعاليم المحمدية التي ساد بها أسلافهم... الإحساس بالقيم الرفيعة التي كانت تختلج في وجدان المسلمين الأوائل... الإحسان بأن المشقة في سبيل الإسلام إنما هي زاد روحي أغلى من متاع الدنيا.

ولقد حدثت في خلال شهر رمضان معارك عظيمة خاض غمارها المسلمون وهم صائمون، وانتصروا فيها انتصاراً باهراً، ومازال التاريخ يتعطر بأنباء هذه المعارك التي تمد المسلمين بالقوة، وتذكرهم بما يجب عليهم، حتى يواصلوا جهادهم في سبيل نصرة دينهم وإعزاز شأن أنفسهم تحقيقاً لقوله تبارك وتعالى: «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين» «المنافقون:).

ومن انتصارات المسلمين في شهر رمضان غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في صبيحة يوم الجمعة من شهر رمضان. آيات الله تعالى تقرر حقيقة كونية وسنة إلهية هي أن الصراع بين الحق والباطل صراع موصول، وأن الحق مهما قل أتباعه وضعف أشياعه فإن الغلبة له في النهاية، وأن الباطل مهما امتد باعه وكثرت أشياعه فإن الحق دامغ ومنتصر عليه لا محالة.

وقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة في قوله تعالى: «قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار» (آل عمران: ).

فتح مكة المكرمة

في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة المكرمة الذي عز به الإسلام، وارتفعت كلمة الإيمان، ونزل فيه قوله عز وجل: «إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا» (سورة النصر).

وكان فتح مكة هو الأمنية الكبرى للرسول لما يترتب عليه من أثر بالغ في حياة الدعوة، فلئن كان النصر في معركة بدر الكبرى تأسيساً لبناء الدولة الإسلامية الفتية، فلقد كان فتح مكة بناء لصرح العقيدة الإسلامية وفي سنة هـ - (م)، وفي شهر رمضان المبارك اقتحم المعتصم بالله العباسي حصون عمورية في ألفاً من جنوده.

سنة هـ - (م) شهد العالم الإسلامي يوماً من أيام الله، أعز الله تعالى فيه المسلمين من الهوان وقواهم من ضعف، وآمنهم من خوف... ونصرهم على عدو يفوقهم في العدة ويزيد عليهم في العدد في يوم يعرف بيوم عين جالوت...

الانتصارات في هذا الشهر كثيرة قد تعجز السطور لذكرها وكفينا فخراً أن نكون ذاكرين، ولو جزءاً منها.

بتول السيد

العدد 1121 - الجمعة 30 سبتمبر 2005م الموافق 26 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً